أكد عضو مؤتمر الحوار الوطني منير الماوري ان نجاح الحوار هو الخيار أمام اليمنيين لتجاوز التحديات، وإنشاء دولة لامركزية تحافظ على اليمن كتلة واحدة، مؤكداً إن تحديات المؤتمر تكمن في إيجاد آلية لإدارة الخلافات وتنظيم الحوار والقبول بالرأي الآخر والحفاظ على وحدة الوطن، وإنه من العبث السعي لتوحيد الآراء. وقال إن نجاح الحوار من عدمه، سيتوقف على مساندة القوى الوطنية خارج قاعة الحوار لدعم الرؤى الوطنية. وعبر الكاتب والمحلل السياسي الماوري في محاضرة ومؤتمر صحفي بمركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام عقد مساء السبت عن استيائه من إهمال بعض القوى السياسية لتمثيل شباب الثورة تمثيلاً عادلاً، واعتبر إن مشاركتهم في الحياة السياسية لا تتناسب أبداً مع دورهم كونهم الأساس الذي صنع التغيير، لكنه قال إن نجاح الحوار ما يزال يعتمد على تأثيرهم، حيث أن الضغوط الشعبية التي تأتي من خارج قاعات المؤتمر ستدعم الصوت الوطني داخل قاعاته، وتساعد على فرض الرؤى الوطنية بعيداً عن المشاريع التي تسعى إلى التمزيق. واعتبر الماوري إن الحركات الخارجة على القانون كالفصيل المسلح من الحراك الجنوبي والحوثيين والقاعدة، جاءت نتيجة إهمال الشباب، وقال: الشباب يحتاجون لفرص في الحياة، وإذا لم يجدوا هذه الفرص فالبديل هو البطالة ويأتي من يقوم باستغلال هذه البطالة ويحولها إلى حراك مسلح، وحراك قاعدي، وذلك لأنها أعمال تستوعب الطاقة الشبابية". وقال الماوري: "هناك من يريدون أن يؤثروا فينا بأن الحوار لن يتم بالصورة المطلوبة ويريدون إقناعنا بالخسارة المحدودة". ورداً على سؤال حول النقطة التي يمكن أن تجعل منير الماوري يقدم استقالته من مؤتمر الحوار، قال الماوري: الظرف الذي سيجبرني الانسحاب من الحوار إذا اكتشفت أن المؤتمر بالفعل يهدف إلى تقسيم اليمن إلى أقاليم على أساس الشطرين. وقال الماوري: لا أتوقع "فشل الحوار"، وإذا فشل فالبديل عنه هو الحرب، مؤكداً أن الطرح التشطيري ليس حلاً، "لأننا قد جربناه واحتربنا بين الشطرين وداخل كل شطر وقد يعيدنا إلى الحرب مرة أخرى". وتعليقاً على سؤال أحد الحاضرين له حول ارتفاع العديد من الأصوات المنادية بتقسيم اليمن رغم تعيينها من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، وما إذا كان ذلك يتم بتواطؤ منه، أكد الماوري أن مثل هذا الطرح بعيد عن الواقع، مشيراً إلى أن الرئيس هادي ناضل وحارب من أجل الوحدة، وإن الشخصيات الوطنية والعسكرية من أبناء المحافظات الجنوبية هي من حافظت على حدة الوطن.. وحول تمثيل صعدة من قبل الحوثيين، أكد الماوري أن الحوار يتم مع المشاريع الصغيرة والمخالفة وإلا فلا حاجة له بين الثوار باعتبارهم غير مختلفين في الأساس.. وقال إن تمثيل صعدة هو للحوثي 100%، ولكن من يمثل أبناء صعدة هم كثير من الأعضاء المنتمين بقية المحافظات الذين يمثلون قضية اليمن وسيدافعون عن أبناء صعدة. وقال الماوري إن مشاركة بعض العوائل ودخول أكثر من فرد داخل أسرة، هدفها الحصول على 200 دولار، ولا هم لهم ببناء وطن ولا تؤثر على مساره.. وأضاف: لقد شاهدتم كيف لم يرفعوا أصواتهم كثيراً داخل الجلسات.. وكان الأستاذ علي الذهب الباحث في مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام قد بدأ بكلمة عن الأستاذ منير الماوري كان من أبرز من رفع اليمن وناضلوا في المهجر وإنه بالنسبة إلى اليمن مثلما كان في السابق جبران خليل جبران وإيليا أبوماضي وجماعة المهجر التي أثرت في الوطن العربي. وتحدث الأستاذ عادل الأحمدي رئيس مركز نشوان الحميري بكلمة مقتضبة، أكد فيها اعتزاز المركز بأن تنطلق أولى فعالياته باستضافة الأستاذ منير الماوري في أول محاضرة ونقاش مفتوح له بعد وصوله إلى الوطن. كما أكد الأحمدي أن المركز يرحب بجميع الزوار والباحثين وسيواصل فعالياته لمناقشة مختلف القضايا الوطنية في هذه المرحلة الحساسة من التاريخ اليمني، آملاً أن يمثل إضافة نوعية تسهم إلى جانب المؤسسات الأخرى الرسمية والأهلية في صقل الشخصية اليمنية بالبحوث الدراسات الفكرية والتاريخية والسياسية التي تقوي وعي الإنسان اليمني والعربي بماهية اللحظة المعاش، وتنمِّي فيه حوافز الإبداع والانتاج، وترفع مقومات الاعتزاز الوطني القائم على أساس العقيدة الإسلامية والموروث الحضاري، لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، وتعزيز قيم الاعتدال والوسطية والتفاعل الانساني الخلاق.