ثمة حضور مختلف ومدهش لليمن في الاجتماع الدوري ال 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إذ لم يحضر الرئيس الجديد وحسب وإنما حضرت معه "الثورة" بكل مفرداتها وطموحاتها المستقبلية، وإدانتها للعهد القديم والمتخلف. فقد كانت كلمة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي (ثورية) وواضحة في إدانتها لل(الحكم الفردي والأسري) الذي كان يمثله عهد صالح.. كما كانت صادقة أيضا في التعبير عن التطلعات الثورية المستقبلية لبناء الدولة اليمنية الجديدة الموحدة، دولة سيادة القانون والمواطنة والديمقراطة، والشراكة في القرار والسلطة والثروة، وتكافؤ الفرص. حسب الكلمة. أي إدانة أكثر لعهد (صالح) حين يصفه رئيس الجمهورية في أكبر اجتماع أممي، وأمام كل العالم، بالفردي والأسري، والمتخلف عن العصر حين قال: إن: 95% من اليمنيين يرغبون في الانتقال مع العالم إلى القرن الواحد والعشرين.. هذا ليس أمرا عاديا البتة وله رسائله التي يجب أن يفهمها الصالحيون والأسريون عموما جيدا. إن لم يكونوا قد فهموا (الثورة) بعد، أو على الأقل لم يفهموا أن الانتخابات الرئاسية في فبراير 2012 كانت استفتاء شعبيا وواسعا لدعم التغيير، كما قال رئيس الجمهورية. وهي كانت كذلك بالفعل. كلمة رئيس الجمهورية لم تكن المختلف الوحيد في هذا الحضور الأول لهادي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الصحيح، أنه هو بشخصه كان المختلف أيضا، على الأقل أصبح لدينا الآن رئيسا يشبه ما عند الناس من رؤساء، متعلم ورصين، بعكس سلفه الأميي و "الفهلوي". لست هنا ممن يمارسون الشرعنة للمستقبل على إدانة الماضي كأمر يغني بذاته، لست ممن يحبذون هذا الدور، ولا أجده جيدا حتى، لكن المقارنة بين شخصيتي الرئيسين هو أول ما يحضرني كلما شاهدت (هادي) مع رؤساء العالم، ربما يحضرني مع هذه المقارنة تلخيصا ذهنيا لمرحلتين، ماضي (صالح).. ومستقبل (هادي) الذي لا يزال يحدث الآن. الأربعاء 26_9_2012