في الوقت الذي ترفع جماعة الحوثي المدعومة من إيران شعار "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل"، يبدي مراقبون وسياسيون اندهاشهم لحالة الازدواجية التي تمارسها الحركة المسلحة التي خاضت ست حروب في مواجهة القوات الحكومية قبل أن تستغل الأزمة التي مرت بها البلاد منذ 2011 لتشدد قبضتها على محافظة صعدة في أقصى الشمال مع التمدد إلى مناطق مجاورة أخرى. جماعة الحوثي لا تزال على موقفها الرافض للمبادرة الخليجية وما تمخض عنها من تشكيل حكومة وفاق وطني وانتخاب رئيس انتقالي. وبين الفينة والأخرى تنظم الجماعة تظاهرات تطالب بإسقاط النظام، لكنها في المقابل وافقت على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي هو أحد بنود المبادرة الخليجية. وينظر بعض المراقبين إلى هذه المشاركة على أنها تشكل ورقة مساومة تستعملها جماعة الحوثي لابتزاز السلطات والحصول على مكاسب سياسية ومادية مقابلها. مواجهة بين الحوثيين والقبائل وفي أحدث ما يتصل بممارساتها على الأرض، فقد قامت جماعة الحوثي يوم أول أمس الأحد، بإغلاق مكاتب ومحطات في محافظة صعدة تعود إلى شركة اتصالات خلوية يملكها رجل الأعمال الشيخ حميد الأحمر، شقيق الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر زعيم قبيلة حاشد، أقوى القبائل اليمنية. وجاءت الواقعة بعد يوم واحد من اتهام الحوثيين لمسلحين من قبيلة الأحمر بالوقوف وراء مقتل خمسة من أفراد عائلة بمحافظة عمران، وهو ما نفاه الشيخ الأحمر مطالبا الأجهزة الأمنية بسرعة إجراء التحقيقات اللازمة وكشف الحقائق. واتهم الشيخ الأحمر جماعة الحوثي بإحداث الفتن بين القبائل في المناطق الشمالية وإفشال وساطة مصالحة قبيلة بين عشيرتي العصيمات وعذر في محافظة عمران (50 كم شمال صنعاء) مما أوقع حتى الآن أكثر من 30 قتيلا. ممارسة مهام الدولة في صعدة وعلق المحلل السياسي عبدالباسط الشميري على ممارسات جماعة الحوثي قائلاً ل"العربية.نت": "أستغرب مسألة أن يدخل الحوثي الحوار الوطني وبقوام ربما يفوق قوائم قوى سياسية كبيرة ومؤثرة كالتيار السلفي والشباب". وأضاف: "الأكثر غرابة أن الحوثي يجلس إلى جانب القوى السياسية في الحوار كمحاور، وفي نفس الوقت، يدفع بعناصره المسلحة صوب المواطنين في صعدة وعمران والجوف. كما أن مليشيات الحوثي اقتطعت شارع الدائري المنفذ الرئيسي لعدد من أحياء العاصمة صنعاء وتمارس كل أنواع العربدة والإرهاب". واعتبر أنه "على الحوثي أن يختار بين الحوار أو مواجهة المجتمع اليمني والدولة". واستغرب الشميري "الصمت الرسمي" عن ممارسات الحوثيين وتساءل: "لماذا هذا التغافل والتساهل أمام كل تلك الأفعال للحوثيين الذين يحتلون المدارس وبقوة السلاح يدمرون المنشآت الحكومية والخاصة". نقلاً عن العربية نت