في كل المنعطفات والتحديات والظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن، تجد الأشقاء في المملكة العربية السعودية، عونا وسندا وداعما لأشقائهم في اليمن. وتعتبر هذه الاستراتيجية التي تنتهجها المملكة في التعامل مع الملف اليمني، انعكاسا لعمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والأواصر الراسخة التي تجمعهما من حسن الجوار، ومشتركات العروبة والدين، والروابط الاجتماعية بين الشعبين الشقيقين، والهدف والمصير المشترك.
وفي الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظات الشرقية لليمن، هب الأشقاء في المملكة كما هو معهود عنهم، وبعثوا وفدا رفيع المستوى برئاسة اللواء الدكتور محمد القحطاني، إلى محافظة حضرموت، لوضع حد لما حدث، وإنهاء محاولات حرف بوصلة المعركة ضد مليشيات الحوثي الإرهابية، إلى معارك جانبية بين شركاء النضال ضد المشروع الطائفي السلالي القادم من إيران.
وتأتي هذه الجهود السعودية المقدرة، من أجل إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي الذي يليق بمحافظة حضرموت التي عرفت عبر التاريخ، منبعا للحضارة، وواحة للسلم والأمن، وتمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونها والنهوض بها، كما تأتي هذه التحركات الدؤوبة من الأشقاء في المملكة تأكيدا على أهمية حضرموت بالنسبة للسعودية، والتي تربطها بها حدود برية واسعة، فأمن المحافظة واليمن عموما جزء لا يتجزأ من أمن الأشقاء في المملكة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، التقى الوفد السعودي، بقيادات السلطة المحلية، والوجاهات الاجتماعية، ومختلف الفئات بمحافظة حضرموت، حرصا على استعادة استقرار هذه المحافظة الهامة، وتأكيدا على أن أمنها واستقرارها لن يكون إلا بإعادة الأمور لوضعها الطبيعي وتحقيق الشراكة الواسعة والفاعلة بين كافة مكوناتها السياسية والاجتماعية.
نثق بالمواقف الأصيلة للمملكة مع اليمن في كافة المنعطفات، ونقدر جهود وفدها برئاسة اللواء الدكتور محمد القحطاني، الذي عرفته والتقيت به عدة لقاءات، ولمست حرصه الشديد على مساندة اليمنيين في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وفهمه العميق لطبيعة الأوضاع وتعقيداتها في اليمن، ومعرفته بقيادات البلد ورجالها ووجاهاتها، من خلال عمله كرئيس للجنة الخاصة.
نتطلع إلى أن تثمر جهود الأشقاء في السعودية، مع عقلاء اليمن وحكمائها، في إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، ووقف المغامرات الطائشة، التي تتجاوز الثوابت الوطنية والمرجعيات وتخرق الاتفاقات التي رعاها الأشقاء، والعمل على ضمان عدم تكرار تلك التجاوزات وتوجيه البوصلة نحو المعركة الوطنية والعربية المقدسة في مواجهة الخطر المهدد للجميع المتمثل في مليشيات الحوثي الإرهابية الخنجر الإيراني المسموم في خاصرة الجزيرة العربية.