أكد سياسيون مصريون أن الرئيس محمد مرسي نجح في سياسته الخارجية، فيما قالوا إنه أنجز 50% فقط مما ووعد به خلال المئة يوم الأولى من رئاسته للبلاد. وطالبوا في ندوة مؤسسة عالم واحد للتنمية مساء السبت حول تقييم أداء الرئيس خلال الفترة الماضية، بضرورة إعادة هيكلة وزارة الداخلية، وكفالة حرية التعبير، وإطلاق الحريات النقابية وتفعيل الحوار الوطني حول قضايا السياسة الخارجية والداخلية.
ورأى مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية سعد الدين إبراهيم، أن الرئيس مرسي تسرع في إطلاق وعود المئة يوم، وهو تقليد غربي يقدمه بعض المرشحين في إطار ديمقراطيات ومؤسسات مستقرة، تساعدهم على إنجاز وعودهم الانتخابية، وأشار إلى جدول زمني وضعه فريق العمل في مؤسسته لمتابعة إنجاز الرئاسة في تلك الفترة، ومن خلاله توصل إلى أن مرسي حقق 50% من وعود خطة المئة يوم، ورأى أنه كان أكثر توفيقا في الملف الخارجي.
وأكد إبراهيم أن مرسي يحاول مقاربة النموذج التركي والماليزي، وهو ما سيمثل مكسباً كبيراً له وللإخوان ولمصر إذا استطاع تحقيقه .
ومن جانبه، أكد مدير المركز الحضاري للدراسات المستقبلية جمال نصار أن شفافية مؤسسة الرئاسة في إشراك الشعب حيال الملفات المختلفة، ستساعدها على الوصول إلى حلول، لكنه أشار إلى تجذر مشاكل عميقة في كل مؤسسات الدولة تعوق تحقيق ما يعد به الرئيس، مستدركاً أن هناك انجازات تحققت منها أن يكون هناك رأس واحد للدولة بإنهاء سيطرة العسكر والتغييرات في الجهاز المركزي للمحاسبات والرقابة الإدارية . وفي ملفات المئة يوم رأى أن هناك تحسناً في حركة السير، مؤكداً وجود نية حقيقية للإصلاح »لكنها تحتاج إلى تضافر جهود الإخوان مع بقية القوى السياسية«.
واعتبر الناشط الحقوقي أحمد فوزي أنه لا يمكن الاعتماد على التحديد الزمني الذي اختاره مرسي في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية غير المستقرة. كما رأى أن برامج المرشحين الثلاثة عشر في الانتخابات الرئاسية لم تكن موضوعية، وظهر بينها خلاف جوهري تمثل في أن ثلاثة من المرشحين وهم حمدين صباحي وأبو الفتوح وخالد علي، تبنوا فكرة أن المهمة الرئيسة لرئيس الجمهورية هي نقل مصر من نظام استبدادي إلى ديمقراطي، واعتبروا أنه لا يمكن الاعتماد على »ترقيع« النظام القديم، فيما كان العشرة الآخرون، ومنهم مرسي يرون إمكانية إصلاح النظام القائم من عهد مبارك. لذا فإن مرسي وجماعة الإخوان اختزلوا مشكلة هذا النظام في فساد أشخاص يمكن إحلالهم بغيرهم لإصلاح النظام .