نظمت دائرة النقابات والمنظمات بالتجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز، صباح اليوم الخميس، ندوة فكرية بعنوان "دور النقابات في الثورات اليمنية ومواجهة الفكر الحوثي والدفاع عن الحقوق وتحقيق التنمية"، وذلك بمناسبة أعيادة الثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر. شارك في الندوة عدد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالشأن النقابي، حيث ناقشوا ثلاثة محاور رئيسية تناولت أبعاد التجربة النقابية ودورها في الماضي والحاضر. في المحور الأول، تحدث الدكتور عبد الله محمد القدسي عن تاريخ العمل النقابي في اليمن، مسلطًا الضوء على الدور الريادي للنقابات في إشعال شرارة الثورة اليمنية والدفاع عنها، واستعرض نماذج من النضال الوطني ضد الكهنوت الإمامي والاحتلال البريطاني. وأكد القدسي أن النقابات شكّلت منذ ثلاثينيات القرن الماضي رافعة أساسية للحركة الوطنية ومظلة جامعة للطبقة العاملة. أما المحور الثاني، الذي حمل عنوان "دور النقابات في الدفاع عن الحقوق والحريات وتحقيق التنمية"، فقدمه الدكتور فيصل الحذيفي، أستاذ العلوم السياسية، الذي أوضح أن العمل النقابي تتنوع مهامه بحسب السياق، إذ يركز في أوقات السلم على الحقوق والحريات والتنمية، بينما يتخذ في أوقات الحرب أدوارًا مغايرة تتعلق بالصمود والدفاع عن المجتمع. وأكد الحذيفي أن العمل النقابي لا يمكن أن ينهض أو يحقق أهدافه ما لم تتوافر بيئة ديمقراطية حقيقية تتيح المشاركة الشعبية الفعّالة. وفي المحور الثالث، الذي خصص لموضوع "دور النقابات في مواجهة الفكر الحوثي"، قدّم العقيد عبد الباسط البحر، نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بمحور تعز، قراءة في دور النقابات ومنظمات المجتمع المدني خلال السنوات العشر الماضية، مستعرضًا نماذج من إسهاماتها في تعز لمواجهة الانقلاب الحوثي، سواء عبر التوعية الفكرية أو عبر الدعم المجتمعي في مواجهة الحرب. واختتمت الندوة بمجموعة من التوصيات، أبرزها تفعيل العمل النقابي وتطوير أدواته بما يواكب التحديات الراهنة، إضافة إلى إبعاد النقابات عن الصراعات الحزبية والسياسية الضيقة، لتعزيز دورها الوطني الجامع، إلى جانب تعزيز الوعي النقابي باعتباره أحد ركائز الدولة المدنية والديمقراطية. وأكد المشاركون أن استعادة روح ثورة سبتمبر يمر عبر تفعيل مؤسسات المجتمع المدني، وعلى رأسها النقابات، لتبقى قادرة على حماية الحقوق، وتحقيق التنمية، ومواجهة الأفكار الهدامة وفي مقدمتها الفكر الحوثي. - الإصلاح نت