نظمت نقابة الصحفيين اليمنيين صباح اليوم حفلاً توديعياً لمدير مكتب الجزيرة الزميل مراد هاشم، الذي قدم استقالته من العمل مع الجزيرة الأسبوع الماضي مفضلا التفرغ للدراسات العليا التي قرر إكمالها في العاصمة الأمريكيةواشنطن. وفي كلمة له عبر أمين عام نقابة الصحفيين مروان دماج إلى أن النقابة تستمد قوتها من الصحفيين المهنيين أمثال الزميل مراد هاشم، مشيراً إلى أن النقابة تشعر بالفراغ بمغادرة مراد هاشم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لتحضير شهادة الدكتوراه. من جانبه عبر عبدالباري طاهر - نقيب الصحفيين الأسبق - عن حزنه وبقية الصحفيين لمغادرة صحفي كفؤ ومتميز كمراد هاشم، مشيراً إلى أن ما خفف الحزن عن زملائه هو مغادرة اليمن وقناة الجزيرة لغرض التحصيل العلمي وللمزيد من التحصيل العلمي والمعرفة خاصة وأننا في بلدان محكومة بالجهل- حد تعبيره . وبدوره عبر نصر طه مصطفى- رئيس وكالة الأنباء اليمينية سبأ ونقيب الصحفيين السابق - عن إعجابه بالمهنية التي أتصف به الزميل مراد هاشم أثناء فترة عمله الصحفي سواء قبل وأثناء العمل في قناة الجزيرة ،مشيراً إلى أن مهنيته أوصلته إلى المكانة الرفيعة والعمل مع قناة الجزيرة. وقال طه: لا نريد أن يغادر البلاد زملاء آخرون لأن اليمن بحاجة إلى مثل هذه الكفاءات، شاكرا في السياق ذاته نقابة الصحفيين اليمنيين على هذه اللفته الطيبة. من جهته نفى الزميل مراد هاشم بعض ما تداولته وسائل الإعلام عن خلفية تقديم استقالته كمدير لمكتب الجزيرة، واصفاً بعض ما نشر بالتنجيم، مشيراً إلى أن الصعوبة في الحركة في العمل الإعلامي أوصلته إلى حالة من التشبع في العمل وأن فكرة مغادرة قناة الجزيرة لم تطرأ على باله على الإطلاق ولم تكن موجود على الإطلاق وأن قناة الجزيرة عرضت عليه أكثر من خيار للعمل في القناة ومن ضمنها في الدوحة إلا أن رغبته في تحضير شهادة الدكتوراه وتغيير نمط حياته كانت هي الدافع الرئيسي. وأضح مراد هاشم لزملائه الصحفيين بأن ثمة عمل سيعمل فيه لغرض مساعدته في استكمال دراسته سيعلن عنه في حينه. وقال هاشم إذا كان هناك ثمة نجاح حققه في قناة الجزيرة فالفضل يعود للعمل الجماعي التي أتسم به فريق قناة الجزيرة في اليمن. مراد هاشم في سطور: مراد هاشم هو من مواليد محافظة تعز عام 1967م , وحاصل على شهادة البكالوريوس صحافة من كلية الاعلام جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية عام 94م. وقبل تخرجه عمل هاشم مراسلاً من القاهرة لعدد من الصحف اليمنية خلال الفترة 1992 1994 م، وبعد تخرجه عمل محرراً في قسم الأخبار المحلية والعربية, وقسم التحقيقات في صحيفة الثورة اليومية الرسمية منذ بداية 1995م. بعد ذلك عمل محررا ثم مديرا لتحرير صحيفة الشورى اليمنية منذ عام 1995م وحتى عام 1997م، ومسئول قسم الأخبار في صحيفة " رأي " الأسبوعية خلال الفترة (يوليو1996 يوليو 1997م ). كما عمل مراسلاً لصحيفة الحياة اللندنية في اليمن منذ ديسمبر 1996م وحتى أغسطس 1998م . ومراسلا لصحيفة البيان الاماراتية في اليمن منذ فبراير 1998م وحتى سبتمبر 2000م وهو العام الذي عين في شهر فبراير منه مراسلاً لقناة الجزيرة للشئون السياسية والاقتصادية. وفي سبتمبر 2003 عين مراد هاشم مديراً لمكتب قناة الجزيرة في اليمن خلفاً للزميل أنور العنسي. وقد قام بتغطية لأهم الأحداث اليمنية كتفجير المدمرة "كول" والباخرة "ليمبرج" ومقتل الأطباء الأميركيين وحادثة اغتيال جار الله عمر واحداث وفعاليات اخرى. وخلال الحرب على العراق أوفدته القناة إلى بغداد ضمن كوكبة من كوادرها, وغطى الأحداث الى جانب كل من تيسير علوني وطارق أيوب وماهر عبد الله (رحمهما الله) , ووضاح خنفر (مدير القناة حاليا). كما أوفدته القناة إلى الصومال أكثر من مرة والى أريتريا , وأثيوبيا , وجيبوتي والسعودية وبالاضافة الى التغطيات الاخبارية اعد عددا من البرامج الوثائقية من داخل اليمن وخارجها. يذكر أنه ومع تدهور الاوضاع في البلاد بفعل الحروب المتوالية في صعدة ونمو الحراك الجنوبي وتفاقم أزمة السلطة والمعارضة نشأت في المقابل أزمة حادة بين السلطات وقناة الجزيرة مع تمسك الاخيرة بحقها في تغطية محايدة مستقلة رغم منع طواقمها من العمل في الميدان. وخلال الازمة تلقى مراد والعاملون في المكتب تهديدات بالقتل أكثر من مرة وتهديدات بإغلاق المكتب وشنت السلطات حملة عبر الصحف الرسميه وتلك الممولة من شخصيات نافذة وكذا في خطابات وتصريحات لمسؤولين في الدولة بعضها كانت في مهرجانات جماهيرية وأخرى امام مجلس النواب حرضت على القناة وعلى العاملين فيها تضمنت الحملة الكثير من مفردات التخوين والاتهامات والتلويح بنزع الجنسية وكانت الذروة باقتحام مكتب الجزيرة ومصادرة جهاز البث في مارس الماضي. وبالرغم من اعادة الجهاز أغلقت وزارة الاعلام والكثير من جهات الحكومة أبواب التعاون مع مكتب القناة الذي يواجه في المقابل اتهامات وتهديدات وتحريض من أطراف أخرى بينها بعض فصائل الحراك الجنوبي (لاسباب مناطقية في الاغلب). وتعد الجزيرة أكثر القنوات العربية من حيث مساحة التغطية لفعاليات الحراك الجنوبي والمعارضة وحسب مصادر مطلعة فقد رفضت خلال الحرب مع الحوثيين الانصياع للتوجيهات والتهديدات بعدم عرض بياناتهم ووجهة نظرهم.