شكراً لكم وسلام مربع ورسالة إجلال وإكبار إليكم أيها الأبطال وأنتم في مخيمات الشتات في لبنان. ألا ما أصدق من قال إن فلسطين هي قلب العرب والمسلمين، وها هي الدورة الدموية لهذا القلب النابض بالحيوية والحياة والثورة والجهاد؛ ها هي هذه الدورة تطوف العالم العربي في دول الربيع العربي، وقريباً إن شاء الله تعالى ستبلغ هذه الدورة الدموية إلى بقية بلدان العرب والمسلمين. تحية شكر وإكبار لكم أيها الفلسطينيون في مخيماتكم في لبنان والذين رغم حاجتهم الماسة والشديدة للمعونات أياً كانت، فقد أحرقتم معونات حزب الله اللبناني المقدمة لكم – تماماً كما أحرق هذا الحزب قلوب العرب والمسلمين بتدخله السافر في سوريا – حينما وصلت إليكم تلك المعونات احتجاجاً لموقف هذا الحزب ضد إخوانكم في سوريا المكلومة والجريحة. ألا ما أعظم هذا الموقف الرائع منكم أيها الفلسطينيون وأنتم الأساتذة في هذا المقام وفي غيره من المقامات. وكم سررتُ جداً لهذا الموقف منكم إزاء إخوانكم في سوريا كما سررتُ لموقفٍ مماثل قبل بضعة أشهر حينما شرع إخوانكم في غزة وهم في عمق الحصار والتجويع و... الخ ومع ذلك أخذوا يجمعون التبرعات لإخوانهم في سوريا، فوقفوا فوق جراحاتهم وآلامهم التي لا تُطاق، وحقاً أذهلني هذا كما أذهلني موقفكم، فيا لروعة نفسياتهم ونفسياتكم وأنتم في مخيمات الشتات في لبنان. وبالمناسبة وبمقدار سروري لذلك الموقف البالغ الروعة، فقد أحزنني وما زال يحزنني الموقف المتخاذل من الشعوب العربية والإسلامية إزاء إخوانهم في سوريا. أفلا يستحق إخواننا في سوريا أن يخرجوا لهم مظاهرة أسبوعية، وأضعف الإيمان أن تكون المظاهرة في أثناء هذه الأحداث الرهيبة في القصير، مع أنَّ كل أحداث سوريا اليوم هي رهيبة ومخيفة بكل المقاييس، وألتفتُ لأخاطب أقرب الناس إليَّ وهم إخواني اليمنيين فأقول لهم عارٌ عليكم وبالذات أنتم أيها الثوَّار أن لا نسمع عنكم موقفاً ما في خضم هذه الأحداث في القصير. ثم عارٌ كل العار على الشعوب العربية والإسلامية وفي مقدمتهم أقرب الناس إليَّ الشعب اليمني وبالذات الثوَّار أن لا يكون منهم القُنُوت لإخوانهم في سوريا وهم يعلمون جميعاً علم يقين بأنَّ القُنُوت سنة مؤكدة عند النوازل، وهل من نازلة أشد هولاً من هذه النازلة على إخواننا في سوريا؟ فأين هو قُنُوت النوازل من أجل سوريا في المساجد وفي صلوات الجمعة وغيرها، أم أن إخواننا في سوريا لا يستحقون ذلك، أم ماذا؟