تحولت قيادة السيارات في اليمن إلى ما يشبه لعبة «البلاستيشن» والركوب على أجنحة الموت إذ أن أرقام الأشخاص الذين يلقون مصرعهم في حوادث السيارات والأضرار الناتجة عن حوادث السير تنبني بخطورة وحجم المشكلة. فهناك إحصائية لعام 2009م تذكر أنه لقي 3041 شخصاً من مختلف الفئات العمرية مصرعهم في حوادث مرورية في اليمن بزيادة 144 حالة عن الحصيلة التي سجلت في 2008م وذكرت إحصائية رسمية لوزارة الداخلية أن عدد حالات الإصابة جراء تلك الحوادث بلغ 19828حالة مختلفة بانخفاض بلغ 383 حالة عن 2008م وأوضحت الإحصائية أن 2009م شهد وقوع 15122 حادث سير في مختلف طرق محافظات اليمن 70% منها وقع بسبب أخطاء بشرية توزعت ما بين حوادث صدام سيارات وانقلابها ودهس مشاة وسقوط من آليات وأرجعت الإحصائية أسباب وقوع الحوادث المرورية إلى السرعة وإهمال السائقين والمشاة وعدم استخدام حزام الأمان بالإضافة لتعاطي القات والحديث بالهاتف الجوال أثناء القيادة وهناك أسباب أخرى ذات طابع فني وأخرى متعلقة بصلاحية الطرق وعدم توافقها مع المقاييس والمعايير الدولية. مشهد رمضاني ذكرنا آنفا احصائيات مخيفة لنزيف الاسفلت والحوادث شبه اليومية على الطرقات.. المشهد الرمضاني لا يختلف كثيراً بل أن هناك سلوكيات للسائقين تلفت النظر منها مشاعر النزق والغضب الكامن في ملامح وجوههم بل تكاد تكون ملمحاً أساسياً خلال شهر رمضان خاصة أن شعاره بأنه «صائم فلا يجوز حتى الكلام معه» وبمجرد حركة أو غلطة من كائن كان كأنك فتحت باب جهنم عليك من اللعنات والشتم» يتبعها قوله «اللهم إني صائم» . وكعادة أكثر السائقين يتصرفون في الطرقات كأنها ملكية خاصة لهم «فيقف في أي زاوية حتى لو كانت منتصف الشارع متجاهلاً كل الأخطاء.. التحدث بالهاتف النقال مع سرعة جنونية الوقوف أحيانا وسط الشارع للتحدث مع زميل له كأنهما لأول مرة يلتقيان متجاهلين الصراخ وأبواق السيارات.. القيادة في الإتجاهات المعاكسة والكل يشتم» السبعين... السبعين» وعند وقوع الحادثة «إذا غريمك اليمني من تشارع» أول من يتعالى طرفه وتكون النهاية إما «رشوة المرور أو قاعدة «ثلثين بثلث». رمضان.. معاكسات خاصة من المظاهر المؤسفة لبعض «سائقي السيارات» استغلالهم الشهر الفضيل في إخراج مكامن الخبث البشري والتحرش بأعراض الآخرين «فنهار رمضان تكون الشوارع شبه خالية كعادة معظم اليمنيين النوم نهاراً في رمضان إضافة إلى تزامن العطلة الصيفية لطلاب المدارس والجامعات فتسول لهم أنفسهم العبث بالحرمات وحرية لإبتكار أساليب للمعاكسات التي تصل إلى حد التحرش الصارخ أو محاولة الاغتصاب والاختطاف. نورا فضل... موظفة: من العادات السيئة للناس في رمضان «النوم نهاراً» فرمضان بالنسبة للكثيرين للأكل والنوم هذا الجانب، الجانب الآخران ذلك يتيح لمرضى النفوس اصطياد ضحاياهم من النساء والأطفال» أما بعض سائقي السيارات يتخذونها ذريعة للمعاكسة والاختلاء بالضحية وصلت ببعضهم للتحرش الواضح فهؤلاء الأشخاص لا يردعهم حتى قدسية شهر رمضان. على الرغم من أن النساء في اليمن لهن حرية القيادة للسيارات منذ 1990م إلا أنهن يتعرضن لمعاكسات كثيرة ومضايقات من أغلب من يراهن من المجتمع اليمني وخاصة الذكور بل أن البعض قد يتهمهن باتهامات مخلة بالآداب. * تقول «سيدة الريمي» أفكر كثيراً في ترك قيادة السيارة نتيجة ما تتعرض له من مضايقات «شتم» أثناء سيرها وخاصة صباحاً وبعد الظهيرة الأوقات المزدحمة وتضيف أنها تتعرض لمعاكسة لدرجة الاصطدام بسيارتها أو رمي «قناني المياه المعدنية من السائقين وإذا تعطلت سيارتها أو حدث تصادم تنهال عليها كلمات جارحة قد تصل إلى اتهام أسرتها بعدم تربيتها. كما أكدت سائقات أخريات تعرضهن لملاحقات ومضايقات جعلهن في أغلب الأوقات لا يقدن السيارات خاصة في الليل.. هرباً من معاكسات ومضايقات «المواصلات» إلى معاكسات أشد وطأة وتزداد كما أكدت أكثرهن في رمضان. قيادة... فن الدفاع عن النفس العبثية التي تمارس في الطرقات من قبل السائقين والتي تتسبب في كثير من ضياع الأرواح والأموال تستغرب تلك العقلية التي تتحكم بالسيارة والتي لا تراعي أدنى مواصفات السلامة أرقام كبيرة ومخيفة وضحايا كثير لم يسقطوا حتى في بعض الحروب الأهلية كما يرى البعض فالسرعة الجنونية وغياب الصيانة الدائمة للسيارات وضعف الوعي المروري والتجاوز المفرط وغياب الثقافة المدنية في كيفية تعامل السائق مع السيارة وأخلاقياتها ومزاحمة الناس وعدم الانصياع لرجل المرور واحترام عبور المشاة» بل أن حركة السيارات في الطرقات تشبه لعبة «البلاستيشن» فمرة يمينا أو يساراً أو في أي اتجاه وفي زاويا الشوارع الضيقة لا تدري من أين تأتيك «الدواهي». وفي تعليق لأحد المغتربين عن قيادة السيارات في اليمن «أنا لا أستطيع أن أقود في الشوارع باليمن فالقيادة هنا أشبه بفن الدفاع عن النفس» مهما كانت الوسيلة فيصل الحميدي سائق أجرة يقول: القيادة في شوارعنا صعبة لعدة أسباب منها أولاً ما يتعلق بأخلاقيات السائقين عدم المبالاة واحترام الآخرين وغياب الوعي وثانياً الطرق الضيقة والمليئة بالحفر والمطبات وعدم وجود إشارات على جوانب الطرقات والقيادة في الليل بدون أنوار خلفية إضافة لأطفال تخلى أهاليهم عن المسئولية ليعبثوا بحياة الآخرين لذلك تشبه قيادة السيارات في اليمن «مصارعة الثيران». وخاصة في شهر رمضان تزداد سخونة في أوقات المغرب والسحور رمضان «اجمع حسك». هناك إجماع كبير حول الأسباب لكثرة الحوادث المرورية والتي ذكرناها آنفاً وأكثر ضحاياها من المقهورين والفقراء الذين لا يستطيعون معالجة ضحاياهم ونوجه دعوة للحكومة لمراجعة طويلة للمشاريع الرنانة وتعبيد الطرقات المرقعة والشوارع الضيقة ولسائقي السيارات الإلتزام بقواعد السلامة والأخلاقيات العالية لا تكلف كثيرا فهي سبيل للمحافظة على حياتك وحياة الآخرين وتجنب الخسائر المادية والمعنوية.. رمضان كريم واجمع حسك.