أتت الذكرى ال50 لثورة ال26 من سبتمبر زاخرة بالأحداث ومضيئة بالعلامات الفارقة ،وتنبئ على تدشين مستقبل جديد لليمن وطي العهد القديم بكل صفحاته المؤلمة من على منبر العالم في نيويورك. يقول الكاتب والصحفي عبدالله دوبلة ان حضور اليمن في الاجتماع الدوري ال 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، امس الأربعاء،كان مدهشاً، إذ لم يحضر الرئيس الجديد وحسب وإنما حضرت معه "الثورة" بكل مفرداتها وطموحاتها المستقبلية، وإدانتها للعهد القديم والمتخلف. وأضاف" كانت كلمة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي (ثورية) وواضحة في إدانتها لل(الحكم الفردي والأسري) الذي كان يمثله عهد صالح.. كما كانت صادقة أيضا في التعبير عن التطلعات الثورية المستقبلية لبناء الدولة اليمنية الجديدة الموحدة، دولة سيادة القانون والمواطنة والديمقراطة، والشراكة في القرار والسلطة والثروة، وتكافؤ الفرص.. وتساءل دوبلة أي إدانة أكثر لعهد (صالح) حين يصفه رئيس الجمهورية في أكبر اجتماع أممي، وأمام كل العالم، بالفردي والأسري، والمتخلف عن العصر حين قال: إن: 95% من اليمنيين يرغبون في الانتقال مع العالم إلى القرن الواحد والعشرين.. مضيفا "هذا ليس أمرا عاديا البتة وله رسائله التي يجب أن يفهمها الصالحيون والأسريون عموما جيدا. إن لم يكونوا قد فهموا (الثورة) بعد، أو على الأقل لم يفهموا أن الانتخابات الرئاسية في فبراير 2012 كانت استفتاء شعبيا وواسعا لدعم التغيير، كما قال رئيس الجمهورية".. ونوه إلى أن كلمة رئيس الجمهورية لم تكن المختلف الوحيد في هذا الحضور الأول لهادي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الصحيح، أنه هو بشخصه كان المختلف أيضا، على الأقل أصبح لدينا الآن رئيسا يشبه ما عند الناس من رؤساء، متعلم ورصين، بعكس سلفه الأميي و "الفهلوي". الكاتب والأديب مروان الغفوري أشار إلى ان التكوين النفسي السيكوباتي المعقد لشخصية علي عبد الله صالح يقول إنه سيتناول جرعة عالية من المهدئات لليالي التالية، بعد رؤيته للرئيس هادي وهو يخطب في نيويورك عن الإنسان اليمني والحضارة، والرئيس باسندوه وهو يتحدث عن المستقبل أمام الجيش وأضاف "لم يسمع أحد أي إشارة، من أي درجة، في عيد الثورة تقول إن صالح مرّ ذات يوم في هذه البلاد". وعن مهدئات صالح كالعادة يقول الغفوري: هي مفخخات، وحرائق فهي الأقراص الشرسة التي تدخل قدراً عظيماً من الطمأنينة والهدوء إلى نفسيته المهول