المطلوب من جماعة الحوثي إذا أرادت الانخراط في العمل السياسي أن تقدم نفسها إلى المجتمع كحزب سياسي ببرنامج مدني ويتخلوا عن السلاح ، هذا شرط غير معجز لكنه ضروري ولا مناص منه لأن الطائفية ولغة الاستعلاء الطائفي والديني غير مقبولة لأنها ببساطة مدمرة للدنيا والدين ، واليمنييون مدركون ذلك جيداً, الجمهورية والثورات اليمنية والدساتير اليمنية ومصلحة البلاد تمنع التحرك أو بناء كيانات سياسية على أساس طائفي أو مناطقي لأن هذه الكيانات بمثابة إعلان حرب على الشعب وشروع خبيث بتمزيقه هذا غير مقبول لا من الحوثيين ولا من غيرهم.. المشكلة أن هذا الكلام الذي يجمع عليه اليمنيون يأخذه الحوثيون على أنه طلب بنزع القوة منهم لأنهم ظهروا على السطح بالبندقية وهذا خطأ جسيم فاستمرار البندقية يحول صاحبها إلى ظالم وقاتل ، والقاتل نهايته معروفة كسنة إلهية ، هناك قضية أخرى على الحوثيين أن لا يصدقوا من ينفخوا فيهم ويصوروهم بأنهم القوة الضاربة و(أحمد شوربان) فرحم الله امرءاً عرف قدر نفسه، أقول هذا لأن هناك من يرغب بأكل ( ثومه) ( وبصله) بفم الحوثي وهذا واضح من الشحن والتضخيم الاعلامي لاستدعاء المسألة الطائفية.وتضخيمها لتتحول القضية الوحيدة وتضيع الثورة وإخواتها .. لقد قطع وعي وانضمام القبائل الى الثورة وكذا قيادات عسكرية قريبة من النظام السابق الحرب المناطقية التي كانت مشروعاً في بداية الثورة فأصبحت فكرة غير قابلة للطرح بفضل وعي القبائل اليمنية التي أنهت فكرة حرب. (مطلع ومنزل) هناك من يقول إن الحوثيين يستغلون النظام السابق لصالحهم والأحداث تثبت أن الحوثيين أداة تستغل لصالح آخرين ويزج بها في صراعات أكبر من حجمها وهي صراعات تضخم إعلامياً بشكل مريب ، خذ مثلاً التناولات الاعلامية من قبل الصحف القريبة والممولة من الرئيس السابق لقضية ساحة الحرية بتعز التي لاتعدو أن تكون محدودة في خيمة أو خيمتين لنقرأ في هذه الصحف أخباراً تتحدث عن حرب طائفية في تعز حتى يخيل للقارىء أننا في البصرة وليس في تعز هذا الأمر يرضي غرور الحوثيين الذين يبدو أنهم يبحثون عن التهمة اشباعاً لغرور فارغ ولأن (الشاب الخيبه يفرح بالتهم) وشيء آخر يتعلق بالداعمين والممولين وقد يعتبرون هذه الضجة مكسباً لأنها تظهرهم أكبر من حجمهم بدافع عقدة (مشيخني وخذ البقرة) أي حرب طائفية في تعز ياحضرات.. نعم الحوثيون يتحركون بلافتة طائفية وهذا أمر لا يخفونه ومعلن في وثيقتهم المنشورة وهذا ضدهم والناس لم تعد (نائمة على وذانها) لكن الحرب الطائفية في تعز من طاقة إلى طاقة أمنية خبيثة وخسيسة وأقرب إلى النكتة والحوثيون في تعز ليسوا أكثر من ظاهرة إعلامية تستغل من قبل أطراف تتمنى وتسعى الانتقام من تعز ولايوجد أخبث من الحرب الأهلية والطائفية خصوصاً للانتقام من أبناء تعز واليمن عموماً الذين يزداد وعيهم وتزداد إرادتهم لمحاصرة الدعوات الطائفية والفتن الأهلية باعتبار الأمر حياة أو موتاً ... لكن ألا يعد هذاالشحن الاعلامي والخيال الفاسد عن حرب أهلية في تعز سقوطاً اخلاقياً مريعاً وانسلاخاً الى الهاوية من قبل هذه الوسائل الاعلامية؟. [email protected] * نقلا عن الجمهورية