توفي قبل أيام قلائل المناضل سالم سعد ناصر القديشي - أحد ابرز مناضلي ثورة أكتوبر المجيدة وأحد رفاق درب القائد البطل السيد محمد عبيد عمر - والذي وافته المنية إثر مرض عضال عن عمر جاوز السبعين عاماً بعد أن ترك موروثاً نضالياً كبيراً وبعد أن سطر العديد من الملاحم البطولية في المعارك ضد المستعمر البريطاني. وكان الفقيد القديشي قد ارتبط بالثورة والنضال منذ صباه حيث التحق بركب المناضلين في جبهة الحواشب بقيادة السيد محمد عبيد كما كان الفقيد ضمن الطلائع الثورية التي ذهبت للتدريب في جمهورية مصر الشقيقة إبان فترة الكفاح المسلح حيث تلقى تدريبات قتالية وتكتيكية وكذا دورة قصيرة في مجال الإسعافات الأولية والتمريض والتي لقب بسببها بالدكتور سالم لما كان يقدمه لزملائه المناضلين من خدمات طبية. وعقب عودته من قاهرة المعز شارك في عدد من المعارك ضد المستعمر البريطاني في الجبهة الممتدة من سيلة بله وحتى جرانع ونقيل الربض, كما كان له شرف المشاركة في معارك دار المجباه بالملاح ومعركة الأقشع السود ومعركة قرن حدلة وغيرها من المعارك التي كبدت المستعمر الخسائر الفادحة. تعرض الفقيد للظلم من بعض رفقاء النضال آثر بعدها أن يبقى بعيداً فعاش في منطقة جرانع بماوية فترة طويلة من حياته وكان يأتي لزيارة الأهل والأحباب في مسقط رأسه منطقة الراحة بالملاح مع بقائه وأسرته في جرانع والتي وافته المنية فيها ودفن على أرضها وسط حضور كبير من زملائه المناضلين وأهله وأحبابه من مختلف مناطق لحج وتعز. الفقيد متزوج وأب لإحدى عشر فرداً بينهم أربع بنات. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.