هل يكون الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي أكثر وطنية وأنبل موقفا وأشرف مكانة وأكثر احتراما لنفسه وشعبه ووطنه من الرئيس المخلوع في اليمن؟ لقد حصل ساركوزي في الانتخابات, والتي جرت مطلع هذا الأسبوع, على أكثر من 48% من أصوات الناخبين وأقل من منافسه الفائز(اولاند) بنسبة 4% فقط، وبمجرد ظهور النتيجة وحتى قبل إعلانها رسميا كان ساركوزي يمسك بهاتفه ليهنئ منافسه بالفوز ويتمنى له النجاح وتجاوز الصعاب والمحن الكثيرة والكبيرة التي تقف في طريقه مذكرا إياه أن هناك ما هو أكبر من الجميع وهو فرنسا التي يجب أن تتضافر الجهود للإعلاء من شأنها. لم ينس ساركوزي أن يعلن لمؤيديه وحزبه أنه وحده من يتحمل نتيجة فشله في الانتخابات داعيا حزبه إلى الوحدة والاستمرار في العمل. واتخذ الرجل طريقه بكل بساطة وسهولة بعيدا عن قصر الاليزيه مفسحا الطريق للرئيس الجديد وبدون أدنى إشكال، ليمارس حياته كمواطن عادي بكل راحة واطمئنان. يعلم اليمنيون أن المخلوع عندنا لا يحترم نفسه ناهيك عن أن يحترم شعبه أو يقدر وطنه، وقد كان واضحا لسان حاله" أنا ومن بعدي الطوفان!" ولم يرتق حتى إلى 10% من مشاعر الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي والذي قال إن هناك ما هو أكبر من الجميع وهو فرنسا. علي صالح - بل المخلوع - بدا في غاية الإفلاس من هذه المشاعر الوطنية. حتى زعمه أن حرصه على اليمن هو ما منعه من تسليم السلطة حتى يجد اليد الأمينة. هذا التقمص اللحظي للوطنية سرعان ماتلاشى وزال كالسراب إذ ظهر طوال الوقت كأجشع مايكون رجل، وكأحقد مايكون إنسان وكأجرم مايكون مجرم وطاغية! مازال المخلوع يجمع أبناءه وأبناء أخيه وحقده موسوسا لنفسه أن بمقدوره إخماد ثورة خرج لها الشعب اليمني يهتف بسقوطه ورحيله، وأن هذا الشعب لن يتخلى عن ثورته حتى تتحرر المؤسسة العسكرية والأمنية من قبضة العائلة، وحتى يكون الجيش والأمن للوطن لا للفرد والعائلة. وهذا هو ما ينبغي أن تتجه له الساحات في كل المحافظات فتصعد فعالياتها مطالبة الإسراع بإتمام هيكلة الجيش والأمن وبأسرع وقت ممكن. وعلى الشعب كل الشعب أن يمضي قدما لتحقيق هذا الهدف قبل كل شيء آخر.