سؤال تفرضه سيكولوجية الظرف الحاد الذي يعصف بالبلاد عرضاً وطولاً شرقاً وغرباً، وتراكمية الأحداث والوقائع السياسية المتتابعة في مشهد بانورامي معقد. وبطبيعة الحال فإن حظوة هذا المشهد تناله جغرافيا محددة تبعاً لأيدلوجية الصراع القائم عليها هذا المشهد. كانت حجة إحدى وحدات تلك الجغرافيا الأكثر توتراً بين بقية الوحدات نظراً لاعتبارات أكثر ما تكون سياسية وحزبية أو مذهبية، أسهمت بشكل فاعل في تصدير هذه الجغرافيا إلى قمة المشهد الصراعي. يتصدر الإصلاح قائمة المستهدفين لنير هذا الصراع في أكثر من محافظة لاسيما في محافظتي صعدة وحجة لكنه كان أشد في الأخيرة، وطالت شراراته مؤسسات الإصلاح وشخصياته وممثليه بشكل متكرر وممنهج ليس لشيء خلا أنه كافح وناضل من أجل إيصال سفينة التغيير إلى شاطئ الوطن وإرسائها على كافة موانيه وقنواته، وأوضع كل مصالحه الذاتية والحزبية في الدائرة الثانوية من دوائر الاهتمام، واحتكر الدائرة الأساسية لشئون وطنه ومصالح شعبه . وهنا يتكرر السؤال ذاته.. لماذا يستهدف إصلاح حجة بالذات ؟؟ من المعلوم أن محافظة حجة من المحافظات الرئيسية للجمهورية اليمنية ذات المقدرات الإستراتيجية والاقتصادية الهامة فإلى جانب أنها تعتبر من محافظات الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية ؛ فإنها تمثل إحدى أهم المحافظات اليمنية المتمتعة بمخزون كبير من الثروة المعدنية باهظة الثمن وسلاسل جبلية واسعة وما تحويه من مناظر طبيعية خلابة مطلة على أودية كثيفة بالمحاصيل الزراعية وأشجار البن بالإضافة إلى القرى الجبلية المتناثرة في قمم الجبال وعلى الهضاب القريبة من الأودية التي تعلوها المدرجات الزراعية الجميلة.. وإشارة إلى الموقع الجغرافي فإن حجة تتميز بشريط ساحلي على البحر الأحمر به ميناء ميدي أحد الموانئ البحرية المحلية. ولذلك، حاولت بعض أطراف الصراع الاستفادة القصوى من تلك المقومات واستثمارها في خلق أرضية صلبة لمشروعها اللاوطني، ولم تجد أمامها إلا الإصلاح عائقاً يحول دون تحقق ذلك المشروع بوجاهته الكبيرة وعلاقاته الواسعة وحضوره الفاعل، فلم تجد بداً من استهداف مقرات الإصلاح وقياداته رغبة في استنزافه وجره إلى معركة هامشية تكون كفيلة بشغل تركيزه في أهم القضايا الوطنية الطارئة التي جند نفسه لمعالجتها وحلها بالطرق السلمية بعيداً عن مسارات العنف والتطرف. وحري بالإصلاح أن يكرر إيصال رسالته الشهيرة والأبدية إلى هؤلاء الأطراف بأنه لن ينجر إلى مثل هذه التصرفات الشاذة عن المشروع الوطني الذي تعكف عليه كافة القوى السياسية والحزبية إسهاماً في الوصول به إلى مطافه الأخير إلى مدنية الدولة المنشودة التي تتساوى فيها حقوق المواطنين وتسود فيها قيم الحرية والعدل وتجد الوسائل الديمقراطية فيها متنفسها الفسيح. كما يؤكد الإصلاح على تمسكه بالوسائل السلمية في حل كافة القضايا الوطنية دون لجوء إلى أي عنف أو القيام بأي مهمة من مهمات الدولة. كما يرجو الإصلاح من الدولة ممثلة بسلطاتها المعروفة استشعار المسئولية الوطنية والقيام بكل الإجراءات الاحترازية والرادعة لكل ما يقلق أمن الوطن ويعرقل سير عملية الانتقال السياسي حتى نصل باليمن جميعاً إلى محطته المنشودة. [email protected]