أدان صحفيون ومنظمات مجتمع مدني استمرار انتهاك حرية الصحافة والإعلام في اليمن والتضييق عليها، رغم تأكيد مخرجات الحوار الوطني على ضرورة حرية الصحافة والإعلام وعدم التضييق على وسائل الإعلام. وقال الصحفي خالد الحمادي، رئيس منظمة حرية، إن منع قناة الجزيرة من تغطية المواجهات في محافظة شبوة وأبين توجه حكومي للتضييق على حرية الصحافة وعدم إعطاء فضاءات أوسع لحرية الصحافة في البلاد الذي كان الصحفيون يعتقدون بأن النظام الحالي أوسع صدراً بالتعاون مع الصحافة وأفضل من ذي قبل، ولكن هذه الحادثة وغيرها من الحوادث السابقة البسيطة كشفت أن النظام لا يزال يتعامل مع حرية الصحافة بنفس العقلية والآلية السابقة التي كان يتعامل بها نظام صالح. وأضاف الحمادي – في تصريح للصحوة – إن هذه الحادثة تحديداً تكشف عن مدى رؤية السلطة لأحادية ما يدور في محافظة شبوة وأبين من مواجهات مع القاعدة وتكشف أن هناك عدم شفافية في التعامل في هذه القضايا في تغطية الأحداث الساخنة، فبدلاً من أن توفر الحكومة فرص للإعلاميين الراغبين في النزول إلى مناطق المواجهات للتغطية وتوفير أماكن آمنة، وتيسر لهم الأمور، ضيقت عليهم الخناق، وهذا يكشف عن توجه خطير إزاء حرية الصحافة. وأشار رئيس مؤسسة حرية أن هذه الحادثة جاءت في أسبوع بعد أن تم طرد صحفي أمريكي هو "آدم بارون" أيضاً التضييق على صحفيين آخرين اضطروا بسببه إلى مغادرة البلد، وكل هذه المؤشرات تعطي مؤشراً قوياً أن هناك انقلاباً على حرية الصحافة والإعلام، وتوجه خطير وهو عدم السماح لحرية الصحافة والإعلام بأن تمارس دورها في البلد بحرية تامة وإنما وفق الأجندات السلطوية وهذا مؤشر خطير جداً، وأنا أعتقد أنه ضد حرية الصحافة وضد مخرجات الحوار الوطني وضد التوجهات الدولية الداعمة لليمن التي تدفع باتجاه آفاق أوسع لحرية الإعلام. *انتظار مراسل قناة الجزيرة حمدي البكاري في توضيحه للصحوة عن طلب السلطات مغادرته والمصور سمير النمري شبوة، قال ان الذي حدث هو أن السلطات طلبت منا عدم الشغل في شبوة، فقلنا لهم تمام، وكانوا يريدون منا أن نغادر شبوة يوم الثلاثاء قبل الماضي، فقلنا لهم صعب لا نستطيع أن نغادر لأن الطرق غير آمنة وهناك تقطعات وكمائن وهذا حق، إلا إذا أنتم ستجبروننا بالقوة فهذا موضوع آخر. وأضاف: بعدها قالوا انتظروا في الفندق حتى تأتي طائرة، فانتظرنا ثلاثة أيام ولم تأت طائرة عسكرية، بعدها عدنا إلى صنعاء الأحد الماضي بطائرة السعيدة. *عدم انسجام أما الصحفي رشاد الشرعبي – فعبر من جهته – عن أسفه الشديد أن يكون أداء إعلام وزارتي الدفاع والداخلية واللجنة الأمنية العليا لا يتوافق والأداء الذي تقوم به قواتنا المسلحة والوحدات الأمنية والتضحيات التي يقدمها منتسبو هذه المؤسسة الوطنية العملاقة، بل يسيء إلى ذلك الأداء وتلك التضحيات ويلحق الضرر بالاحتشاد الشعبي والوطني وراء الجيش والامن والقيادة السياسية في الحرب ضد الارهاب وبسط نفوذ الدولة على كامل اراضيها ومنع اعتداءات الجماعات المسلحة ضد مؤسسات الدولة وموظفيها ومواطنيها. وأضاف – في تصريح للصحوة - هناك اداء بذات الطريقة المربكة التي كانت في عهد النظام السابق، من خلال اختلاق اخبار يتبين لاحقا عدم دقتها وتوجيه اتهامات ليست صحيحة تدفع الامور الى السوء كما حدث في قضية شيخ قبائل الحموم، في حضرموت ومؤخرا في قضية شائف الشبواني ونادر الشمراني. للاسف – ايضا - ان هذا الاداء الاعلامي المبالغ في المعلومات حد الاختلاق لما ليس واقعا او منطقيا واستهداف اطراف سياسية بين حين وآخر هي ضمن مكونات العملية السياسية القائمة والداعمة لمؤسسة الجيش والامن، الى حد استهداف وتحريض ضد الزملاء الصحفيين من وسائل الاعلام الاخرى الذين يجتهدون لنقل الحقائق للرأي العام ولما فيه دعم ومساندة الجيش والامن في الحرب ضد الارهاب وآخرها ما تعرض له طاقم قناة الجزيرة بسبب خبر ثبت صحته في وقت لاحق وتم ترحيل الطاقم من محافظة شبوة بصورة تعيد للاذهان ما كان يجري قبل ثورة 11 فبراير 2011. وطالب الصحفي الشرعبي من الرئيس عبدربه منصور هادي كقائد اعلى للقوات المسلحة ووزيري الدفاع والداخلية واللجنة الامنية العليا اعادة النظر في هذا الاداء المتناقض والمسيء لتضحيات وانتصارات وبطولات اخواننا من منتسبي الجيش والامن بما من شأنه ان يكون داعما لهما وحاشدا للرأي العام وراءهما والتفاف الشعب اليمني خلف قيادته السياسية والرئيس هادي. وقال الشرعبي ان من الخطأ التعامل مع الاعلام بهذه الطريقة التي تمنعه من القيام بواجبه في اطلاع الرأي العام اليمني كحق انساني لكل مواطن يمني ان يحصل على المعلومات الدقيقة والصادقة بسهولة ويسر, وما يحدث من اخطاء من الاعلام الامني والعسكري في المعلومات والتحريض ضد الاعلاميين وصعوبة الوصول الى مصادر الاخبار العسكرية المسموح بنشرها وتعدد تلك المصادر في حال وجدت مع الغياب التام للناطق الرسمي باسم الجيش الذي صدر به قرار جمهوري جميعها تعطي مساحة للاشاعات والشغل الاعلامي المضر باداء المؤسسة العسكرية وخلخلة حالة الالتفاف معها والاحتشاد ورائها في مواجهة جماعات العنف المسلحة وعرقلة خطواتها التي ينتظرها كل ابناء اليمن لتقوم بواجبها في بسط نفوذ الدولة وسيطرتها على كل اراضي الجمهورية واحتكار امتلاك السلاح واستخدام القوة ضد الجماعات الساعية لتقويض الدولة ومنع بنائها. *ادانة التحريض نقابة الصحفيين اليمنيين هي الأخرى عبرت عن قلقها البالغ جراء ما أسمته ب"الخطاب العدائي" ضد طاقم الجزيرة من قبل وزارة الدفاع. وقالت في بلاغ لها – الاثنين- إنها "قلقة من الخطاب ضد مراسل الجزيرة حمدي البكاري والمصور سمير النمري الذي بثه موقع التوجيه المعنوي" سبتمبر نت" التابع للجيش على خلفية تغطيتهما للحملة العسكرية ضد تنظيم القاعدة بمحافظة شبوة". وأضافت "إ ن الحرب على الارهاب لا يمكن ان تؤثر على الاداء الاعلامي الذي يعد جزءاً مساندا من خلال عرض الحقائق وكشفها والتغطية الميدانية من مصادرها، ولن تقبل بأي حال من الاحوال مصادرة العمل الصحفي كحق لأبناء المهنة والمواطنين بشكل عام". وأكدت تضامنها مع الزملاء في الجزيرة مبدية رفضها للخطاب الموجه ضدهم، أو منع أي وسيلة اعلامية تعمل بشكل قانوني من ممارسة حقها في التغطية. ودعت نقابة الصحفيين قيادة وزارة الدفاع إلى تفعيل دور الناطق الإعلامي الذي رحبت النقابة بتعيينه ، كما طالبت بتوفير البيئة الآمنة للعمل الصحفي . وكانت منظمة "فريدوم هاوس" الدولية غير الحكومية، صنفت 15 دولة عربية ك"دول غير حرة"، بحسب تقرير المنظمة، احتلت اليمن (167) في حرية الصحافة. من جهتها اعربت منظمة صحفيات بلا قيود عن قلقها البالغ من استمرار الاعتداءات المتكررة التي تطال الصحفيين، وما تعرض له الوكيل الأول لنقابة الصحفيين اليمنيين سعيد ثابت من إيقاف واحتجاز لجوازه من قبل جهاز الأمن القومي بمطار صنعاء. وأدانت المنظمة ترحيل الصحفي الأمريكي آدم بارون من اليمن لأسباب غير معروفة، وتهديد محمد طالب معد ومقدم برنامج "بالصميل" الذي تبثه قناة الساحات، وتلقى طالب لتهديد عبر اتصال تلفوني من رقم خاص. واحتجت على احتجاز الصحفي جميل الصامت داخل زنزانة سجن ادارة أمن صبر الموادم بطريقة تعسفية حين متابعة احد المسجونين، ودعت السلطات للتحقيق بالواقعة ومحاسبة المعتدين. ونددت المنظمة ما تعرض له المصور والصحفي بوكالة سبأ عبد الجبار البحري من اعتقال أثناء حضوره تغطية فعالية لدعم احد الشعراء المشاركين في مسابقة تلفزيونية. من جهتها أدانت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" منع مراسل قناة الجزيرة حمدي البكاري من تغطية أحداث الحرب الدائرة في محافظاتالبيضاء وأبين وشبوة. وقالت المنظمة في بيان لها "أن هذه الممارسات العدائية تجاه الإعلام الحر تنطلق من عقلية شمولية متخلفة عجزت عن فهم العصر بأدواته والاستفادة من إمكاناته وآثرت الانغلاق على ذاتها حتى تخيلت أن بإمكانها أن تعيد عجلة التأريخ إلى الخلف ليعود الناس إلى زمن المصدر الإعلامي الواحد". كما أدانت هود ما وصفتها ب"جريمة ترحيل الصحفي الأمريكي آدم بارون"، معتبرة ذلك الترحيل "عمل غير قانوني يجب مساءلة من قام به، وتقديم الاعتذار للصحفي الشجاع آدم بارون". وعبرت هود عن أسفها لاستمرار ما أسمته ب"العقلية التي تخيلت أن طرد الصحفيين وسحب تراخيص القنوات هو الطريق لإحباط الثورة الشعبية عام 2011م ولا تزال تحكم وتصدر القرارات ذاتها في سياق مايسمى بالحرب على الإرهاب".