من يريد أن يجعل منا قطيعاً بشرياً كبيراً يوم يرى في الوحدة مصلحة له ولمشروعه نكون أبطالا ووطنيين مخلصين ويوم يرى الانفصال هو الحل له ولمشروعه ويتم مخالفته في ذلك يوصم بالخيانة والعمالة:ذاك عهد ولى واندثر ولم يعد له وجود في وجدان الجنوبيين الأحرار الشرفاء .نعم دخلنا الوحدة بقلوب مفتوحة وضمائر نقية صافية ونحن من ذهب إليها بقناعتنا وبمليء إرادتنا تغنينا بها في أشعارنا وأهازيجنا وجعلنا منها قبلتنا وهدفنا الأول : لم نر شعباً يعشق الوحدة كما عشقها الجنوبيون إلى حد الهيام ولازال الشعب الجنوبي يرى فيها حلاً لمشاكله ،الكل مجمع أن مشاكل الجنوب ليس بسبب الوحدة وإنما بسبب النظام الذي أدار ملف الوحدة سواء قبل التوقيع عليها أو بعد تحقيقها ، لماذا لم يراعي البيض مستوى المعيشة آنذاك بين الشمال والجنوب ؟. ولماذا لم يعمل البيض على ما يصون أراضي الجنوب وتعويض أبنائه ومنحهم الامتيازات اللازمة قبل الدخول في الوحدة وسن القوانين التي تحافظ على ممتلكات الجنوب؟ ولماذا لم يقم البيض بمصالحة وطنية حتى يذهب الجنوبيون إلى الوحدة وهم موحدين؟حقيقة لقد كان البيض يرى في نفسه أنه هو كل الشعب ويختزل الشعب في شخصه فقط، لا يا عزيزي البيض.لقد تبعناك عندما كنت زعيماً وطنياً وبطلاً وحدوياً بلا منازع كتب الله على يديك إزالة العوائق التي كانت تعيق توحد الشعب وإعادة لحمته الوطنية لأن الشعب موحد أصلاً ،.وإن النظام في الشمال والجنوب هو الذي كان يقف عائقاً أمام هذا التوحد ولا زلنا نحتفظ لك بهذا الشرف العظيم لأنك بطله الأول بلا منازع لكن دعنا نختلف معك فيما تذهب إليه من تطرف في بعض الحلول وتريد إلزامنا بها بسبب شعورك المرهف والحساس بأنك ورطت الجنوبيين في وحدة غير عادلة !.نعم لم تحقق الوحدة ما كان يطمح له الجنوبيون لكن الانفصال ليس حلاً ! دع الجنوبيين وشأنهم وهم الأقدر على إنتاج الحلول التي تمكنهم من استعادة حقوقهم وإعادة الوجه المشرق للوحدة اليمنية ولا تفوت الفرصة التاريخية والذهبية التي توفرت لحل القضية الجنوبية وكن جزءا من الحل لا سببا في المشكلة !عليكم أن تدركوا أن أبناء الجنوب قد تغيروا ولم يعودوا يقبلون بالوصاية واختزال الشعب في شخص واحد ،لقد حولتم الشباب بتعبئتكم الخاطئة له ليلاً ونهاراً إلى كتلة هائلة من الغضب والكراهية المشحونة بالعنف والتطرف والإقصاء كالنار التي إذا لم تجد ما تأكله أكلت بعضها مستغلين بذلك أوجاعهم ومعاناتهم ، إن النضال شرف وكذلك الخصومة لها شرف أيضاً فكن خصماً شريفاً لا يعرض بلده إلى التمزق والتشظي والاقتتال بسبب وهم مستقر في وجدانك ، إن الوحدة لازالت بخير والشعب اليمني خلاق وقادرٌ على إزالة كل العوائق التي شوهت وجه الوحدة الحقيقي وأن الفرصة مواتية لبحث كل القضايا والملفات وما لم تستطع أن تحققه للجنوب أثناء توقيعك على الوحدة فالحوار الوطني قادر على تحقيقه، والجنوب لازال يزخر بالقوى الوطنية الشريفة والشخصيات الوطنية المخلصة الذين أنتم للأسف تريدون القفز عليها اليوم.