تأتي الذكرى الخامسة والثلاثون لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح في توقيت استثنائي إذ تشهد الساحة اليمنية سلسلة من الأحداث السياسية والأمنية والعسكرية تتداخل معها تحديات إقليمية ودولية معقدة ألقت بظلالها على مستقبل الدولة اليمنية وعلى طبيعة أدوار الأحزاب والقوى الوطنية. وفي خضم هذا المشهد المضطرب تكتسب ذكرى التأسيس هذه أهمية مضاعفة ليس فقط من حيث رمزيتها التنظيمية والتاريخية ولكن أيضًا لما تمثله من فرصة لتجديد الموقف وتقديم الإصلاح بحقيقته الوطنية والنضالية التي يحاول البعض تشويهها وتغييبها.
منذ تأسيسه عام 1990، ظل الإصلاح مكوناً سياسياً أساسياً في الحياة العامة حاضراً في مفاصل الأحداث الوطنية ومدافعاً عن خيارات الشعب اليمني في الحرية والجمهورية والديمقراطية.
وعلى الرغم من حملات الاستهداف المتواصلة، إلا أن الإصلاح أثبت حضوره كركيزة مهمة في معركة استعادة الدولة المختطفة من مليشيا الحوثي وشريك فاعل في تعزيز الأمن والاستقرار وحماية النسيج الاجتماعي.
خمسة وثلاثون عاماً من العطاء الوطني تؤكد أن الإصلاح لم يكن يوماً حزباً عابراً أو كياناً طارئاً بل مكوناً أصيلاً في الحياة السياسية لعب أدواراً محورية في اللحظات المفصلية، وسيظل حاضراً بما يملكه من رؤية وطنية، وبما يمثله من قاعدة جماهيرية واسعة.
إن ذكرى التأسيس اليوم ليست عودة إلى الماضي بل انطلاقة نحو المستقبل وتجديد للعهد مع الشعب اليمني في مسيرة الحرية والجمهورية وفي معركة استعادة الدولة وبناء اليمن الاتحادي الديمقراطي.
واليوم في ذكراه ال35 يجدد الإصلاح عهده بالثبات على مبادئه الوطنية ومواصلة نضاله مع كافة القوى الوطنية لاستعادة الدولة وبناء يمن اتحادي ديمقراطي يحقق تطلعات اليمنيين في الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.