قال النائب البرلماني عبدالكريم, إنه يعتقد أن القضايا التي ينبغي أن يركز عليها الحوار هي توحيد الصف بين أبناء المجتمع اليمني، وإعادة توحيد القوات المسلحة والأمن، وإقرار قانون العدالة الانتقالية ومحاسبة المتسببين في قضية انتهاك حقوق الإنسان وتعويض الشهداء والجرحى ومن تضررت منازلهم وممتلكاتهم. وأكد شيبان في حوار مع صحيفة " الجمهورية",اليوم السبت, أنه إذا لم يتم هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية فإنه على البلاد السلام وسيكون وضع البلاد مأساوي جداً.
واعتبر شيبان,وهو عضو عن كتلة الإصلاح بمجلس النواب,أن الحوار هو المخرج لليمن مما تمر به حاليا من أزمات عبر تضافر الجهود والذي سيفضي في الأخير إلى إيجاد حل لقضيتين ذات أهمية بالغة على الأقل هما إعادة هيكلة الجيش وقضيتي الجنوب وصعده.
وتعيد الصحوة نت هنا نشر نص الحوار كاملا نقلا عن صحيفة الجمهورية:
كيف تنظرون إلى الواقع السياسي في البلاد؟ اليمن عدت مرحلة الخطر والأمور مبشرة بخير ومستقبل زاهر شريطة استلهام الحكمة اليمانية وعدم الانجرار وراء الصراعات والمماحكات السياسية التي لن تغني ولن تسمن من جوع والوقع أن مستقبل اليمن سيكون مشرفاً والشعب قد عرف طريقه والقوى السياسية أمام تنافس حار من سيقدم مشروعه السياسي والاقتصادي الأفضل. في تصورك ما الذي أوصل البلاد إلى هذه المأساة؟ النظام السابق الذي ألغى كل مؤسسات الدولة وحولها إلى مؤسسة شخصية فردية، والحقيقة أن الثورة قامت قبل خمسين عاماً من أجل إنهاء التسلط وحكم الفرد وإيجاد أنظمة ديمقراطية وقضاء عادل وجيش قوي وموحد، ولكن للأسف هذه الأمور كلها جبرت لشخص واحد، يعني الرئيس السابق كان هو كل شيء، هو رئيس القضاء وقائد الجيش ورئيس الجمهورية، ومجلس النواب لا يمكن أن يحل أو يربط إلا بإذنه، يعني كانت توقف الجلسات حتى يستشار الرئيس. بمعنى أن مجلس النواب سابقاً كان يسيره الرئيس؟ طبعاً، ولماذا هذا الضعف الذي يشهده المجلس سواء في الوقت الراهن أو في السابق.. تصور جهاز الرقابة والمحاسبة يتبع الرئيس والقضاء كان يديره الرئيس ومجلس النواب صوري منتخب من الشعب، ولكن في الحقيقة كان مسخراً ضد الشعب وليس لخدمته. مهتمون بالشأن اليمني وخبراء رأوا أنه إذا لم تبتعد القوى السياسية اليمنية عن الصراعات والمناكفات السياسية فإن السيناريو القادم لليمن سيكون أشد ألماً من سيناريو السودان.. ما تعليقكم؟ الثورة صراحة رغم ما حققته إلا أنها لم تنجح النجاح المنشود والوضع في البلاد مازال على فوهة بركان، وجميع الناس مازالوا قلقين جداً، والأمور مازالت غير مستقرة نتيجة لأن الجيش لايزال بيد فئة معينة، وبالتالي إذا لم يتم هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية فإنه على البلاد السلام وسيكون وضع البلاد مأساوي جداً. ألا ترى أن المماحكات السياسية والصراعات وصلت إلى أروقة مجلس النواب؟ تأخير هيكلة الجيش وتأخير الحل السياسي سوف يسبب إرباكات لمجلس النواب حالياً لا يوجد أعمال لديه ولا برنامج.. يفترض حالياً أن القضية الهامة هي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتركز حولها الجهود ابتداء من رئيس الجمهورية والحكومة وانتهاء بمجلس النواب، وبالتالي تحولت من قضايا إستراتيجية تخص البلد إلى مماحكات شخصية داخل مجلس النواب، ومع هذا فان جزءاً كبيراً من القوى السياسية في المجلس حريصة على تجنب المماحكات السياسية؛ كونها منتظرة الحلول السياسية السلمية، كما تلاحظ اللقاء المشترك خلال الجلسات السابقة لم يتفوه بكلمة ولم يثر أية قضية تؤدي إلى مماحكات ومهاترات وما طرحه دائماً عبر كتلته البرلمانية يندرج في إطار تلطيف الأجواء وتهيئتها للحوار وأنه يجب أن نخرج البلد من هذا المأزق الذي يعيشه. وجهة نظركم للحوار الوطني وأهميته في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها اليمن؟ طبعاً الحوار الوطني قبل أن يرد في المبادرة الخليجية هو مطلب شعبي في الأساس للمّ الشمل وتوحيد الصف والكلمة بين جميع الفرقاء في الساحة الوطنية، وبالتالي ينبغي أن يشمل هذا الحوار الحوثيين والحراك الجنوبي وكل القوى الوطنية في الساحة غير الأحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية لكي تطرح ما لديها على طاولة الحوار ويخرج الجميع برؤية موحدة لمستقبل اليمن تخرجه من وضعه المتردي السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لاشك انه من خلال الحوار ستتوحد الجهود وستحل الكثير من الإشكالات والتي من أهمها قضية إعادة هيكلة الجيش وقضايا الحراك الجنوبي والحوثيين وقضايا أخرى كثيرة. برأيك ما هي المحددات الرئيسية التي ينبغي أن يركز عليها الحوار؟ لاشك أن أهم القضايا التي ينبغي أن يركز عليها الحوار توحيد الصف بين أبناء المجتمع اليمني، وإعادة توحيد القوات المسلحة والأمن، وإقرار قانون العدالة الانتقالية ومحاسبة المتسببين في قضية انتهاك حقوق الإنسان وتعويض الشهداء والجرحى ومن تضررت منازلهم وممتلكاتهم، ثم تأتي بعد ذلك تحديد شكل الدولة إما رئاسياً أو برلمانيا وتعديل الدستور وتعديل قانون الانتخابات وأخيراً شكل نظام الحكم في اليمن هل فيدرالي أم محلي واسع الصلاحيات أو كونفيدرالي، هذه القضايا يجب أن نتفق عليها جميعاً، إضافة إلى ذلك دراسة الوضع الاقتصادي والسياسي في البلد. في ضوء حديثك عن الفيدرالية.. وجهة نظرك لهذا المشروع المطروح على الساحة الوطنية؟ هذه الأنظمة هم جاءوا بها من أجل تجميع المقسم كالولايات المتحدةالأمريكية وماليزيا وغيرها أما اليمن فهي موحدة ولا يمكن تطبيق هذا النظام حالياً على واقع مجتمعنا وعليه أرى أن يطبق على واقعنا الحكم المحلي واسع الصلاحيات وبحيث يكون لكل محافظة صلاحياتها الواسعة في إيراداتها ومصروفاتها والعملية الإدارية فيها وتبقى حاجة واحدة التي هي الإيرادات المركزية كالنفط والضرائب والغاز كما انه من حق كل محافظة أن تدير شؤونها بنفسها دون العودة إلى السلطة المركزية مع عدم التدخل في الأمور السيادية للدولة، لأنه في ظل ضعف النظام السياسي والاقتصادي لليمن لا يمكن لنظام الفيدرالية كمشروع سياسي أن ينجح. في تصورك هل يمكن للجنة التواصل إقناع البيض بالموافقة على المشاركة في الحوار الوطني؟ اعتقد أنه ليس من الضروري أن يقتنع البيض، من هو البيض وما الجناح القوي الذي يشكله؟ شريك الوحدة؟ اعتقد أن الشعب اليمني لو اقتنع فإنه يستطيع أن يفرض رأيه على أية قوة، فما بالك بالبيض الذي لا يشكل خطراً أو قلقاً على الشعب كله.. الإرياني يقول إنه تواصل معه مرتين، لكنه لم يرد على اتصالاته وبالتالي إذا كان رافضاً المشاركة في الحوار فإن الشعب اليمني هو الذي يقرر، مع أن التصرفات التي يقوم بها البيض وأتباعه تصرفات خاطئة جداً، قادة المعارضة في الخارج علي ناصر محمد ومحمد علي احمد وعبد الله الاصنج أبدوا استعدادهم للمشاركة في الحوار، وعليه لم يعد يهمنا موافقة البيض في المشاركة من عدمها إذا رفض الحراك الجنوبي المسلح قام بعمليات إجرامية ضد أبناء القوات المسلحة في الضالع وبهذا اعتقد أن البيض وجناحه لا يودون الحوار والقضية هي قضية مصالح شخصية وكراسي وحب القيادة ليس إلا. برأيك كيف يمكن إيقاف هذه التصرفات الخاطئة؟ لاشك أن هذه التصورات سوف تنتهي وفي القريب العاجل، الآن كل ما يحدث هو أن النظام السابق حاول إيجاد فرقة وسط الشعب اليمني بدليل انه استطاع إيجاد القاعدة، الحراك الجنوبي، تقسيم الجيش، أوجد الفتنة، فأقول إنه إذا استقرت اليمن ووحد الجيش وشهد الاقتصاد نقلة نوعية فإن كل المظاهر السيئة في البلاد سوف تنتهي وستتحول إلى ورشة عمل. أعتقد أن اليمنيين جميعا يحبون الوحدة ولا يمكن أن يوافقوا على دعوات الغوغائيين بالانفصال.. لا يمكن أن يستمر الزعيم زعيماً طوال عمره، هذا الكلام كان من الماضي ولندع المستقبل للأجيال، أنت مثلاً عمرك (7080 عاماً) وتريد أن تبقى زعيماً فهذه قمة الديكتاتورية والتسلط، يا أخي. المجال أمام الشباب! متى يمكن للعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية أن تتحقق في اليمن؟ الحقيقة نحن عانينا خلال الفترة السابقة، وظلمت محافظات كثيرة في ظل حكم ديمقراطي وانتخابات نزيهة وتعديل الدستور وتنشيط مبدأ المساءلة.. كان رئيس الجمهورية يفعل كل شيء ولا يوجد نص في الدستور يحاسبه على تصرفاته حتى ولو كانت هذه التصرفات خاطئة. ستوجد العدالة الاجتماعية عندما توجد دولة قوية تتمثل بالرئيس والحكومة ومؤسسات الدولة الأخرى كالبرلمان والشورى عندما يتم الفصل بين السلطات ويوجد مبدأ المساءلة والمحاسبة فإن كل شخص سوف يعمل على محاسبة نفسه قبل أن يحاسبه الآخرون وسيحافظ على موارد الدولة.. 2 ٪ من السكان هم المستغلون ثروة البلد فيما بقية المجتمع اليمني فقراء ومنهم الأكاديميون والمثقفون والمفكرون وغيرهم، لأن موارد الدولة أصبحت كلها بيد فئة معينة تتصرف فيها كيفما تشاء.. يجب فتح شركات تجارية مساهمة بحيث يكون لكل شخص مردود من أرباح هذه الشركة وهذا معمول به في جميع دول العالم إلا عندنا. العدالة الاجتماعية ستوجد عندما يطبق القانون على الجميع -الكبير منهم قبل الصغير ويتساوى الناس أمام القانون. .. يقولون إنه لا يمكن نجاح الحوار ما لم يتم توحيد الجيش؟ هذه صراحة قضية مهمة جدا، يعني لا يمكن أن نتحاور ومازالت فوهات المدافع موجهة للقوى المدنية، وبالتالي عندما نتحاور يجب أن يكون الجيش بعيداً عن المعترك السياسي والحوار بحيث لا تكون هناك ضغوط على مسألة الحوار.. الجيش عندما يكون بيد قوى وطنية سيكون هو الحامي للحوار وما يتفق عليه الناس سيكون بحراسة الجيش والأمن. يقال إن ثورة الشباب سرقت منهم؟ لا.. لا، يجب أن نكون واقعيين، الثورة حتى الآن حققت نجاحات.. الحكومة كانت عبارة عن إنقاذ وطني فقط بموجب المبادرة الخليجية، والشباب مازال بأيديهم كل شيء وقادرين على فعل كل شيء.. بعد السنتين أمامنا انتخابات رئاسية ونيابية ومحلية وعلى الشباب أن يفرضوا رأيهم في هذه المسألة. ما تم تنفيذه بموجب المبادرة الخليجية كان عبارة عن حل مؤقت حتى لا تقع حرب طاحنة في اليمن لا تبقي ولا تذر وبالتالي ثورة الشباب لم تسرق والشباب هم الذين سيكون لهم الرأي فلقد عرفوا طريق الخروج إلى الشارع والوقوف في وجه الفاسدين ومجابهة الظالمين.. وبهذا اعتقد أن الثورة التي قام بها الشباب لم تحدث في اليمن منذ زمن وهي ثورة عظيمة وعلمتنا جميعا دروساً وعبر وعظات وبالتالي من الصعب على من يأتي إلى السلطة ويحكم الشعب مستقبلاً أن يتسلط ويتجبر على الشعب.