توفي المفكر والفيلسوف الفرنسي المسلم روجيه جارودي عن عمر ناهز 98 عاما في بلدية "شينفيير" في منطقة سورمان جنوب شرقي باريس. ولد جارودي يوم 17 من يوليو عام 1913 بمرسيليا جنوبيفرنسا، وهو حاصل على درجة الدكتوراة الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن "النظرية المادية في المعرفة"، ثم حصل على درجة الدكتوراة الثانية عن "الحرية" عام 1954من موسكو.
وفي الثاني من يوليو عام 1982 أشهر جارودي إسلامه في المركز الإسلامي في جنيف، ليبدأ نضاله الفكري والسياسي ضد الحركة الصهيونية العالمية ودولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
وأصدر جارودي بعد مذبحة صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982 بيانا نشر في صحيفة "لوموند" الفرنسية بعنوان (معنى العدوان الإسرائيلي بعد مجازر لبنان)، والذي كان بداية صدامه مع المنظمات الصهيونية التي شنت حملة ضده في فرنسا والعالم.
وفي عام 1996، واصل جارودي نضاله الفكري ضد الاحتلال الصهيوني، بإصدار كتاب /الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية/، الذي شكك خلاله في أسطورة "الهولوكوست"، مكذبا بالحجة والدليل المغالطات الصهيونية حول عدد الضحايا اليهود في محرقة النازي، ليلاحقه الجانب الإسرائيلى قضائيا، ويصدر ضده عام 1998 حكم بالسجن سنة مع إيقاف التنفيذ من إحدى المحاكم الفرنسية.
أثرى جارودي المكتبة العالمية والعربية والإسلامية بعشرات المؤلفات التي ترجمت للعديد من اللغات، ومن أشهر مؤلفاته بعد إسلامه "وعود الإسلام، المسجد مرآة الإسلام، الإسلام وأزمة الغرب، فلسطين مهد الرسالات، الولاياتالمتحدة طليعة التدهور، وعود الإسلام، الإسلام دين المستقبل، الإرهاب الغربي، جولتي وحيدا حول هذا القرن، حوار الحضارات، الإسلام وأزمة الغرب".
ونال المفكر والفيلسوف الفرنسي المسلم جائزة الملك فيصل العالمية عام 1985 عن خدمة الإسلام، وذلك عن كتابيه "ما يعد به الإسلام" و "الإسلام يسكن مستقبلنا"، ولدفاعه عن القضية الفلسطينية، كما حصل على الدكتوراة الفخرية من جامعة "قونيا" في تركيا عام 1995.
ظل جارودي بعد دخوله الدين الاسلامي الحنيف ملتزما بقيم العدالة الاجتماعية التي آمن بها عندما كان من اشهر المفكرين الاشتراكيين في العالم ، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه، وظل على عدائه للإمبريالية والرأسمالية، وبالذات لأمريكا.
وفي كتاب "الإسلام دين المستقبل" يقول جارودي عن شمولية الإسلام "أظهر الإسلام شمولية كبرى عن استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلفة، فقد كان أكثر الأديان شمولية في استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد، وكان في قبوله لاتباع هذه الديانات في داره منفتحا على ثقافاتهم وحضاراتهم".