روبن كوك وزير خارجية بريطانيا الأسبق في عهد حكومة توني بلير، و بالمناسبة توني بلير هو أحد أعضاء اللجنة الرباعية التي ( قيل ) أنها خاصة باليمن ، و تطبخ بعيدا عن الأنظار .!! ليس هذا- على كلٍ موضوعنا الآن - و إنما نعود لروبن كوك الذي نُسِب إليه إبان كان مايزال وزيرا أنه قال : السياسة أخلاق، فسارع للرد أنه لم يقل أن للسياسة أخلاق !
المفارقة الغريبة أن هذا الوزير رفض الحرب ضد العراق، واستقال من منصبه كوزير لخارجية بريطانيا بسبب رفضه و معارضته لسياسة حكومته الداعمة للحرب الأمريكية على العراق.
على خلاف هذا الموقف كان موقف بلينكن في أول زيارة له إثر معركة طوفان الأقصى حيث صرح بأنه يزور الأرض المحتلة كيهودي، ثم كوزير للخارجية، و في تلك الزيارة شارك في اجتماع جلسة الحرب لحكومة العدو ! و منذ ذلك الحين و على مدى ثلاثة أشهر و هو لا يقر له قرار ، و دائم التنقل بين واشنطن و الأرض المحتلة، و دول المنطقة ؛ طبعا ليس لنقل التهاني و لا لتبادل الزيارات، و لا حضور مؤتمرات، و لا مناسبات، و إنما من باب الدعم للكيان اللقيط ، و تفقد احتياجاته ، و تلبية مطالبه، و أخرى لا يكف عنها، و هي حبك المخططات، و ممارسة الضغوط المطلوبة، و منع أي مواقف قد تدعم المقاومة الفلسطينية.
من أعجب ما يردده حلفاء الكيان الصهيوني، بل صانعوه، أن من حق الكيان اللقيط الدفاع عن النفس، وفي هذا إيعاز صريح للكيان الغاصب و المعتدي أن يستبيح كل شيئ بالدمار للأعيان، و الإبادة الجماعية للإنسان و قتل الاطفال و النساء، و الضرب عرض الحائط بالأخلاق، و القانون و القيم و المُثُل و المبادئ. و إذا ما تحرك من ينتصر لحقوق الطفل و المرأة، و حق الحياة، و للقانون، و إيقاف إطلاق النار، و إيقاف حرب الإبادة؛ كان( الفيتو) اللّعين بالمرصاد؛ لإبطال كل مطلب حقيقي، و إنساني، و قانوني !
العواصم الاستعمارية تكثر من الحديث عن العمل على منع توسيع دائرة الصراع، و كأنها ليست هي العواصم التي أرسلت الأساطيل، و البوارج و السفن الحربية، و حاملات الطائرات، و طائرات التجسس، التي تمشط أجواء غزة بزعم أنها تبحث عن أسرى الكيان الدخيل ..!؟
و تعجب من تباكي تلك العواصم عن أسرى الكيان و المطالبة بإطلاقهم ، في حين تتلذّذ بما تشاهده من أنهار ؛ من دماء النساء، و الأطفال الفلسطينيين. و غاية ما يقوله الوزير اليهودي ولاء و مواقف ، الأمريكي جنسية و وظيفة، أنه طلب من الكيان اللقيط أن (يقلل) !! من قتل المدنيين، و هي عبارة لا تعني غير التحريض على استمرار العدوان .
و إلا ما قيمة القول الأمريكي؛ سندعو (الكيان) لأن يقلل من قتل المدنيين؛ أمام ما تقوله و تفعله الإدارة الأمريكية: سندعم إسرائيل أمس و اليوم و غدا ..!!
ما يجب ألا يبتلع العرب معه ألسنتهم، و ألا يتجاهله تفكيرهم ، و ألا يغيب عن استراتيجيتهم ، أن يعتمدوا على أنفسهم، و أن يثقوا بمجتمعاتهم، و يلتحموا بشعوبهم، و قواها الحية، و يبحثوا عن أصدقاء حقيقيين، و إلا فإن ما ينتظرهم هو أن تصبح أقطارهم وسلطاتهم شبيها بوضع الضفة الغربية، و عليهم أن يواجهوا الحقيقة بأن التطبيع هو أولى الخطوات لذلك الوضع، و أن الموقف الصّادّ و الذي سيمثل الاستعصاء، و النجاة من فرض نموذج( السلطة في الضفة) على الجميع هو طريقة المقاومة الفلسطينية، و ليكن العرب أسود قبل أن تأكلهم القردة.