أعلن د.مهاتير محمد,رئيس وزراء ماليزيا السابق,استعداده للعمل مستشارا للحكومة اليمنية وتقديم خلاصة تجربته في الحكم والتنمية لتطوير اليمن. وقال باني نهضة ماليزيا في مؤتمر صحفي ظهر اليوم الخميس بصنعاء,انه يرحب بدعوة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة,له للعمل مستشارا للحكومة بهدف الاستفادة من تجربته السابقة التي دامت 22 عاما في خدمة بلاده على رأس الحكومة. وأوضح,انه سيقدم خلاصة تجربته في مجال التنمية والإصلاح التي قدمها لبلاده أثناء فترة توليه السلطة ونقلها إلى اليمن للاستفادة منها. وأكد على أهمية بناء الإنسان قبل بناء الأوطان. وأضاف إنه يريد التعرف على الوضع الاقتصادي عن كثب وقرب ليتسنى له معرفة ما إذا كان هناك إمكانيات للتشخيص الدقيق وتقديم المشورات وفقا لما يتمتع به من خبرات وتجارب سالفة. وقال انه لن يدخر جهدا ولن يبخل على اليمن في تقديم ما يراه ممكنا ونافعا لخدمة شعبها. ودعا المسؤلين اليمنيين إلى زيارة ماليزيا للتعرف عليها والاستفادة من تجربتها ونقلها إلى البلاد. وشدد على أن بناء الدولة يتطلب توفير الأمن والاستقرار قبل كل شيء,لافتا إلى انه بدون ذلك لن تكون هناك تنمية اقتصادية ولا نهضة في البلاد. وأشار إلى أن المشكلة في اليمن ليست كبيرة على غرار البلدان التي تشهد حروبا أهلية طاحنة باعتبار الاقتتال مسالة تحول دون بناء الدولة,لكنه أكد في الوقت ذاته على أن هناك تحديات يتطلب التغلب عليها. وسئل حول وصفته السحرية لتطوير اليمن,فقال مكررا كلامه السابق بأنه يتعين تحقيق الأمن والاستقرار قبل أي أمر آخر. وأبدى استعداده لتجاوز مسالة تقديم النصح والمشورات إلى استثمار خبراته وعلاقاته الدولية في تشجيع الأجانب على الاستثمار في اليمن. ودعا مهاتير جميع اليمنيين بمختلف توجهاتهم إلى العمل لصالح اليمن والجلوس على مائدة الحوار لحل مشاكلهم بدلا من الجهر بالشكوى. وأشاد مهاتير بحكمة اليمنيين وتعاونهم فيما بينهم,مؤكدا أن اليمن تمتلك مصادر متنوعة للنهضة ومنها الانسجام الاجتماعي والديني بخلاف ماليزيا التي يوجد بها ما نسبته 40% من غير المسلمين. وحث على الصبر بما في ذلك نهضة القطاع التعليمي,لان الإصلاح يتطلب وقتا والتغيير لا يأتي بين عشية وضحاها. من جانبه,قال الدكتور محمد السعدي,وزير التخطيط والتعاون الدولي,إنهم يطمحون إلى الاستفادة القصوى من خبرات مهاتير محمد وسيقدموا له كل ما يحتاج لتسهيل مهمته في هذا المجال. وكان مهاتير محمد التقى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وأجرى معهما مباحثات حول ما يمكن تقديمه لليمن من خبراته السابقة في مجال التنمية الاقتصادية والحكم الرشيد. يشار إلى أن مهاتير محمد تولى السلطة في ماليزيا وهي بلد ثالثي متخلف يصدر العمالة والمطاط الخام ويستورد كل شيء تقريباً ، وخرج منها بالدولة الاقتصادية الصناعية الوحيدة في العالم الاسلامي وحاملةالرقم 17 في ترتيب الدول الصناعية . ولد في 20 يونيو 1925,كان رئيس وزراء ماليزيا في الفترة من 1981 إلى 2003, له دور رئيسي في تقدم ماليزيا بشكل كبير، إذ تحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطاعي الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات، وتنتج 80% من السيارات التي تسير في الشوارع الماليزية. وكانت النتيجة الطبيعية لهذا التطور ان انخفضت نسبة السكان تحت خط الفقر من 52% من اجمالي السكان في عام 1970، اي أكثر من نصفهم، إلى 5% فقط في عام 2002، وارتفع متوسط دخل المواطن الماليزي من 1247 دولارا في عام 1970 إلى 8862 دولارا في عام 2002، اي ان دخل المواطن زاد لاكثر من سبعة امثال ما كان عليه منذ ثلاثين عاما، وانخفضت نسبة البطالة إلى 3%. وهو القائل اذا اردت الصلاة فساذهب إلى مكة واذا اردت العلم فساذهب إلى اليابان