شهدت محافظة الضالع خلال اليومين الأولين من امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية أعمال فوضى ومخالفات رافقت سير الامتحانات في عدد من المراكز تفاوتت من مديرية إلى أخرى وفيما ذكرت مصادر أن العديد من المراكز الإمتحانية في مديرية قعطبة قد شهدت أعمال غش وفوضى في امتحان الشهادة الأساسية الأحد ، قالت مصادر تربوية في مدينة الضالع أن المركز الامتحاني بثانوية "صالح قاسم" شهد حالة من الفوضى والتجمهر من قبل مرافقي طلاب شهادة الثانوية العامة ، وبتواطؤ من اللجنة المشرفة والمراقبين الذي قال بأنهم سمحوا لهم بإدخال البراشيم .وجرى التجمهر أمام المراكز بصورة مخيفة حد قوله . وبحسب المصدر فقد قام الطلاب بدفع مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالغش من قبل المراقبين ، فيما تواجد معلمي مادة الرياضيات قد حضروا منذ الدقائق الأولى لبدء الامتحان لكي يقوموا بحل امتحان اليوم في الجبر والهندسة ، ثم يقوم ذوي الطلاب بعد ذلك بنسخ الاجابات وتوزيعها على الطلاب . واوضح المصدر أن لجنة الامتحان بمركز ( الحود ) قرب مدينة الضالع تساهلت مع إدخال الاجابات إلى الطلاب ، مشيرا إلى أن السماح لمرافقي الطلاب التجمهر بتلك الصورة أمر يدعو للخوف والقلق على العملية التعليمية والتربوية وتشير المعلومات إلى أن بعض المراقبين أرجعوا أسباب سماحهم للطلاب بالغش تخوفاً من الانتقام ، سيما في ظل حالة الانفلات الأمني المخيف الذي تشهده الضالع وانتشار البلاطجة والمسلحين ، مؤكدين بأنهم كانوا قد رفضوا ان يكونوا ضمن قوام المراقبين إلا ان ادارة التربية قد اجبرتهم على المراقبة . وفي مديرية قعطبة تحدثت مصادر تربوية عن العديد من المخالفات والتجاوزات بعض مراكز مديرية قعطبة وفي مقدمة تلك التجاوزات الغش الجماعي بين الطلاب ، ودخول إجابات لنماذج الامتحانات بعد تسربها إلى الخارج ، ناهيك عن قيام مجموعات من أقارب الطلاب والطالبات الممتحنين بالدخول إلى قاعات الامتحانات ثم الشروع بالكتابة لأبنائهم. واختفت اللجان الأمنية في بعض المراكز بشكل مفاجئ مراكز مديرية قعطبة وبالتحديد من مركزي الشهيد محمد ناشر بالفاخر ، ومركز الشهيد الرويشان بمدينة قعطبة. وهو ما شجع الكثير من مرافقي الطلاب بالدخول إلى حرم المدرسة وقاعات الامتحان بصورة طبيعية . وفبما عزت المصادر حدوث أعمال الغش والتجمهر إلى انسحاب اللجان الأمنية من المراكز الامتحانية ، سيما وأن عدد كبير من مراكز المديرية جرت فيها الامتحانات بشكل هادئ وطبيعي احتفت فيه مظاهر الغش الذي كانت معهودة كل عام. ويأتي انسحاب اللجان الأمنية وفقا لأفراد فيها بتوجيه من اللجنة الأمنية بالمحافظة بالتنسيق مع مكتب التربية دون أي سبب يذكر وهو ما لم يتم التأكد منه سواء من مدير مكتب التربية الذي رفض الرد على الهاتف . وتعرض الاعلامي عبد العزيز الليث أثناء تغطيته للإجراءات التي رافقت العملية الامتحانية في أحد مراكز مديرية قعطبة لمحاولة اعتداء والتهديد من نجل أحد النافذين قام بالتهجم علية وتهديده بكسر الكاميرا الخاصة به والتصفية الجسدية إن لم يقلع عن التصوير ويتراجع عن نشر هذه التجاوزات. وفي دمت تعرض رئيس المركز الامتحاني في مدرسة 26 سبتمبر بقرية "كولة الزقري" بمديرية دمت للاعتداء بالضرب من قبل أشخاص قدموا من خارج المركز بعد عدة دقائق من توزيع الأسئلة على الطلاب بالمركز في الفترة الأولى صباح اليوم الأحد الفائت ، وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب بأعمدة حديدية وذلك نتيجة قيامه بإغلاق نافذة في إحدى القاعات كانت يتواجد حولها مجموعة من الأشخاص في الخارج مشكلين مصدر قلق إزعاج للطلاب الممتحنين ، كما قاموا برشقه والملاحظين بالحجارة . وقال مسعد الملاس " للصحوة نت " أن الاعتداء عليه كان بصورة فجة وسافرة من قبل المذكورين برغم عدم معرفته المسبقة بهم ، وهو ما يفسر حالة الهستيريا والثقافة المغلوطة لدى البعض تجاه المعلم ودوره خلال الرقابة على الامتحانات ، بل والعملية التعليمية برمتها حد قوله .. وقامت فبادة السلطة المحلية بالمديرية ممثلة بمدير عام المديرية "سلطان فاضل" ومدير الأمن "محمد أحمد تاج الدين" ومدير إدارة التربية "محمد هادي الحسني" عقب الحادثة بزيارة المركز الامتحاني بمدرسة 26 سبتمبر والالتقاء برئيس اللجنة والاطمئنان على صحته ووعدوا بضبط المعتدين ونقل المركز الامتحاني إلى مكان آخر ، وفي وقت لاحق ضبطت إدارة أمن المديرية ثلاثة أشخاص من المتهمين وأودعتهم السجن فيما يتم تعقب وملاحقة الآخرين .. وفي مدرسة نشوان الحميري بمركز المديرية تلقى رئيس المركز الامتحاني "عبده علي الغرباني" للتهديد من قبل شخصين اقتحما سور المركز بأسلحتهما وقاما بالتهجم عليه نتيجة ما يصفوه بعدم التعاون مع الطلاب والتشديد عليهم . فيما سارت العملية الامتحانية في بقية المراكز بشكل هادي وطبيعي دون أن يشوبها أي شيء من أعمال الفوضى التي جرت اليوم وشهدتها بعض مراكز المديرية العام الفائت . واتهم مراقبون جهات في السلطة المحلية والأجهزة الأمنية محسوبة على النظام السابق لا يروق لها أن تمر الامتحانات بنجاح بالوقوف وراء تلك الممارسات بهدف نشر الفوضى وإرباك قيادة وزارة التربية والتعليم وإفشال توجهاتها الجادة والمتمثلة فيما اتخذته هذا العام من اجراءات في سبيل الحد من ظاهرة الغش والقضاء عليها بشكل أساسي . واعتبر تربويون ما يحدث من اختلالات في ير الامتحانات بالضالع برغم الاجراءات المتخذة من وزارة التربية إلى استفحال ظاهرة الغش التي قالو بأنها أضحت تمثل ثقافة ومن الصعب القضاء عليها بسهولة عبر مجموعة من الاجراءات ، بقدر حاجتها الماسة لتوجه عام واستراتيجية تعليمية واضحة . وقال "ابراهيم زيد ناجي" أن القضاء على هذه الظاهرة الخبيثة يتطلب تظافر كافة الجهود في المجتمع لاستئصالها واقتلاع جذورها من الأساس الجميع ، مؤكدا أن ذلك لا يأتي إلا من خلال توافر الإرادة القوية ، إرادة سياسية وإرادية مجتمعية على حد سواء . وأثنى العديد من التربويين على الاجراءات التي اتخذتها وزارة التربية هذا العام للحد من ظاهرة الغش وذلك بإنزال اربعة نماذج وقالوا أن ذلك كان له أثر كبير في التقليل من الظاهرة ويسهم في انحسارها لحد كبير ، بينما عدها آخرون خطوة في الاتجاه الصحيح لكتها لا تكفي وبحاجة للمزيد من الاجراءات المماثلة . وارجع المعلم "مجمود الحميدي" تفشي هذه الظاهرة إلى عوامل عدة منها سياسية واجتماعية ، لافتا إلى أن استشراء الفساد الذي أصاب مختلف قطاعات و أجهزة الدولة خلال السنوات الماضية في عهد النظام السابق واحدا من تلك العوامل والقضاء عليها ليس بالأمر السهل وإنما يتطلب وقت وجهد . وأشار الحميدي إلى أن استهتار بعض العاملين بالمجال التربوي وتدني مستوى ساعد في انتشارها من خلال المساعدة والتسهيل والمرافقة للطلبة ، مؤكدا أن مثل هؤلاء يهينون العملية التعليمية ويفقدونها قيمتها.