الأزمة الخانقة للمشتقات النفطية في اليمن مشاهدها واضحة للعيان تعبر عن تفاصيلها دون حاجة إلى تعليق بل في كل تصرفاتها وممارساتها تعبر عن حقيقة واحدة أبطالها هم أولئك السماسرة من افتعلوا هذه الأزمة التي أوقفت المركبات وجعلت غالبية الناس منشغلين في طلب البترول والديزل في المحطات وهذه المشاهد التي تمتد فيها السيارات والمركبات في طوابير ويحتشد فيها الناس من مختلف الأعمار لطلب البترول بدلاً عن لقمة العيش فمن هو وراء هذه الأزمة للمشتقات البترولية التي في انعدامها واشكاليتها وارتفاع أسعارها كانت دافعاً قوياً لتشكيل وإبراز مختلف الملامح لهذا المفتعل الذي أصبح فيه السماسرة هم سادة الموقف دون رقيب ولا حسيب مما جعل منهم “طهوش” كلما اقتربنا منهم وقعنا في جشعهم وحصلنا على وقودنا تحت هذا المقتضى والحاجة الملحة حيث بلغت سعر الدبة البترول “20” لترا لدى هؤلاء السماسرة ب”5000” ألف ريال بينما قيمتها الفعلية محددة ب”1500” ريال.. فما حقيقة هذه الأزمة وماهي مبرراتها وما حجمها؟.. تفاصيل أكثر في التحقيق التالي:مأزق واحتكار بداية تحدث المواطن جواد الحروي بالقول: كما تشاهد هناك أربعة طوابير لمئات السيارات المختلفة في هذه المحطة بالحوبان مدينة تعز ومنهم من أمسى وبات وهو منتظر أن يأتي دوره للحصول على طلبه من البترول أو الديزل ورغم ذلك نواجه عراقيل ومحبطات تدفعك للخروج من السرب نحو هؤلاء السماسرة لشراء حاجتك من الوقود بأسعار جنونية ومن هو مضطر وخصوصاً من معه أسرته أو عوائل يخضع لهذا الابتزاز ليخلص نفسه من هذا المأزق في ظل هذه الفوضى وغياب كثير من الضوابط التي دفعت مثل هؤلاء الذين يحتكرون سعر البترول والديزل كما يشاءون دون رادع. من المسئول؟ من جانبه السائق ناجي عبده سعيد يقول: في كل الأزمات التي عرفناها في انعدام مادة الديزل والبترول لم نجد مثل هذه الأزمة الخانقة ولم نجد مثل هذه الارتفاع ولم نجد مثل هؤلاء التجار أو السماسرة يقفون بجانب محطات البترول لبيع الدبة البترول بخمسة آلاف ريال وكذلك الدبة الديزل سعة عشرين لترا بثلاثة آلاف ريال إلا مع هذه الأزمة التي تمر بها بلادنا حالياً رغم أن هناك حصصا تتوزع إلى أصحاب محطات البترول, ولكن مع ذلك هناك من يفتعل أزمة في هذه المحطات نتيجة غياب الضوابط فمثلاً عندما يأتي دورك تتفاجأ أنه حصل انقطاع للكهرباء أو توقفت المضخة بحجة نفاذ البترول من خزان المحطة مما يجعلك تنتظر في الطابور ليوم ثان حتى تصل القاطرات الممولة لحصص المحطات من البترول والديزل وفق جداول الحصص من شركة النفط وهذا كله على حساب وقتك, ولكن من الغريب أن تجد مع هذه المسببات من يقف في جانب المحطة بسيارة ديانا ومحملا براميل “بنزين وديزل” وله سماسرة يعرضون عليك بيع ما تحتاج إليه “بنزين أو ديزل” بأسعار خيالية، ولهذا كما تشوف نفضل البقاء في الطوابير لثلاثة أيام في المحطة للحصول على البترول وكما تعرف الأزمة التي تمر بها البلاد لها تداعياتها والمواطن للأسف هو من يتحمل أعباءها بشكل عام. أزمة ضمير ومسئولية السائق حمود علي حميد شكى ل”الجمهورية” بحرقة وأسى: المشكلة ليست في الطوابير, المشكلة تكمن في أصحاب المحطات الذين يفتعلون أزمة المشتقات النفطية وهم من اوجدوا هؤلاء السماسرة وهذه السوق السوداء للبترول جوار محطة توفيق عبدالرحيم في الحوبان بتعز لأن الذي يحصل في هذه المحطة وغيرها جملة من العراقيل المفتعلة من أصحاب هذه المحطات ومن خلال هذه الإرباكات التي تفتعل من العاملين وتوقيف المضخات ويقولون لك انطفاءات الكهرباء وساعة يقول لك البترول خلص في المحطة، في الوقت الذي وصلت القاطرة وأفرغت حمولة صهريجها من البترول والديزل للمحطة وبدأت بالتموين لعدد محدود من السيارات وهذا كله من أجل أن يدفعك إلى هؤلاء السماسرة بجانب المحطة لشراء الدبة بخمسة آلاف ريال، وهناك معاناة كبيرة ولمن تشتكي في ظل غياب الرقابة من شركة النفط أو من الجهات المعنية، والأزمة بوجهة نظري أزمة ضمير ومسئولية والمواد البترولية متوفرة. غياب العدالة في توزيع الحصص أما الأخ محمد عبده راوح صاحب محطة بترول في الحوبان بتعز فيوضح بالقول: الأزمة الحاصلة لمادة البترول والديزل ليست بهذه الصورة المبالغ فيها وخصوصاً في محافظة تعز وإنما تعود بالدرجة الأولى لعملية توزيع الحصص لأصحاب المحطات وهم من حيث التصنيف ينقسمون إلى فئتين الفئة الأولى هم أصحاب المحطات الكبيرة الذين يمتلكون قاطرات كبيرة لنقل المواد النفطية، والفئة الثانية هم نحن أصحاب المحطات الصغيرة والذين يحصلون على حصصهم عبر أصحاب المحطات الكبيرة لأنهم لايمتلكون ناقلات ولهذا هم من يتحكمون بتوزيع هذه الحصص، طبعاً أصحاب المحطات الكبيرة يحظون بدعم كبير من شركة النفط أو من كبار الوكلاء المعتمدين للشركة في المحافظة، وهؤلاء الوكلاء معروفون ولهم نفوذهم.. وإذا كان هناك دعم من شركة النفط لنا أصحاب المحطات الصغيرة فهو دعم محدود يصل في الشهر الواحد إلى “100” ألف لتر، وأحياناً هذه الكمية لانحصل عليها كاملة وإنما قد تصرف بالتقسيط وعلى دفعات لاتتجاوز 15 ألف لتر بينما بالمقارنة مع أصحاب المحطات الكبيرة فيصرف لهم نحو مليون لتر وهذا هو الفرق. مسئولية شركة النفط من وجهة نظرك ماهي المعالجات للخروج من هذا الوضع؟ المعالجات تكمن في توزيع الحصص بشكل عادل من الشركة لجميع المحطات في يوم واحد وتحدد في هذا التوزيع الكميات بالتساوي للمحطات الكبيرة والصغيرة بدلاً من هذا الوضع الذي ينحصر التوزيع لأصحاب المحطات الكبيرة ومن ثم يأتي منهم توزيع بقية الحصص لأصحاب المحطات الصغيرة ورغم ذلك لانحصل عليها كاملة وإنما يتم توزيعها علينا مقسطة كل ثلاثة أيام أو خمسة أيام، وهذا بحد ذاته هو الإشكال للأزمة الحالية.. ولمعالجة هذا الوضع يجب أن يتحدد من الشركة العمل على تحديد “15” قاطرة ويخصص توزيعها مباشرة لأصحاب المحطات الصغيرة بتعز هذه القاطرات من وجهة نظري كفيلة بتغطية العجز وتوفير مادة الديزل والبترول، وما اعنيه هنا هو إذا تم توزيع مليون لتر لجميع هذه المحطات بدلاً من حصر توزيعها لمحطة واحدة فسيتم تغطية العجز لكن عملية التوزيع كما أوضحت هي المشكلة. ضوابط مفقودة ماهي الضوابط التي تردع السماسرة والمحتكرين الذين أوصلوا الدبة إلى خمسة آلاف ريال؟ يجب أولاً كما أوجزت في حديثي آنفاً توزيع مليون لتر لجميع المحطات بدلاً من محطة واحدة وثانياً، وفي ظل الأزمة الحالية يجب أن تضع الشركة ضوابط لأصحاب المحطات تحدد من خلالها 20 إلى 30 لترا لكل مستهلك أكان صاحب حافلة أو سيارة أو مركبة، لأن ما يجري الآن في ظل هذا الازدحام والطوابير هناك طلب متزايد والكل يريد ملء الخزان, إلى جانب أربع دباب سعة 20 لترا. سماسرة في وضح النهار كانت الجمهورية شاهدا عيانا للأزمة جوار محطة توفيق عبدالرحيم بتعز حيث أصبح فيها السماسرة سادة الموقف في توفير المواد البترولية وكما يقول السمسار مارش سعيد: نحن سادة الموقف ومن حقنا أن نبيع الدبة البترول بعشرة آلاف ريال لأنه لايوجد بترول في المحطة، وهناك تعامل مع عمال المحطة الذين لهم حصة.. حيث نشتري الدبة منهم بألفين وخمسمائة ريال ونبيعها بخمسة وعشرة آلاف والمسافر مضطر يشتري منا بهذا السعر بدلاً من أن ينقطع سبيله في هذه المنطقة. نحن الرابحون عبده ناجي سمسري آخر يجاهر بجريمته: أيش المشكلة!؟ الأزمة الحالية فرضت علينا تجارة البترول بسوق سوداء ونأمل أن تستمر طالما نحن في هذا المكان رابحون. ابتزاز المسافرين رفيق الصبري أكبر السماسرة بتعز يقول: نحن ياسيدي وياعيني ننزل إلى عدن ونشتري البرميل ب28 ألف ريال ونبيعه ب30 ألف ريال، يعني معانا 200 ريال بعد كل برميل بترول. لكن أنت تبيع الدبة بخمسة آلاف ريال؟ أبيعها حتى ب20 ألف ريال اتركوا الهدرة الفاضية.. نحن “طالبين الله” الشيء الثاني نحن نشتري الدبة البترول أصلاً من المحطة بثلاثة آلاف وخمسمائة ريال وأبيعه آخر الليل لأصحاب السيارات المسافرة بستة آلاف ريال ومثل ما تمثل ربحا كبيرا أيضاً تمثل خدمة إنسانية كبيرة وأنت قل هذا الكلام لحقك الدولة وخليها هي تحاسبني.