تسمع أن امرأة باعت زوجها لضرتها بثمانمائة دولار. عندئذ ابتسم أنت في اليمن! يحتجز المستشفى أمًّا مع طفليها التوأم على ذمة فاتورة ظالمة، ويهتف الزوج: "هاتوا زوجتي وواحد من العيال وشلوا لكم الثاني بفلوسكم". فابتسم أنت في اليمن! يطلب منك أحد المسؤولين الماليين رشوة دسمة لكي يتمكن من أداء فريضة الحج. لا تستغرب، بل ابتسم فأنت في اليمن! تتعرقل معاملتك، فتقرر أن تعطي المسؤول نصف المبلغ الذي طلب، ويرفض قائلا: "والله ما تكفي حق الطواف". ابتسم أنت في اليمن! يدفع الفقر الأبناء إلى شحت قيمة دفن والدهم، لاحقا تكتشف أن الملفوف في النعش ليس والدهم، بل عمود خشب. ابتسم أنت في اليمن! تلقي نظرة على موقف السيارات الخاص بالهيئة العليا لمكافحة الفساد، فتتأكد أنهم يكافحون الفساد بالتي هي أدسم. حينها ابتسم أنت في اليمن! طبيبة استأصلت رحم مريضة وكانت "خارج نطاق التغطية". إذا ردد معي: "هل رأى الطب سكارى مثلنا؟!"، وابتسم أنت في اليمن! تجد متسولا يردد الحُجّة والعبارة ذاتها التي يشحت بها منذ عشرين عاما. ابتسم أنت في اليمن! أحواش المرور أصبحت أكثر من أكشاك السجائر. ابتسم أنت في اليمن! تسمع أن مغتربا يمنيا في أميركا يتصل للمقوت ساعتين وثلاثا، لمجرد أن يسمع منه وصف القات فيشعر بالتخديرة. ابتسم إنه من اليمن. ينتحب أولاد المرحوم لأنهم مضطرون إلى بيع منزلهم لتسديد فاتورة المستشفى الذي عالج والدهم (موت وخراب ديار). ابتسم أنت في اليمن! تمزح إحدى الزوجات مع ضرتها وتدفعها من سقف البيت، ثم تذهب لزيارتها في المستشفى وهي تبتسم. ابتسم أنت في اليمن. ابتسم، اضحك، أو ابكِ! فأنت في اليمن!