كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تزايد المخاوف في واشنطن من تورط الولاياتالمتحدة في حرب جديدة باليمن على غرار الحرب الدائرة في أفغانستان. فخلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي شنت القوات الجوية الأمريكية سلسلة هجمات متتالية على أهداف تعتبرها تابعة لعناصر تنظيم القاعدة في اليمن على حد قول الصحيفة الأمريكية التي أشارت إلى تكرار أخطاء الهجمات الصاروخية التي تشنها القوات الأمريكية في باكستانوأفغانستان حيث تؤدى إلى سقوط أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء، الأمر الذي يعمق مشاعر العداء لأمريكا في اليمن. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر مخابراتية وعسكرية في واشنطن القول إن زيادة النشاطات الإرهابية في اليمن واشتراك مواطنين أمريكيين يعزز المخاوف من انتقال مركز الحرب الأمريكية على الإرهاب من أفغانستان إلى اليمن حسبما ذكرت الصحيفة. اشتد اهتمام الولاياتالمتحدة بوجود تنظيم القاعدة في اليمن عقب اكتشاف الصلة بين الأمريكي من أصل يمنى أنور العولقى بعدد من العمليات الإرهابية التي استهدفت المصالح الأمريكية ومنها حادث إطلاق النار في قاعدة فورت هود الأمريكية بولاية تكساس مما أسفر عن مقتل عدد من الجنود ومحاولة تفجير طائرة مدينة فوق ديترويت مطلع العام الحالي. ويعيش العولقى في مكان سرى باليمن حيث ترفض قبيلته تسليمه للسلطات اليمنية في الوقت الذي يقود فيه شبكة من عناصر القاعدة بشبه جزيرة العرب. ولكن طارق الفضلى أحد قيادات الحراك الجنوبى المعارضة في اليمن يرى في تصريحات ل«الشروق» أن الإدارة الأمريكية ضحية عملية خداع من جانب حكومة اليمن التي تسعى إلى المبالغة في تصوير وجود عناصر القاعدة باليمن من أجل تغاضى واشنطن والدول الغربية بشكل عام عن خطايا النظام الحاكم في صنعاء. ويؤكد الفضلى أن «الحكومة اليمنية تسرب معلومات مضللة للقوات الأمريكية مفادها أن مسلحي تنظيم القاعدة ينتشرون في الجنوب لقمع خصومها السياسيين وخلط الأوراق في الداخل وتخويف الجيران وابتزاز الخارج». ويشير الفضلى إلى أن الغارات الجوية الأمريكية التي زعمت أنها تستهدف مسلحي تنظيم القاعدة أسفرت عن مقتل مدنيين معظمهم من النساء والأطفال ولم يكن بينهم شخص واحد من تنظيم القاعدة. في الوقت نفسه فإن حركة المعارضة في جنوب اليمن هي حركة نضال سلمى لا علاقة لها بتنظيم القاعدة على حد قول الفضلى الذي أضاف أن «الحركة لها هدف استراتيجي وليس هدفا تكتيكيا أي هدف دائم وثابت وهو الانفصال عن اليمن، فهي تعمل على تحقيق مطالب مشروعة وفقا لقرارات الشرعية الدولية». وفيما يتعلق بالتساؤل الذي طرحته الصحيفة يجيب الفضلى «لا يمكن أن يتحول جنوب اليمن إلى أفغانستان جديدة» ويضيف أن تنظيم القاعدة ليس له وجود في الجنوب لأن الأفكار المتطرفة غير مقبولة بين القبائل هناك، كما أن تلك القبائل من المستحيل أن تسمح بسيطرة تنظيم القاعدة على الجنوب، بالإضافة إلى انها ترحب بالتواصل مع منظمات المجتمع المدني لمكافحة الإرهاب. ولكن محمد الغبارى وهو محلل سياسى يمنى يرد فى تصريحاته ل«الشروق» على الرأي القائل بأن تنظيم القاعدة غير موجود في الجنوب قائلا: «تنظيم القاعدة موجود في كل مكان في اليمن، في محافظتي شبوه وأبين في الجنوب وفى محافظة مآرب في الشمال.. انه منتشر في كل المحافظات»، مؤكدا أن «القوات الأمريكية لا تنتظر معلومات من الحكومة اليمنية لشن غارات جوية فلديها مخابراتها التي تضخ لها المعلومات أولا بأول». ويستطرد قائلا إنه «من الظلم القول إن اليمن سيصبح افغانستان جديدة»، مضيفا أن «اليمن مازال يحكمه دولة مركزية قوية مهما اختلفنا حول مدى قدرته وسيطرته على البلاد، فما زالت هناك مؤسسات سياسية ومدنية وأحزاب سياسية ومفكرون يتبنون حملة معارضة لأفكار تنظيم القاعدة».