والنداء موجه للعرب والمسلمين، أما الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي، وهيئة الأممالمتحدة، فقد يئستُ منهم كما يئس الكفار من أصحاب القبور. أقولُ لأولئك العرب والمسلمين؛ ألم يوقظكم ما جرى ويجري لي طوال أكثر من سنتين، ألم تسمعوا بما جرى لشعبي الباسل من أهوال وأخطار طوال تلك المدة؟ وماذا يعني عندكم أنَّ شعبي الباسل تكالب عليه اللئام والمجرمون من كل حدبٍ وصوب، ابتداءً من روسيا العظمى والصين العظمى ومروراً بإيران وحكومة العراق وحكومة لبنان والنظام الجزائري وبعض المليشيات العراقية وانتهاءً بحزب الله حتى أنه يومياً تنقل العديد من الطائرات الإيرانية سلاحها للنظام السوري المجرم، وبعضهم قدرها بعشر طائرات يومياً، وهذا من المُعْلَن والمعروف، ناهيك عن السري المستتر، لدرجة أنَّ إيران وحدها أعلنت مؤخراً سترسل على وجه السرعة عشرة آلاف جندي من (الباسيج) بحجة حماية المراقد المقدسة، ويا عيني على هذه الحُجَّة الباهتة، وإذاً فماذا يعمل حوالي عشرة آلاف جندي من حزب الله اللبناني الذي صرح هو الآخر أنَّ تدخله في سوريا لحماية المراقد المقدسة أيضاً، وماذا يصنع النظام الأسدي وجيوشه وشبيحته وأسلحته الروسية المتطورة جداً و... إلخ، أكلُّ أولئك لا يكفي لحماية المراقد المقدسة؟! ثم أين هي المراقد المقدسة المزعومة في سوريا؟ وكم عددها؟ إنَّ الجواب هو فضيحة بكل المقاييس، بل وفضيحة بجلاجل كما يقول المثل، وكذلك أيُّ مرقد مقدس موجود في "القصير" في حمص التي تُحاصر اليوم وتُضرب من قبل النظام السوري وحزب الله اللبناني. وكذلك ما ذنب أكثر من مائة ألف شهيد وبمعدل يومي لا يقل عن المائة طوال سنتين، ومعظمهم من الأطفال وحتى الرُّضع والنساء والمدنيين ونحوهم؟ ويهاجر يومياً من سوريا أكثر من تسعة آلاف لاجئ حسب تقارير الأممالمتحدة. إنَّ فرنسا استعمرتني أنا سوريا الأبية طوال 26 سنة لم يُقتل فيها من أبنائي سوى عشر معشار ما قُتل اليوم على أرضي من قبل النظام المجرم وشركائه، والحبل ما يزال على الجرَّار، حتى أنَّ وزير الخارجية البريطانية "وليام هيج" صرَّح في يوم 10/04/2013م بأنَّ سوريا أصبحت أكبر كارثة إنسانية في القرن الحالي. فيا أيها النائمون، و يا أيها الصامتون، ماذا يعني كل ذلك عندكم؟ ولماذا لا تقْنُتُون في صلواتكم ومساجدكم من أجلي أنا سوريا الذبيحة؟ أَوَ ليس القُنُوت سنة نبوية عند النوازل؟ وهل من نازلة أكبر مما نزل بي؟ فهل أسمعتكم؟ أم أنتم ممن قال فيهم الشاعر: لقد أسمعتَ لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي ولو أنت تنفخ في نارٍ أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رمادِ أرجو من الله تعالى أن لا تكونوا من أولئك، فأروني ماذا أنتم فاعلون؟