عاشت بلادنا أياماً صعبة وهي تعاني من أزمة مفتعلة للبترول والديزل ويدريها النظام السابق لإلصاق القصور بحكومة الوفاق الوطني ونسوا وتناسوا بأن لهم نصف الحكومة ولا زالت كل مفاصل الدولة في أيديهم يعبثون ويسرحون ويمرحون كما كانوا قبل ثورة الشباب الشعبية السلمية مستفيدين من شعار الأحزاب السياسية وشباب الثورة عدم الانجرار إلى العنف كي لا يحدث مالا يحمد عقباه لا سمح الله. ولا غرابة أيضا أن يتمادى بقايا النظام السابق تحت مسمى الحصانة الظالمة العبث بمقدرات الوطن فهم يستغلون أصحاب الضمائر الضعيفة في ضرب أبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط ليغرق الوطن في الظلام ويخسر كل مواطن من ممتلكاته الكثير جراء هذا الانطفاء، ولكي تخسر الدولة من جراء تفجير أنابيب النفط مئات المليارات باعتبار النفط المورد الأساسي للموازنة العامة للدولة، ولم يكتف هؤلاء المخربون بذلك بل امتدت أياديهم ممثلة بوزارة النفط التي يتولى مسؤوليتها المؤتمر الشعبي العام إلى عدم ضبط محطات البترول والديزل، التي يرتاح أصحابها إلى منظر الطوابير الطويلة أمام محطاتهم، واستجداء الناس لهم وكأنهم يوزعونه بالمجان، وإذا أدركنا بأن معظم هؤلاء لازالوا مع بقايا النظام السابق عرفنا سر هذه الأزمات بأنها توجهات حزبية لإقلاق السكينة العامة والاستقرار النفسي لدى المواطنين، كي يقولوا رحم الله حكومة النظام السابق. لكنهم تناسوا بأن الشعب الذي خرج في ثورته السلمية وضرب أروع الأمثال في الحكمة والأناة والتضحية قد شب عن الطوق وقد أدرك من يحيك له المؤامرات ممن يسعى لإسعاده واكتشاف موارده لتنعكس في شكل مشاريع تنموية ينعم بها كل أبناء وطننا الغالي. وأخيرا.. فقد ناقش مجلس النواب هذه المأساة وطالب حضور وزير النفط ولكن لا مجيب لأنها ستتضح الصورة أنها مسرحية يقوم بها النظام السابق من خلال أياديه الضالعة في مختلف مفاصل الدولة. وأخيراً.. إذا لم تكن الوزارة مشاركة في هذا الأمر فلماذا لا تكون مع وزارة الداخلية اليد الرادعة لأصحاب المحطات الذين يفتعلون هذه الأزمات فتقوم الوزارة بإرسال مندوب لها يرافقه طقم وزارة الداخلية للمرور على المحطات والكشف عن خزاناتها فإذا ما وجدت النفط في خزاناتها سحبت الكمية الموجودة وسحب ترخيص المحطة كذلك وسيكون هذا رادعاً لكل من يفكر في إخفاء النفط أو التلاعب بأسعاره فهل يصحوا ضمير المسئولين في وزارة النفط ويعيشون هم المواطن ويسعون لاستقراره، آمل أن يكون من بين المسئولين في الوزارة من يصحو ضميره، والله الموفق.