منذ انتهاء أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي خرج بوثيقة تعتبر محل إجماع وطني وإقليمي ودولي منقطع النظير وتؤسس لبناء يمنا إتحاديا جديدا مختلف عما كان قبل عام 1990م وعما بعده ويعتبر الحل المناسب لكل اليمن شرقه وغربه وشماله وجنوبه . وحتى نضمن تنفيذ هذه الوثيقة على أرض الواقع فقد تم الإتفاق ضمن مخرجات الجوار على تشكيل هيئة وطنية للرقابة على تنفيذ هذه المخرجات وتكون صاحبة الحق الكامل في متابعة ومراقبة جميع المؤسسات والهيئات التنفيذية المعنية بتنفيذ وثيقة الحوار الوطني الشامل بما فيها رئاسة الجمهورية والحكومة ولجنة صياغة الدستور وغيرها . ومنذ انتهاء أعمال مؤتمر الحوار ونحن بانتظار تشكيل هذه الهيئة لأهميتها القصوى ولكن صدر القرار الجمهوري بتاريخ 24 / ابريل / 2014م بتشكيلها من 82 عضو وبرئاسة الأخ رئيس الجمهورية على أن تعقد أول اجتماعاتها في مدة أقصاها 15 يوما ومنذ ذلك اليوم والوطن تعصف به الفتن والصراعات من كل جانب ومخرجات الحوار الوطني الشامل التي تحمل العلاج المناسب لهذه الفتن والصراعات مجمدة ولم ترى النور حتى يوم الإثنين الماضي 10 / اغسطس / 2014م تم الإجتماع الأول لأعضاء الهيئة في دار الرئاسة بصنعاء بحضور الأخ رئيس الجمهورية رئيس الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل ولم يتغيب إلا مكون جماعة الحوثي. وفي هذا مؤشر هام جدا يتلخص في النقاط التالية : 1) بداية المرحلة الثانية بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل . 2) توصل جميع القوى الوطنية للقناعة الكاملة بإنه حان الوقت للبدء فعليا في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل واقعا على الأرض . 3) البداية الفعلية للإصطفاف الوطني الشامل الذي دعاء له الكثير من الخيرين من أبناء الوطن والعديد من المكونات والفعاليات المختلفة وانتهاء بدعوة الأخ رئيس الجمهورية في خطاباته الأخيرة لإنقاذ البلاد والعباد على أن يكون الإصطفاف للدفاع عن الثوابت الوطنية الأربع : النظام الجمهوري والوحدة والمسار الديمقراطي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل . 4) مقاطعة مكون جماعة الحوثي للإجتماع الأول لهذه الهيئة الوطنية الهامة جدا يكشف حقيقة مشاركتهم في الحوار و يجعلهم في خندق المواجهة السافرة للإجماع الوطني الشعبي والرسمي ويعطي دلالة حقيقية بأن الواقع أصبح أكثر وضوحا وأن من يرفض ويعرقل تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني لم يعد مجهولا . 5) لاشك أن بدء أعمال الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيكون له مابعده لأن هذه الهيئة تضم كوكبة وطنية لايمكن الاستهانة بها وسوف يكون لهم دورا محوريا في مراقبة كل الهيئات والمؤسسات المعنية بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار ولن يسكتوا عن أي تقصير أو تلاعب أو تكاسل من أي جهة كائنة من كانت .. على الأقل سيتم فضحها على الملأ حتى يكون الشعب كله مراقبا ومتابعا لمايجري على أرض الوطن .. وأخيرا وليس آخرا أوجه نصيحة من القلب لأنصار جماعة الحوثي وكل من يخرج عن الإجماع الوطني من أبناء اليمن ويريد أن يفرض سياساته وأفكاره ومشروعة بالقوة ويرفض الخيار الشعبي والمسار التعددي والتعايش السلمي بأن يعودوا إلى رشدهم ويتجاوزوا عقليات الماضي وعصبياته العرقية والسلالية والمذهبية والمناطقية فإنها منتنة ويتحولوا إلى العمل السلمي والتنظيم السياسي ويعرضوا أنفسهم على الشعب في الإستحقاقات القادمة والإنتخابات المنتظرة وبهذا نحقن دماء أبناء الوطن ونحافظ على أمننا واستقرارنا ونعالج جراحات الماضي ونمحوا آلامه للأبد ونتجاوز عقبات الحاضر ونعبر جسور الأمل ونبني مستقبل الجميع ونضمن لأنفسنا وأجيالنا القادمة العيش بأمن وأمان وتقدم وازدهار في اليمن الجديد .. اليمن السعيد بإذن الله .. وصدق الله القائل : ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا .. عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل . صنعاء - الأربعاء 12 / أغسطس / 2014 م