وعد فارس مناع أكبر مشائخ صعدة بالضغط على طرفي النزاع في المحافظة بالاستجابة لمطالب تحقيق السلام والحيلولة دون تجدد حرب سابعة. وأكد - خلال انعقاد ما يسمى بالمهرجان التأسيسي لمؤتمر السلام الوطني الذي انعقد مساء أمس بصعدة - على ضرورة تحقيق السلام واستمراره، مشيرا إلى أن أهمية انعقاد هذا المؤتمر تكمن في أنه ينطلق من محافظة صعدة، كما أنه ينعقد مع المعنيين من أبناء المحافظة. وأشار خلال كلمة افتتاح المهرجان – الذي أقيم بمنطقة الطلح خارج مدينة صعدة والتي يسيطر عليها أتباع الحوثي – أن مؤتمر السلام يسعى إلى تحقيق الأمن في محافظة صعدة وبما يضمن الحفاظ على أمن دول الجوار وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، مشيدا في ذات الوقت بعودة قطر إلى الواجهة لحل قضية صعدة. مناع - الذي يعد من أشهر تجار السلاح بالجزيرة العربية ورئيس لجنة وساطة سابق بين السلطة والحوثيين – أكد أن المؤتمر الوطني للسلام في صعدة سيقف على مسافة واحدة من طرفي النزاع (السلطة والحوثيين)، وشدد بأن المؤتمر سيكون محايدا، وسيعمل على قول الحقيقة دون تردد أو مجاملة. ووعد خلال كلمة الافتتاح بتشكيل لجان ميدانية من أجل إرساء السلام، مشيرا إلى أن أبناء صعدة هم مع السلام وضد أي حرب تندلع في المحافظة. المشاركون في المهرجان التأسيسي لمؤتمر السلام بصعدة والذي بلغ عددهم أكثر من 2000 مشارك من مختلف المحافظة صفقوا بحرارة عندما أكد مناع أن المؤتمر ينطلق من الثوابت الوطنية المتمثلة في الجمهورية اليمنية والوحدة والدستور والقانون اليمني. كما صفقوا بحرارة عندما أكد على أهمية تظافر الجهود لتحقيق السلام، وعلى أهمية رضوخ طرفي النزاع لما يريده أبناء المحافظة الذين يحلمون بالسلام ويتطلعون إليه. المهرجان الذي انعقد في المنطقة التي يسيطر عليها أتباع الحوثي شهد مقاطعة من طرفي النزاع بصعدة الحوثيون والسلطة، رغم تأكيد مناع في تعليق ل"الصحوة نت" على دعوة الطرفين وترحيبهم بانعقاد هذا المؤتمر. وأكد أن اللجنة المعدة للمؤتمر وجهت الدعوة للطرفين وأن الرئيس علي عبدالله صالح رحب بالمؤتمر وأهدافه ووعد بالتغطية الإعلامية للمؤتمر لكن الأجهزة الأمنية حالت دون وصول الإعلاميين الذين كان مقرر وصولهم للتغطية وتم توقيفهم في نقطة الجبل الأسود واحتجازهم لساعات في عمران وإعادتهم إلى صنعاء. وبحسب مناع فإن قيادة الحوثي أيضا رحبت بانعقاد هذا المؤتمر وبأهدافه، وأكدت أنها مع السلام، لكنها لم تعد بإرسال ممثلين لحضور المهرجان. ويعد المؤتمر الوطني للسلام أول عمل جماهيري للشيخ فارس مناع المشغول بأعماله التجارية، كما أنه يأتي بعد أشهر فقط من إطلاق سراحه بعد اعتقال دام لستة أشهر من قبل الدولة دون أي محاكمة وبتهمة إمداد الحوثيين بالسلاح. وقد أقر المهرجان التأسيسي لمؤتمر السلام بصعدة اختيار فارس مناع رئيسا لمؤتمر السلام، كما أقر اختيار الشيخ/ ضيف الله رسام نائبا للرئيس، كما تم اختيار دغسان أحمد دغسان متحدثا رسميا بإسم المؤتمر. ويأتي انعقاد المهرجان التأسيسي لمؤتمر السلام الوطني بصعدة في حين شهدت منطقة حوث بمحافظة عمران مواجهات لأول مرة بين أتباع الحوثي وقبائل موالية للدولة أسفرت عن مصرع خمسة مواطنين أمس. وفرضت القبائل إجراءات مشددة على الطريق الموصلة بين صنعاء وصعدة في المناطق التي اندلعت فيها المواجهات، وقامت بإجراء تفتيش دقيق للمسافرين من وإلى صعدة. وبحسب مصادر محلية فإن هذه التقطعات تقام عندما تكون هناك مشاكل قبلية قبلية أو مشاكل بين القبائل وأتباع الحوثي.