الأمم المتحدة تجدد الدعوة للحوثيين بالإفراج الفوري عن جميع موظفيها في اليمن    إرم نيوز: "انهيار تاريخي" للريال.. يخطف فرحة العيد من اليمنيين    الحاج "أحمد بن مبارك" إذا طاف حول الكعبة.. ستلعنه الملائكة    مستحقات أعضاء لجنة التشاور والمصالحة تصل إلى 200 مليون ريال شهريا    الكشف عن سر فتح الطرقات في اليمن بشكل مفاجئ.. ولماذا بادر الحوثيون بذلك؟    أسرة تتفاجأ بسيول عارمة من شبكة الصرف الصحي تغمر منزلها    طارق صالح يوجه دعوة مهمة للحوثيين عقب فك الحصار الحوثي عن تعز    عودة 62 صيادًا يمنيًا من السجون الأرتيرية بعد مصادرة قواربهم    جهود رئيس الحكومة في مكافحة الفساد تثمر دعم سعودي للموازنة العامة والمشتقات النفطية    الكشف عن مبلغ الوديعة السعودية الجديدة للبنك المركزي اليمني في عدن    في اليوم 215 لحرب الإبادة على غزة.. 37232 شهيدا و 85037 جريحا والمجاعة تفتك بالأطفال    "عبدالملك الحوثي" يكشف هدف اعلان خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية في هذا التوقيت    عرض سعودي ضخم لتيبو كورتوا    ياسين سعيد نعمان: ليذهب الجنوب إلى الجحيم والمهم بقاء الحزب الاشتراكي    الحوثيون يفرضون جمارك جديدة على طريق مأرب - البيضاء لابتزاز المواطنين    فتح الطرقات.. تبادل أوراق خلف الغرف المغلقة    المعارض السعودي في مأزق: كاتب صحفي يحذر علي هاشم من البقاء في اليمن    القرعة تضع منتخب الشباب الوطني في مواجهة إندونيسيا والمالديف وتيمور    إصابة ثلاثة مدنيين بانفجار لغم حوثي في جولة القصر شرقي تعز    تهامة المنسية: مفتاح استقرار اليمن ومستقبله السياسي    نقابة الصحفيين الجنوبيين تدين إعتقال جريح الحرب المصور الصحفي صالح العبيدي    فضيحة دولية: آثار يمنية تباع في مزاد علني بلندن دون رقيب أو حسيب!    وزير الأوقاف يطلع رئاسة الجمهورية على كافة وسائل الرعاية للحجاج اليمنيين    الحجاج يتوجهون إلى منى استعدادًا ليوم عرفة ووزير الأوقاف يدعو لتظافر الجهود    مودريتش يعيق طموحات مبابي    وزير الصحة يشدد على أهمية تقديم افضل الخدمات الصحية لحجاج بلادنا في المشاعر المقدسة    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 37,232 شهيدا و 85,037 مصابا    البعداني: نؤمن بحظودنا في التأهل إلى نهائيات آسيا للشباب    اختتام دورة تقييم الأداء الوظيفي لمدراء الإدارات ورؤساء الاقسام في «كاك بنك»    أبطال "مصر" جاهزون للتحدي في صالات "الرياض" الخضراء    أزمة المياه مدينة عتق يتحملها من اوصل مؤسسة المياه إلى الإفلاس وعدم صرف مرتبات الموظفين    تقرير ميداني عن الإنهيارات الصخرية الخطيرة في وادي دوعن بحضرموت    واشنطن:اعتقال المليشيا لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات استخفاف صارخ بكرامة الشعب اليمني    رحلة الحج القلبية    اختطاف إعلامي ومصور صحفي من قبل قوات الانتقالي في عدن بعد ضربه وتكسير كاميرته    منتخب الناشئين في المجموعة التاسعة بجانب فيتنام وقرغيزستان وميانمار    ''رماية ليلية'' في اتجاه اليمن    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    ميسي يُعلن عن وجهته الأخيرة في مشواره الكروي    هل صيام يوم عرفة فرض؟ ومتى يكون مكروهًا؟    لا ابن الوزير ولا بن عديو أوجد دفاع مدني لمحافظة النفط والغاز شبوة    غضب شعبي في ذمار بعد منع الحوثيين حفلات التخرج!    سانشيز قد يعود لفريقه السابق    غريفيث: نصف سكان غزة يواجهون المجاعة والموت بحلول منتصف يوليو    وفاة مواطن بصاعقة رعدية بمديرية القبيطة بلحج    احتضنها على المسرح وقبّلها.. موقف محرج ل''عمرو دياب'' وفنانة شهيرة.. وليلى علوي تخرج عن صمتها (فيديو)    إصلاح صعدة يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران بوفاة والده    السمسرة والبيع لكل شيء في اليمن: 6 ألف جواز يمني ضائع؟؟    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الموت    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    بكر غبش... !!!    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    إتلاف كميات هائلة من الأدوية الممنوعة والمهربة في محافظة المهرة    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي    ما حد يبادل ابنه بجنّي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورة الشبابية السلمية انتهى وهجها باتفاق سياسي!
البرلماني عبد العزيز جباري ل( الجمهورية ):
نشر في الجمهورية يوم 06 - 09 - 2012

الأخ عبد العزيز جباري- عضو مجلس النواب، شخصية وطنية معروفة بمواقفها سواء في مجلس النواب أو خارجه، كان في حواره ل(الجمهورية) صريحا شفافا، حيث تحدث عن جملة من القضايا الهامة والاعتمالات التي تحدث على الساحة الوطنية وآثار ذلك على مسار التسوية السياسية وإمكانية إخراج البلاد من بؤرة الأزمة التي تعيشها حاليا إلى بر الآمان..
كيف تقرأون الواقع السياسي والاقتصادي والأمني في البلاد؟
الحقيقة أنّ الوضع السياسي كما هو معروف في البلاد جرى وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة حيث وبعد توقيع المبادرة سلم الرئيس السابق مقاليد السلطة في البلاد للرئيس التوافقي المنتخب عبد ربه منصور هادي وشكلت حكومة الوفاق الوطني واللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار، كما تم تشكيل لجنتي الاتصال والتواصل من أجل التهيئة للحوار الوطني ثم لجنة الإعداد والتحضير للحوار الوطني، ولكن رغم ذلك تبقى ملامح الواقع السياسي القادم تحكمه معطيات الاستجابة للحوار الوطني ومسألة الوفاق والتوافق بين كافة القوى السياسية.. وهنا تقف مشكلات كثيرة أمام عملية التهيئة للحوار الوطني الذي يعد بمثابة النقطة الهامة من المرحلة الثانية لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ومن أجل إنجاح مسألة الحوار ينبغي على كافة القوى الوطنية بكافة توجهاتها السياسية والحزبية وإيديولوجياتها الفكرية والعقائدية تغليب المصلحة الوطنية العليا على ما سواها من مصالح أخرى من أجل أن تتجاوز البلاد مرحلتها الخطرة الراهنة إلى بر الأمان.
أما في الجانب الاقتصادي فالوضع الاقتصادي صعب جداً.. نعم هناك محاولات حثيثة وملموسة للحكومة وبعض الدول الشقيقة من دول مجلس التعاون الخليجي لإعادة الاستقرار الاقتصادي في اليمن إلى الوضع الآمن ولكن تبقى هذه المحاولات مجرد محاولات لا ترتقي إلى المستوى المطلوب وغير قادرة على سد الفجوة الاقتصادية الراهنة كون النظام السابق خلف تركة ثقيلة كما أن هناك شبابا كثيرين عاطلون عن العمل وبأعداد مهولة تضاف إلى البطالة التي يعيشها المجتمع منذ زمن، إضافة إلى تدني مستوى الدخل لدى الأسر اليمنية الذي أضاف إليها أعباء كثيرة؛ الأمر الذي سبب لها عدم قدرتها على تعليم أبنائها وتوفير البيئة الصحية والمعيشية الملائمة لهم. كما أن الفقر يزداد يوماً بعد آخر يقابله في الاتجاه الآخر استمرار ظاهرة الفساد وانتشارها بشكل مهول ومخيف وبالتالي أمام الحكومة تركة ثقيلة جداً تثقل كاهلها وتحملها أعباء كثيرة.. اليمن تعاني وجود مشاكل أمنية كثيرة وحجم بعضها كبير فلقد كنا نظن أن الإطاحة بالنظام السابق وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وإمساك المعارضة بزمام وزارة الداخلية سيغير من الأمور وسيعمل على معالجة الاختلالات التي كانت موجودة كونهم دخلوا هذه الحكومة بعد تضحيات جسيمة قدمها الشعب اليمني من أجل أن يعيش حراً كريماً عزيزاً ينعم بالمواطنة المتساوية والعدل والأمن والاستقرار إلا أن ذلك لم يتم.
كنا نأمل أن تسير الأمور في الاتجاه الصحيح وفقاً للأهداف التي خرج وضحى من أجلها الشباب بكل غال ونفيس.
تحسين أداء الحكومة
.. أفهم من كلامك أن المعارضة «اللقاء المشترك» لم يكن لديهم نية صادقة في تصحيح الأوضاع التي كانت تعيشها البلاد سابقاً؟
الحقيقة كنا نتوقع من حكومة الوفاق وخصوصاً من الوزراء الجدد الذين وصلوا إلى هذه الحكومة سواء من المشترك أو المستقلين أن يحسنوا من أداء هذه الحكومة.. صحيح هناك مطبات وألغام وضعت أمام الحكومة وهناك معوقات ومشاكل كثيرة تواجهها، ولكن كان يجب أن يتغلبوا على هذه المعوقات بحكم أن الثورة الشبابية السلمية هي التي جاءت بهم إلى هذه المواقع، ولكن رغم ذلك لدينا أمل في أن يحسنوا من أداء هذه الحكومة مستقبلاً.
.. تحدثت عن وجود مطبات وألغام تواجه مسار العملية السياسية والاقتصادية في البلاد..في ضوء هذين المعطيين كيف يمكن للحكومة الدفع بالعملية الاقتصادية؟
في الحقيقة ينبغي إعطاء الحكومة فرصة كاملة لتقوم بتطهير مؤسساتها وأجهزتها من الفساد والمفسدين وهذا بحاجة إلى وقت كون هذه العملية مستحيل انجازها في ليلة وضحاها لأن الكوادر التي شاركت في عملية الفساد أو ساهمت في تفاقمها مازالت موجودة في كل الوزارات والمؤسسات الحكومية وهي السبب الذي كان وراء خروج الشباب بثورة عارمة ضد النظام السابق.
.. مازالوا في السلطة؟
نعم مازالوا في السلطة ويمارسون نفس السلوك الذي كانوا يمارسونه في ظل النظام السابق.
..معنى ذلك أن ما خرج من أجله الشباب لم يتحقق؟
حتى الآن لا نستطيع أن نقول إنه تحقق الشيء الكثير.
اتفاق سياسي
.. هل نفهم من ذلك أن ثورة الشباب وئدت؟
لا شك أن الثورة الشبابية السلمية انتهى وهجها باتفاق سياسي بين القوى السياسية في الساحة اليمنية وكان من ثمار هذا الاتفاق أنه جنب البلد الكثير من ويلات الانزلاق إلى الفوضى والتمزق والفتنة والمزيد من سفك الدماء لكن هذا الاتفاق السياسي اغفل قضية مهمة وهي بقاء عتاولة الفساد ومن ساهموا في تفاقمه وانتشاره في أماكنهم ولم يحرك ساكناً بشأنهم إضافة إلى انه أعطى حصانة لمن ارتكب حماقة في حق هذا الوطن والشعب وسفك دماء الأبرياء الذين خرجوا يطالبون بحقوقهم المشروعة.
مازالوا موجودين
.. برأيك ما هي الأسباب التي أدت إلى بقاء هذا الغول رغم الثورة؟
مثلما قلت لك الفاسدون الذي كانوا في الماضي في أجهزة الدولة ومؤسساتها مازالوا موجودين في مناصبهم ولم يتزحزحوا قيد أنملة وهم سبب البلاء الذي أوصل اليمن إلى مرحلة الانهيار والوضع السيئ الذي تعيشه حالياً.
.. الحكومة غير قادرة على إزالتهم؟
لا..لا تستطيع..لا نتوقع أنهم في يوم من الأيام سيكفون أذاهم عن الشعب اليمني؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه ولا يمكن أن يستقيم الفاسد كون الفاسد يظل فاسدا مهما نهب من أموال ووصل إلى درجة الثراء، وبالتالي إذا لم يتم إبعاد هؤلاء من مناصبهم وتقديمهم إلى العدالة واستعادة الثروات التي نهبوها من خزينة الدولة لا يمكن أن تصلح الأمور.
..من برأيك بيده القدرة على إزالتهم؟
النظام السياسي الحالي.. وحكومة الوفاق الوطني وأيضا الأحزاب السياسية ليس من حقهم الدفاع عن الفاسدين حالياً حينما يتم تغيير أي شخص من مكانه تقوم القيامة وكأن هذا المكان ملك لهذه الشخصية المسئولة باستخدام نظرية أن هذا الأمر يعد بمثابة إقصاء رغم انه لا يوجد أي إقصاء لأحد وبالتالي مازال الكثير من الفاسدين الذين كانوا احد الأسباب الرئيسية في خروج علي عبدالله صالح من السلطة في أماكنهم.
وضع غير مستقر
.. وجهة نظركم لما تم التوصل إليه حتى الآن في مسار العملية السياسية؟
التسوية السياسية قطعت خطوات، لكننا لم نصل إلى بر الأمان
.. يبدو أنك متخوف من القادم؟
الواقع يقول أننا لم نصل إلى وضع آمن وأننا تجاوزنا المرحلة الخطرة.. ما الذي تغير!؟
.. هل يمكن أن توضح أكثر؟
في الجانب العسكري مازال الجيش منقسما وبعض القادة مازال ولاؤهم لبقايا النظام السابق وليس للقيادة الشرعية وسلوكهم وتصرفاتهم ليس وطنياً ومازال الكثير من الفاسدين والناهبين في الكثير من مفاصل الدولة سواء في الجانب المدني أو الجانب العسكري ويحاولون الاستماتة من أجل مصالحهم الشخصية.. حتى الآن لم تطلق حرية التحرك لا للرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي ولا لحكومة الوفاق الوطني.
.. هل تعتقد أن الرئيس السابق سلم السلطة عن رضا نفسه أم سلمها مكرهاً؟
بدون شك هناك ضغط جماهيري وتضحيات كبيرة قدمها الشعب اليمني نتج عنها ضغط إقليمي ودولي الأمر الذي فرض على الرئيس السابق الانسحاب من رئاسة الدولة لكنه لم ينسحب من الحياة السياسية ومع ذلك فإن تسليمه لمقاليد الحكم يحسب له بأنه انسحب..
.. لكنه مازال متعنتا ويرفض ترك الحياة السياسية؟
أعتقد أن ذلك الأمر ما هو إلا نوع من العناد فقط ولو حسبها الرئيس السابق بطريقة صحيحة فإنه سيجد أن ليس له مصلحة سياسية ولا تاريخية ولا اجتماعية في بقائه بممارسة الحياة السياسية وصبه الزيت على النار.. بقاؤه على رأس المؤتمر الشعبي العام ليس فيه مصلحة للبلد وسيكون غير موفق إذا واصل عناده واعتقد أنه لمصلحة البلد ولمصلحته الشخصية والمؤتمر الذي يرأسه الابتعاد عن الحياة السياسية.
.. ما هي الأسباب التي جعلت النظام السابق يقوم بتبذير المال العام وإذكاء الصراعات داخل البلد؟
من أجل أن يحافظ على بقائه في الحكم.
.. كثيرون يبدون تخوفهم من بقاء المؤسسة العسكرية منقسمة؟
يفترض أنه كان بعد انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية السير في توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية وإقصاء كثير من العسكريين الذين كان ولاؤهم للفرد وليس للوطن.
فشلنا في احتواء الصراع
.. من وجهة نظركم ماذا يعني تعيين بن عمر مستشارا للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اليمن؟
يؤكد أننا فشلنا كيمنيين في احتواء الصراعات والأزمة وبأننا لا نقدم تنازلات لمصلحة الوطن إلا إذا كان هناك ضغوطات.
..ما تقييمكم لعمل الحكومة؟
الحكومة قدمت بعض الشيء، ولكن ليس بالطموح الذي كنا نؤمله ونريده منها لعدة عوامل منها أن هناك جهات تعمل على عرقلة سير عمل الحكومة لان بقايا النظام السابق مازال في كل مفاصل الدولة والشيء الثاني قد يكون لهم حسابات سياسية ربما. إضافة إلى عامل الخبرة وهذه الأسباب وغيرها هي أسباب عدم تقديم الحكومة ما كان مؤملا منها.
تنظيم العدالة
..أنتم في تنظيم العدالة والبناء الذي يضم مجموعة من السياسيين المخضرمين الذين كان أغلبهم في المؤتمر الشعبي العام وقدموا استقالاتهم منه العام الماضي أثناء الأحداث في حال عرض عليكم إمكانية التحالف والشراكة بينكم والمؤتمر هل ستوافقون على ذلك؟
الحقيقة هناك قيادات كثيرة في تنظيم العدالة والبناء كانوا قيادات بارزة في المؤتمر الشعبي العام وكان لهذه القيادات موقف واضح منذ بداية الثورة الشبابية السلمية كونهم كانوا يرون أنه لابد من تغيير الوضع الذي كانت تعيشه البلاد في ظل حكم النظام السابق وبالتالي مواقف هذه الشخصيات لم يكن وراءها مصلحة شخصية فالكثير من هذه الشخصيات تعرضوا للكثير من الأذى نتيجة لمواقفهم الوطنية هذه.. هذه الشخصيات هي قيادات معروفة كانت في المؤتمر وكانت ذا رأي فيه لكنه لم يسمع لرأيها كونها كانت أصوات عاقلة تغلب المصلحة العامة على المصلحة الفردية أو على مصلحة التنظيم ولأنها كانت ترى أن المصلحة العامة في أن المؤتمر الشعبي لا بد من أن يغير من سياساته في إدارة الدولة وأيضا مع الآخر لأنه لم تكن قيادة المؤتمر التي كانت تقود الدولة تسمع سوى للذين يقولون لها أن كل شيء على ما يرام وكل شيء تمام فيما يعتبرون أصحاب الآراء السديدة ما هم إلا عبارة عن مزايدين وهذا للأسف الذي أوصل البلد إلى هذا الوضع ونتيجة لما وصل إليه وضع المؤتمر ورفض قياداته التوجهات السليمة لعملية الإصلاح الإداري والسياسي والاقتصادي للدولة وعملية القمع التي جابها بها النظام السابق الثوار الذين خرجوا يطالبون بالعيش في حياة كريمة أعلنت قيادات مؤتمريه استقالتها من الحزب وفكرت إلى جانب مجموعة من السياسيين المخضرمين مستقلين وغيرهم في تأسيس تنظيم العدالة والبناء.
.. إلى أي حد يمكن أن نقول إن تنظيم العدالة يشكل ثقلا داخل البرلمان؟
عدد أعضاء كتلة تنظيم العدالة والبناء في مجلس النواب هم ستة فقط، لكن نأمل أن تزيد مقاعد التنظيم في البرلمان ومتأكدون أن المرحلة المقبلة ستكون أفضل.
.. في اعتقادكم هل يستطيع تنظيمكم ردم الهوة الموجودة على الساحة الوطنية بين القوى السياسية التقليدية والمجتمع اليمني؟
الحقيقة إننا كقوى سياسية موجودة على الساحة الوطنية سواء المؤتمر أو المشترك أو تنظيم العدالة لا توجد بيننا خلافات سياسية بذاك الحجم الكبير الذي أشرت إليه وكل إنسان له وجهة نظر فمثلاً نتفق في مسألة الوحدة اليمنية وضرورة الحفاظ عليها وكذلك النظام السياسي في البلد والديمقراطية والنظام والقانون لكن مسألة الاختلافات هي حاصلة بين القيادات الكبيرة لهذه الأحزاب وقد تكون هذه الخلافات مبنية على أسس مصالح سواء حزبية أو شخصية بينما القواعد لهذه الأحزاب همهم جميعاً واحد.
..من وجهة نظركم هل يمكن أن تتكرر التجربة الإسلامية المصرية في اليمن؟
أعتقد أن وضع الإخوان المسلمين في مصر أفضل من وضع الإخوان المسلمين في اليمن بشكل كبير جداً حيث إن الإخوان المسلمين في مصر استطاعوا تقديم أنفسهم من خلال الجمعيات التي يدعمونها ووجودهم في المؤسسات الحكومية والنقابات المهنية، إضافة إلى أن لهم تاريخا نضاليا عريقا ضد أعمال القمع للنظام المصري السابق وكانت لها مواقف وطنية صادقة لا يمكن أن تتزحزح وابتعدوا عن الأمور المادية كثيراً وبالتالي وضع الإخوان في مصر يختلف تماماً عن وضعهم في اليمن ولهذا أعتقد أن اليمن لا يوجد فيها محمد مرسي.
.. ولا يمكن لليمن إنتاج مرسي آخر؟
يمكن أن تنتج رئيساً مثل مرسي من المعارضة ولكن ليس من الإخوان المسلمين ومصلحة البلد في المستقبل تقتضي وجود رئيس من المعارضة يكون على مسافة واحدة من كل الناس ويجب أن يكون من أبناء المحافظات الجنوبية.
.. نتيجة للإشكاليات التي تعترض سير تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة هل تعتقد أنه سيضاف للرئيس عبد ربه منصور هادي سنة أخرى؟
أعتقد أنه سيضاف لعبدربه منصور هادي دورة أخرى.
.. ماذا تقصد؟
الوضع اليمني الحالي والمعقد بحاجة إلى رجل مثل عبد ربه منصور هادي ليتجاوز به إلى الوضع الآمن وأعتقد أنه سيضاف له سنتان أخريتان.
.. هل تعتقد أنه بذلك رجل المرحلة؟
أعتقد أنه سيؤدي دورا كبيرا إذا أتيحت له الفرصة وتعاونت معه كل الأطراف السياسية؛ لأنه قريب وعلى مسافة واحدة من كل الأطراف، وضعنا في اليمن يختلف عن وضع مصر وغيرها من الأقطار العربية الأخرى، فاليمن بحاجة إلى رئيس لديه شبه إجماع، وهناك عوامل مازالت تعيق الأخ الرئيس في الوقت الراهن ولو أتيحت له الفرصة أعتقد أنه سيغير كثيراً من الوضع.
المدارس الدينية
.. كيف يمكن الرد على القاعدة؟
أعتقد أن الخطر الموجود على الساحة اليمنية ليس من القاعدة وحدها وإنما هناك أفكار أخرى دينية، تستخدم الدين من اجل الترويج لسياساتها سواء في هذا المذهب أو ذاك، وللحد من هذه الأفكار المتطرفة أولاً يجب على الحكومة اليمنية والمهتمين بالشأن الأمني أن يبحثوا ويقيموا لماذا وصلنا إلى هذا الوضع؟، وعليهم أن يبحثوا أيضاً عن أسباب توغل هذه الأفكار إلى عقول بعض الشباب في المجتمع والتي من أهمها الفقر الذي أسبابه معروفة ولا تخفى على احد منها مسألة تسلط بعض الأشخاص على مقدرات الشعب اليمني ونهبها وتركهم لبقية الشعب عرضة للفقر، إضافة إلى البطالة واستخدام بعض القوى الدين لتحقيق أغراض سياسية، وكما انه من وجهة نظري فتح مدارس دينية لا تخدم إلا الفكر المتطرف حيث تجد أن كثيرا من الذين يحملون أفكارا متطرفة تخرجوا من هذه المدارس والمعاهد سواء من هذه القوى أو تلك وبالتالي ينبغي علينا كمجتمع وسياسيين وحكومة معرفة ما هي الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه المعمعة والعمل على تصحيح أفكار هؤلاء الناس وعلى الحكومة إغلاق هذه المدارس والمعاهد الدينية التي لا تنتج سوى أفكار متطرفة ولا تخرج إلا إرهابيين.. نحن بحاجة إلى مساعدة أنفسنا وبحاجة إلى مساعدة غيرنا من أشقائنا وأصدقائنا من أجل النهوض بالوضع الاقتصادي وحتى لا يبقى المواطن اليمني عرضة لهذه الأفكار، كونه ليس السلاح وحده يستطيع أن يحسم المعركة، وإنما أيضا بالفكر ومعالجة أوضاع الناس وفتح آفاق للشباب حتى لا يذهبوا ضحية هذه الأفكار الخبيثة.
الحوار الوطني
.. وجهة نظركم للحوار الوطني؟
الحوار القادم سيفضي إلى حلول بحكم أن العالم كله يريد أن تصل القوى السياسية في اليمن إلى حلول، وإذا ترك لنا مسألة الحوار القادم فأعتقد إننا كيمنيين لن نصل إلى اتفاق.
.. برأيك ما هي الأجندة التي يفترض أن تطرح على طاولة الحوار الوطني؟
هناك كثير من القضايا ويأتي على رأسها القضية الجنوبية والتي اعتقد أنها قضية كل الشعب اليمني، الشعب اليمني لديه قضايا كثيرة فكل محافظة أو مديرية مثلاً لديها قضية، وبالتالي القضية الجنوبية هي واحدة من القضايا التي يجب أن يناقشها الحوار الوطني إضافة إلى قضايا الفساد واستباحة المال العام،ومسألة تهميش الكوادر الكفؤة والجيدة وإقصائها من مناصبها وأماكنها الإدارية.. ومسألة القضية الجنوبية تأتي من منطلق أن أبناء هذه المحافظات كانوا على رأس دولة وتم إقصاؤهم وتهميشهم من مناصبهم القيادية بعد الوحدة وهذا أثر تماماً على نفسيتهم وسبب شرخاً في النسيج الاجتماعي.
تحذير
.. قلت ذات مرة في تصريح لك إنك ستنفرد بذمار دولة مستقلة ما الذي جعلك تقول هذا الكلام؟
لا..لا..أنا قلت إنه إذا لم يكن هناك ضوابط للحوار الوطني مثلما هو مطروح الآن انه لا سقف للحوار، كونه لابد من وجود سقف وضوابط للحوار، وإذا مضينا في اتجاه عدم وضع ضوابط وسقف للحوار فإن الأيام ستثبت لك حقيقة الرؤية التي حذرت منها بأنه ستأتي بعد ذلك محافظات ولديها مشاريع خاصة وبعضها غير مقبولة وغير منطقية ولهذا من وجهة نظري كان ينبغي أن يكون هناك سقف للحوار لا يمكن تجاوزه، فقد يمكن أن يأتي شخص مثلاً من ذمار ويقول أنا أريد أن أنفرد بذمار دولة وهذا الكلام أتيت به ليس من أجل أن تصبح ذمار دولة مستقلة فذمار قدمت تضحيات كبيرة من أجل بقاء البلاد موحدة آمنة مستقرة وهو أمر واجب علينا وليس فيه منة على أحد.. الناس كلهم وحدويون حتى الذين يرفعون شعارات الانفصال وما يقومون به ربما هو مجرد ردود أفعال لتصرفات رعناء أصابتهم من النظام السابق لا نرضاها جميعاً حتى أصبح المظلوم يعتقد أن سبب البلاء الوحدة.. وأعتقد أن سبب البلاء السياسة التي كانت تدار بها هذا البلد الأمر الذي أوصل الناس إلى هذه القناعات.
.. برأيك ما هي الضوابط التي ينبغي أن يتضمنها الحوار؟
الحقيقة الحوار هو أحد بنود المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة والتي أكدت بأنه ينبغي أن يتضمن هذا الحوار التأكيد على وحدة اليمن وأمنه واستقراره.. كثير من الإخوان يطرحون بأن الدولة المركزية فشلت وبالتالي لابد من القبول بحكاية الفيدرالية أو منح صلاحيات مطلقة للمحافظات، وفي تقديري الشخصي المركزية لم تفشل، الذي فشل هم القائمون على هذه الدولة المركزية، وهو النظام القائم آنذاك بينما الدولة المركزية لم تفشل.
لست مع الفيدرالية
..يعني أنك لست مع الفيدرالية؟
الفيدرالية قد ربما تدخل البلد في مشاكل كثيرة.
.. أهمها برأيك؟
لو تم تقسيم اليمن إلى أقاليم فسيكون هناك ربما أقاليم ضعيفة، وليس لديها موارد وستظهر مشاكل كثيرة لا نشعر بها الآن.
.. لكن هناك موارد مركزية يمكن أن تستفيد منها هذه الأقاليم الضعيفة الشحيحة الموارد؟
الحوار القادم أعتقد أنه هو الذي سيفضي إلى تحديد شكل الدولة اليمنية ونحن لا نريد أن نستبق نتائج الحوار.
.. هل ستشاركون في الحوار الوطني؟
نحن في تنظيم العدالة والبناء تم التواصل معنا من قبل لجنة الحوار وأبدينا موافقتنا وسنشارك بممثل عن التنظيم.
..يبدو أن المبادرة الخليجية لم تصل إلى مجلس النواب بدليل المماحكات السياسية داخل المجلس.. ما تعليقكم؟
مجلس النواب هو انعكاس للمجتمع اليمني.. كثير من إخواننا من أعضاء مجلس النواب لم يقتنعوا حتى هذه اللحظة بأن الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني قد تغير وأن هناك كثيرا من الأشياء تغيرت وبالتالي يجب أن يتغير معها مجلس النواب.. المشكلة أنهم مازالوا يعتقدون أن الوضع مازال على ما هو عليه قبل عام ونصف، هؤلاء هم إخواننا في كتلة المؤتمر الشعبي وهم بذلك ربما أنهم لم يصدقوا حقيقة التغيير الذي حصل أو أنهم لا يريدون تصديق ذلك.
.. القوات المسلحة وإلى جانبها اللجان الشعبية حققت انتصارات كبيرة جداً في حربها على القاعدة في أبين وغيرها من المحافظات الأخرى رغم أنها كانت في السابق تواجه إخفاقات إلى ماذا يعود هذا الأمر برأيك؟
أعتقد أن سبب الانتصار هو أنه أولاً أن الذين أداروا المعركة ضد تنظيم القاعدة من القوات المسلحة واللجان الشعبية لديهم قناعة بأن هناك توجها وعزما وإصرارا من القيادة السياسية والعسكرية في تطهير البلاد من هذه الشرذمة.. وإخفاقهم في السابق كانوا يعتقدون أن مواجهة هذا التنظيم ما هو إلا عبارة عن تكتيك يحمل الطابع السياسي أكثر مما هو توجه عسكري للقضاء على هذه النبتة الشيطانية، هناك ثقة حصلت بين الجنود والقادة، وهناك رغبة حقيقية عكست نفسها في الميدان وثانياً الجانب الشعبي والذي شكل عملية تكاملية لمحاربة الدولة أنصار الشر والضلال.. أعتقد أن الجيش اليمني جيش لا يستهان به ومعروف عن الجندي مواقفه البطولية وتضحياته الكبيرة، وتظهر هذه المواقف الوطنية المجسدة بالتضحية بالنفس عندما يتأكد هذا الجندي أنه يدافع عن الحق والمصلحة الوطنية.
تسجيل أهداف
.. نعود للحديث عن مجلس النواب فقد بدا في الأيام الأخيرة هزيلاً لماذا برأيك؟
لأن الأطراف السياسية خارج قبة البرلمان تريد إرسال رسائل خاطئة إلى داخل المجلس من اجل أن يسجل كل منهم هدفه في مرمى الآخر، وفي أكثر من تصريح أكدت أن الحكومة هي حكومة وفاق رغم أنها حكومة شراكة بين المؤتمر والمشترك وأعضاء البرلمان هم من المؤتمر والمشترك وهناك تناقض بين نواب طرفي السلطة في البلاد الذين يقودون العملية السياسية حالياً وحكومتهم الوفاقية الذين يفترض أن تأخذ قراراتهم طابع الوفاق في كل شيء.
.. برأيك أين يمكن عقد مؤتمر الحوار الوطني؟
المفترض في اليمن لأنه لدينا دولة ولدينا حكومة وفاق وطني وجيش ويفترض عقده في صنعاء.
.. أنت بحاجة إلى جيش موحد يحمي عملية الحوار؟
الحكومة قادرة على حماية الناس؛ لأن الحوار سيكون بالنقاش والانتقال إلى خارج اليمن يعني أن الحكومة والدولة غير قادرة على حماية مواطنيها.
.. لكن الحكومة لم تستطع إنهاء المظاهر المسلحة داخل العاصمة فكيف لها تهيئة أجواء الحوار؟
بكثير من الجهد تستطيع، فالمواطن اليمني مواطن مطواع، وهناك دولة باستطاعتها أن تفرض هيبة القانون على الكبير قبل الصغير، وعلى الشيخ قبل المواطن العادي.
..كيف تنظرون إلى مستقبل اليمن القادم؟
يعتمد على ما سيقدمه أبناء اليمن وما سيفعلونه من اجل تجاوز الأزمة، إذا ظللنا في المكايدة السياسية واستخدام أوراق من الجرم والعار أننا نستخدمها كقضايا الإرهاب..أعتقد أن الوضع القادم سيكون غير سار لجميع الناس داخل اليمن وخارجها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.