جاءت ثورات الربيع العربي زلزالا شديدا للأنظمة العربية، وعملت الأنظمة بكل قدراتها وإمكانياتها على إفشالها، ولكنها عجزت، وامتصت الضربة، ثم عادت للتآمر عليها عبر الفلول، والضخ المالي لضعاف النفوس، ولقد حاول الجيش المصري بكل ما أوتي من قوة على إجهاض ثورة 25 يناير عن طريق التسويف وتمديد الفترة الانتقالية ثم بالانتخابات النيابية وغيرها، ولكن كانت النتائج غير ما يريدون ويتوقعون، وأخيرا محاولة إفشال الانتخابات الرئاسية وإسقاط كثير من المرشحين، وجاء التنافس الأخير بين مرسي وشفيق وظنوا أنهم قد نجحوا بالعمل على فوز شفيق، وضخت مليارات من دول الخليج وغيرها، ولكن كانت النتيجة مخيبة للآمال، وحاول بعض القضاة التلاعب بالنتيجة ولكنهم لم يفلحوا، فأعلنت النتيجة وأُسقط في أيديهم، وظلَّ جميع المتآمرين في الداخل والخارج يعملون على إفشال مرسي، فألغي مجلس النواب واللجنة الدستورية، وكاد أن يلغى مجلس الشورى، بل بدأ الطعن بنتيجة الانتخابات الرئاسية، وعمل الفلول وغيرهم بكل ما أوتوا من قوة على إفشال جميع المؤسسات الخدمية والتموينية والثقافية، وتحركت الآلة الإعلامية الضخمة للفلول وغيرهم في الداخل والخارج، عبر أكثر من 30 قناة مصرية وغيرها، كلها تعمل على تشويش الحقائق والانجازات التي قام بها الرئيس مرسي وعندما عجزوا عن كل ذلك؛ أوكلوا المهمة للجيش، وبدأ الجيش بأحداث سيناء، ولكن الرئيس تيقظ لذلك، فعمل على التغيير في وزارة الدفاع والأركان والمخابرات، وفي الأخير اجتمع المتآمرون من الداخل والخارج من الفلول وبعض الثوار الذين شعروا بالإقصاء وبعض الأحزاب التي كانت تريد الديمقراطية المفصلة عليهم، ولأنَّ مرسي وحزب الحرية لم يستطيعوا أن يصلوا معهم إلى توافق أو نقاط التقاء؛ فمن هناك تحرك المال الخليجي عبر حركة تمرد والتآمر الإقليمي والدولي ليخرجوا جهودهم يوم 30 يونيو بتلك الحشود المدفوعة الآجر، وليس هناك من شك أن الرئيس مرسي وحزب الحرية والعدالة لديهم أخطاء في عدم استيعاب الآخرين وإحداث توافق في الفترة الانتقالية، والمعارضة كذلك أخطأت في ارتمائها في أحضان الجيش ودول الإقليم والغرب، لوقوفهم مع الجيش لإجهاض الديمقراطية وهذا التصرف عرَى جميع الأحزاب التي أيدت الجيش، بأنها ليست ديمقراطية، والارتماء في أحضان الإقليمي والغرب شكك في مصداقيتها الوطنية والثورية..... فهما كانت أخطاء النظام الحاكم لا يعطي الشرعية بإجهاض ثورة 25 يناير والعودة إلى الحكم العسكري والديكتاتورية بعد60سنة من نضال الشعب فلذلك لابد من وقفة جادة من النظام والمعارضة بالخروج بتوافق يحفظ الثورة، ويمكن للديمقراطية وعودة العسكر إلى ثكناتهم فمن المستفيد من إقصاء الرئيس الشرعي؟ لقد تبين من خلال الواقع أن المستفيد الأول هم الفلول من النظام السابق، وتبين من أول حركة في إعلان البيان أن الخاسر الشعب والثورة والديمقراطية، فقد أغلقت القنوات الفضائية والصحف المعارضة وأخذت القيادات للسجن وعاد البلاطجة إلى الشوارع المستفيد الأول هم فلول النظام السابق، والمستفيد الثاني اسرائيل التي اعتبرت أن الانقلاب هو الذي أعاد مصر إلى أحضان إسرائيل والغرب، وأكبر دليل إغلاق معبر رفح ثم الدول الإقليمية التي تخشى من ثورات الربيع العربي، ودفعت الأموال بكل سخاء من أجل إسقاط الديمقراطية وثورات الربيع العربي وخاصة ثورة مصر الأبية............ فإذنً كان إسقاط الديمقراطية من أجل المستفيدين المذكورين، فلابد لثورة 25 يناير من الاستفادة من التجربة الرائدة في اللقاء المشترك في اليمن والتحالف التونسي في تونس ... ولقد كانت مجزرة الاثنين 8 يونيو إنذارا واضحا بحقيقة ما يريده العسكر، ولكنها في الوقت نفسه هي نهاية حكم العسكر والأرواح التي أزهقت ستشعل الدماء في الثورة المصرية والشعب المصري الذي سيستمر في الشارع حتى سقوط الحكم العسكري الانقلابي وليعلم الجميع أن الثورات لا يمكن أن تجهض، وان شعب مصر الأبي المرابط في الساحات لا يمكن أن تجهض ثورته وان النصر حليفه قريبا بإذن الله قال تعالى" ألا إن نصر الله قريب" "والله غالب على آمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"