فى سباق استمر عدة شهور، توج الدكتور محمد مرسى رئيسا للجمهورية فى أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، التى أسقطت نظاما استمر لمدة 30 عاما، ليبتعد "مرسى" عن "كرسى" مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئاسة حزب الحرية والعدالة، ليتولى مهام دولة بأكملها، وطريقه للرئاسة بدأ باجتماع لمجلس شورى الجماعة لاختياره مرشحا بديلا ل"خيرت الشاطر"، وتلاه اجتماعات ولقاءات عدة عقدها خلال الأيام الماضية مع عدد من القوى والأحزاب السياسية للتوافق حول كيفية تجاوز المرحلة الحالية، وكذلك تشكيل مؤسسة الرئاسة والحكومة الائتلافية. كان"مرسى" أحد القيادات السياسية بالجماعة التى قادت النضال ضد النظام المخلوع فى عقده الأخير، ورئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب دورة 2000-2005م، ورئيس قسم علم المواد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق، وولد فى أغسطس 1951م بمحافظة الشرقية، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975م، ثم ماجستير فى هندسة الفلزات فى نفس الجامعة 1978م، كما حصل على الدكتوراه فى الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982م.
عمل معيدًا ومدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ومدرسًا مساعدًا بجامعة جنوب كاليفورنيا، وأستاذًا مساعدًا فى جامعة نورث ردج فى الولاياتالمتحدة فى كاليفورنيا بين عامى 1982- 1985م، وأستاذًا ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق من العام 1985م وحتى العام 2010م، وانتخب عضوًا بنادى هيئة التدريس بجامعة الزقازيق.
وبعد تميزه الكبير فى العمل السياسى فى سنوات البرلمان الخمس التى شارك بها، اختاره مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين ليكون عضوًا بمكتب إرشاد الجماعة، وبعد الثورة انتخبه مجلس شورى الإخوان رئيسًا لحزب الحرية والعدالة الذى أنشأته الجماعة.
وسطع نجمه فى برلمان 2000م؛ حيث له دور واضح ومؤثر خلال تلك الدورة البرلمانية كرئيسٍ للكتلة البرلمانية؛ حيث كان من أنشط أعضاء مجلس الشعب، وصاحب أشهر استجوابٍ فى مجلس الشعب عن حادث قطار الصعيد وأدان الحكومة وخرجت الصحف الحكومية فى اليوم التالى تشيد باستجوابه، وتم اختياره عالميًّا كأفضل برلمانى 2000- 2005 من خلال أدائه البرلمانى.
ولعب د. مرسى دورًا كبيرًا فى القسم السياسى لجماعة الإخوان المسلمين؛ حيث كان مشرفًا على القسم السياسى الذى شهد تفاعلاً كبيرًا خلال الفترة الأخيرة بدءًا من مبادرة الإصلاح التى أطلقتها الجماعة عام 2004م، ومرورًا بطرح برنامج الحزب "القراءة الأولى"عام 2007م، فيما قاد المطبخ السياسى للانتخابات البرلمانية فى 2010م.
