أطفالُ يتعلمون في ضرف قاسية تحت الاشجار، بنينَ وبناتِ ودفاترَ واقلامِ وحقائبَ من خرقِ وسبوراتِ من خشب نصبت الى جدوعِ الاشجارِ وارادةُ هؤلاء الاطفالِ في التعليمِ اكبرُ من كلِ الظروف. هذه الصورة المؤلمة للتعليم في اليمن ، من عزلة خنه بمديرية جبل راس بمحافظة الحديدة أكثرُ من عشرين قريةَ يسكنها زاهاء 10000 الف مواطن ، يتلقى ما يقارب 600 طالب وطالبه تعليمهم الاساسي والثانوي في خمسُ مدارسَ ثلاثُ منها تحت الشجرِ والرابعةُ خراباتِ من حجر والخامسةُ قيدَ الانشاءِ ، في ظل انعدام للوسائل التعليمية ونقص كبير في الكتب والمدرسين. هؤلاءِ الطلاب من الذكور والاناث ، و آبائهم يتساءلون بمرارة ،ان كانت هذه العزلُ ضمن خارطةِ الجمهورية اليمنية ، حيث لا يعرفون شيئ عن الجمهورية الا حين ينحون الى بعض المدن ويسمعون حديثا عن الجمهورية والثورة. هنا كما تعبر عنه الصورة ، لا شيئَ سوى احداقَ طفولةِ تتشبثُ بدفاترها يكابدون الاميةَ في احداقهم اسألةٌ داميةُ عن واقع بائيسِ للتعليم تركهم النظامُ البائدٌ عليه ، دون ان يلتفت الى حال هذه العزلة والكثير من الريف اليمني الذي اختزلهم الى مجرد ارقام في كشوفات التأييد الانتخابي كما يقول هؤلاء السكان. مدارسُ اساسيةٌ واخرى ابتدائيةُ وثانويةُ ومدرسةٌ للبناتِ يتحصلونَ التعليمَ على هذه النحو البائس عزلةُ خنه شاهدُ ادانةِ على نظام تركَ هؤلاء السكانَ يعيشون ما قبل الجمهوريةِ ليقضي على مستقبلِ جيلٍ يتطلعُ اليومَ الى حاضرِ لا يشبهُ ماضٍ كبلهَم بالامية والحرمان . وكان وزير التربية والتعليم د.عبدالرزاق الاشول كشف في حوار مع صحيفة " الجمهورية " قبل أيام عن 661 مدرسة يدرس بها 300 ألف طالب دون مبنى في العشش والصفيح وتحت الأشجار,كما أكد وجود 63 % من المعلمين مؤهلاتهم دون الجامعي ، 67 % من الإدارة المدرسية تأهيلها ما دون الجامعي وأكثر من 300 مدير مدرسة يقرأ ويكتب في الجمهورية، و2 مليون طفل لا يملكون مقاعد دراسية، و14 ألف مدرسه من أصل 17 ألف تحتاج إلى إعادة ترميم، و98 % لا يوجد بها معامل حاسوب، 90 % لا يوجد بها معامل علوم ورياضيات، و30 % لا يوجد بها غرف للإدارة المدرسية والمعلمين ولا أسوار، و60 % لا يوجد بها مكتبات مدرسية.