كلنا يعرف حديث رسول الله عن أهل اليمن "اتاكم اهل اليمن هم الين قلوباً وأرق أفئدة" وهذا وسام نفتخر به أمام الامم إلى يوم القيامة.. بل وأكثر من ذلك أن الرسول يقدم أهل اليمن في الشرب من حوضه الشريف فقال" إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم" ويبدوا أن ثورتنا نالها من طباع أهلها الشي الكثير ..ولاغرابة فالولد للفراش وللعاهر الحجر.. ومن شابه أباه فما ظلم. فترى وتسمع من يسب الثورة الشبابية الشعبية ويتهمها بخراب البلاد وآخر يقول انها سرقت وخطفت , ووسط هذا الضجيج تتحرك الثورة في سكون وهدوء ماضيةً نحو تحقيق اهدافها ولسان حالها يقول لو أن كل كلب عوا القمته حجراً * لاصبح الصخر مثقالاً بدينار! لكن الخبث يكمن في من يحاول أن يسوق المرحلة الانتقالية التي نعيشها اليوم بأنها المنتج النهائي للثورة !! فيقول للناس هاهي نتائج الثورة ! إنفلات امني وركود إقتصادي ووو... وقد كذب وخاب وتعس ..فما نحن فيه اليوم هو مرحلة إنتقالية أحدثتها الثورة بعد زلزلت نظام الحكم السابق وتشظي أركانه حتى تداعت كل دول العالم لانقاذ مصالحها ومعبر تجارتها ونفطها وشريان حياتها فقررت مبادرة يتم على اثرها إنتقال كامل السلطة , وهذا الفتره الانتقالية والبالغه سنتين هي مرحلة بين مرحلتين , مرحلة قديمة ادارها نظام صالح المستبد الفاسد ومرحلة لنظام جديد سيبنى على العدل والمساواة إن شاء الله وهذا المرحلة ستبدأ بعد إنتخابات فبراير 2014م و حينها نستطيع ان نقول أن نظام الثورة بدا يتخلق وسيكبر شيئاً فشيئاً حتى يصل الى مبتغاه إلى دولة العدل والحرية والمواطنة المتساوية. واشدهم خبثاً هو من يتهم الثورة بالفشل واللسرقة ويوصي مستمعيه بالحراك .. وان استوصوا بالحراك خيراً!! وكان الحراك الشعبي لم يسرق من الشيعة الرافضة حتى رأينا عمامة حسن نصر الله على الهواء مباشرةً على قناة عدن لايف الناطق باسم الحراك ! وكأن الحراك الشعبي لم يسرق من علي سالم البيض حتى اصبح رئيساً شرعياً ! وكأن الحراك لا يعيد إنتاج النظام السابق بمعظم رموزه التي حكمتنا قبل عام 90م! غير أن الثورة الشعبية ومع هذا التحامل كله فقد احدثت في المرحلة الانتقالية شيئاً من التغيير وإن صاحبها آلام وأوجاع .. وهي بطبيعة الحال آلام طبيعية لمخاض عسير. فقد تحرر سعر الغاز من اتفاقيته المجحفة .. وعاد ميناء عدن إلى اليمن .. وتمت هيكلة الجيش من حيث التقسيم الاداري وجاري العمل في التوزيع .. تم إخراج أبناء صالح وحاشيته من مناصبهم الحساسة .. وبالجملة فالعمل جاري على تفكيك منظومة علي صالح الامنية , وما الاغتيالات والقلاقل والفتن إلا لايقاف التغيير وانا لهم ذلك. ومن غرائب الامور ان نسمع اليوم من يتكلم على الثورة من منابر محسوبة على وزراء يفترض بانهم مختارون من صفوف الثورة كوزير الاعلام! فتجد مثلاً أن ضيوف إذاعة سيؤن وفي أحد برامجها يمثلون لوناً واحداً وإن اختلفت درجته من الفاتح إلى الغامق , بل ويقولون أن الثورة لم تحقق شيئاً وهو يعلم أنه لم يكن ليسمح له بالحديث بهذا الانفتاح بل والانبطاح أحياناً لولا الثورة, فحتى أمسنا القريب لم نكن نسمع في إذاعات الجمهورية وقنواتها إلا التسبيح بحمد علي صالح وتمجيده.. فالثورة فتحت الباب على مصراعيه لكل من عنده فكرة او مشروع للحديث عنها وتسويقها دون خطوط حمراء أو سقوف. وأخيراً نقول لكل المرجفين والراقصين على روؤس الضفادع إن الثورة ماضية لاتكل ولا تمل حتى تصل إلى مبتغاها وغاية مرادها فوفروا جهودكم البائسة .. وكفوا عنا نصائحكم النتنه فعل الله ان يختم لكم بخاتمة حسنة إن أنتم أحسنتم العمل والنية واتركوا اليمن ودعوها فإن معها حذاءها وسقاءها والله يتولاها برحمته ويحفظها من شر الاشرار وكيد الفجار.