قال ممثلون للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين إن المحادثات بين الجانبين لتدعيم وقف إطلاق النار في شمال اليمن بدأ اليوم الثلاثاء 24/8/2010م في قطر رغم تصاعد العنف الذي أودى بحياة سبعة أشخاص. وفي الدوحة وفدان يمنيان يتألفان من ممثلين عسكريين يحاولان تحويل الوقف الهش لإطلاق النار في الشمال إلى اتفاق سلام رسمي بمساعدة وسطاء قطريين ساعدوا في التوصل إلى اتفاق للسلام في عام 2008 لم يستمر طويلا. وقال مسؤول حكومي دون الخوض في تفاصيل "محادثات الدوحة ستبدأ اليوم." وأضاف "ستعلن النتائج عندما يختتم المفاوضون محادثاتهم." وقال متحدث باسم المتمردين ل"رويترز" أن يحيى الحوثي شقيق زعيم المتمردين سيشارك في المحادثات. وتشهد المنطقة الشمالية اشتباكات متفرقة برغم وقف إطلاق النار في إطار الحرب الأهلية الدائرة بشكل متقطع منذ عام 2004. ومن ناحية أخرى يشهد جنوب البلاد تصاعدا لهجمات القاعدة وتمردا انفصاليا متناميا. وقال مسؤول قبلي ل"رويترز" إن القتال بين المتمردين والقبائل المؤيدة للحكومة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة من مقاتلي القبائل وثلاثة متمردين في مدينة حوث على بعد 100 كيلومتر شمالي صنعاء في ساعة متأخرة يوم الاثنين وأسر رجال القبائل عشرات من المتمردين. وكان اليمن توصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار مع المتمردين في فبراير شباط لوضع حد للقتال الذي تسبب في نزوح 350 ألف شخص منذ عام 2004. ويرى بعض المحللين اليمنيين محادثات الدوحة على انها حدث جانبي على هامش العنف المتنامي في جنوب البلاد لكن آخرين يرون انها ستكون أساسا صلبا لسلام طويل الأمد حيث تسعى الحكومة للتركيز على محاربة متشددي القاعدة الذين يمثلون خطرا عالميا أكبر وعبر عبد الغني الارياني وهو محلل يمني في صنعاء عن تفاؤله واقتناعه بصدق الجانبين في مسعاهما للتوصل الى وقف دائم لاطلاق النار. ويتعرض اليمن لضغوط متزايدة لحل صراعاته الداخلية والتركيز على سحق جناح القاعدة الذي جمع صفوفه في اليمن من جديد العام الماضي وشن هجمات على أهداف غربية وسعودية ويمنية. وعلى صعيد الوضع في الشمال يرى الارياني إن المحادثات قد تتعثر ما لم تفرج الحكومة عن الحوثيين السجناء. والمطلب الرئيسي للمتمردين هو الإفراج عن السجناء بينما يتوقع أن يتخلى الحوثيون عن أسلحتهم ويسلموا السيطرة على المنطقة للدولة. وتبادل الجانبان الاتهام بالوصول بالمنطقة إلى شفا الحرب من خلال عدم الالتزام بالتعهدات. وقال الارياني أن الحكومة تقاوم حتى الآن ولم تفرج عن السجناء الحوثيين وأن الخلاف حول هذه النقطة قد يقضي على أي فرصة للجهود الراهنة.