ثورة 14 أكتوبر واحدة من أهم تجليات الشعب اليمني، أظهر فيها بسالته وتضحياته من أجل الحرية والاستقلال، كما سجل وحدة وتلاحم اليمنيين، حيث اختلطت الدماء وامتزجت النضالات شمالًا وجنوبًا. فمن عدن مرّت ثورة 26 سبتمبر حيث احتضنت قادة الثورة، منهم النعمان والزبيري والفضول والموشكي، واندفع أبناء ردفان والضالع دفاعًا عن سبتمبر بقيادة غالب لبوزة، ومن تعز مرّ ثوار 14 أكتوبر سالمين ومقبل وباذيب وفتاح وغيرهم، ومنها انطلقت غرفة عمليات الثورة وتحولت سبتمبر إلى رافد لثورة أكتوبر وقاعدة خلفية، وانطلق من ريف تعز والبيضاء وغيرها من المحافظات الشمالية فدائيو حرب التحرير، وعلى رأسهم البطل عبود الشرعبي. وصدحت أناشيد التحرير وواحدية الثورة من حناجر الشعب اليمني شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، وأبدع فنانو المحافظات الجنوبية أكثر من غيرهم، فسجّل عطروش ومحمد سعيد عبد الله والمرشدي وكرامة مرسال وآخرون أغاني ثورية وحدوية خالدة، رددتها معهم السهول والجبال اليمنية، وما زال الحنين والحلم اليمني حيًّا لم ولن يموت، بجذوره العميقة وأزهاره الفوّاحة التي تعطر الزمن وتصحح المسار وتعيد الاعتبار للتاريخ.