قال محافظ الضالع اللواء "علي قاسم طالب" إن البلسم الشافي للإنهاء الخلافات والقضاء على الخوف هو التصالح ونسيان الماضي ودفنه إلى الأبد، داعيا إلى الضغط على النفس الإمارة بالسوء وتهذيبها بالحب المفعم الإيمان. جاء ذلك في كلمة له في المهرجان التصالحي الذي شهدته منطقة الربيعتين في مديرية جبن بمحافظة الضالع صباح اليوم بين قبيلتي آل الصوفي في مديريتي جبن والشعيب لإنهاء قضية الثأر بينهم والممتدة منذ فترة الصراع السياسي المسلح أيام التشطير وراح ضحيتها العشرات من أبناء القبيلة. وقال محافظ الضالع إن هذا الحدث التاريخي الضالعي نكون قد طوينا صفحة تشطيرية مؤلمة إلى الأبد، وما احتضان آل الصوفي لنا واستضافتهم لهذا المهرجان المهيب الذي زينوا به اليمن بشكل عام محافظة الضالع بشكل خاص، معلنين للملأ تضميد جراحاتهم المأساوية، إلا دليل على وعيهم الكامل ونبذهم لثقافة التفرقة والشتات؛ داعيا إياهم للارتقاء بالمستوى العالي الذي وصلوا إليه واحترام كل طرف لرأي الآخر. وشكر طالب لجنة التحكيم وكل من أسهم وتعاون وأعد لهذا الصلح مجددا مباركته لآل الصوفي على صلحهم الميمون. من جانبه هنأ محافظ البيضاء "محمد ناصر العامري" أبناء الضالع وخص بالذكر أبناء الربيعين وآل الصوفي على هذا اللقاء الهام الذي سبقه حل مشكلة" آل المرقب" و"آل جعفر" في دمت، متمنيا على قيادة محافظة الضالع إكمال قضية آل مسلم وآل بني ظبيان. وألقى "عبد الحكيم منصر الصوفي" كلمة قال فيها إن أفراحنا التاريخية اليوم في مديريتي الشعيب وجبن بالوصول إلى الحلول الشاملة والكاملة لتأكيد على مدى الحرص على نسيان مآسي الماضي الذي خسرنا فيه خيرة رجالاتنا الأفذاذ أثناء الصراع السياسي فترة التشطير البغيض. ودعا الصوفي الأسر التي لها مشاكل قريبة مماثله لمشكلتهم إلى تحكيم العقل ودرء الفتنة والعيش في أمن وسلام بدلا من اللجوء إلى لغة القتل والسلاح التي عفا عليها الزمن. كما دعا إخوانه من آل الصوفي إلى الحفاظ على هذا الصلح التاريخي كحدقات أعينهم وليجعلوا هذا الاتفاق وقفة تقييميه للماضي من أجل عدم تكرار أخطاءه. وعاهد الحاضرين من قيادات السلطة المحلية ومشايخ ووجاهات ألا يسمعوا منهم إلا كل خير وأنهم سيكونون عونا لهم لحل مثل هذه المشكلات في داخل المحافظة أو خارجها والتفكير بطي صفحة الماضي وترتيب البيت من الداخل لهم ولأجيالهم القادمة. وشكر الصوفي كل من ساهم في إنجاح هذا الصلح التاريخي وخص بالذكر لجنة التحكيم وقيادات السلطة المحلية كما شكر أهاليهم في مديرية الشعيب على إحاطتهم لأهلهم وإخوانهم من آل الصوفي طيلة ربع قرن من الزمن ولا زالت إلى اليوم وهذا ما عوضهم عن مسقط رأسهم، مشيرا إلى أنما يدل على عمق الروابط الاجتماعية والدينية، وقال إن الصلح يدل على النية الصادقة للطرفين. فيما ألقى محسن ناصر جبران الصوفي من جانبه كلمة مقتضبة شكر خلالها الحاضرين وكل من أسهموا في جهود الصلح واكتفى بما قاله عبد الحكيم الصوفي، مؤكدا على أن "المدارس" بدلا عن "المتارس" معلنا تبرعه شخصيا بالمبلغ المالي الذي خصص له من الدولة لبناء مدرسة لآل الصوفي في الربيعين. وكان مدير عام مديرية جبن "أمين قراضة" قد ألقى كلمة رحب خلالها بالحاضرين، مشيرا إلى أن ن لم شمل أسرة آل الصوفي يأتي ترجمة لقيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الذي دعا للوحدة ونبذ الفرقة والشتات. وقال إن هذه الأسرة التي عانت أيام التشطير البغيض كونها كانت تقع فيما كان يسمى سابقا مناطق التماس إلى أن بزغ فجر الوحدة المباركة في 22 مايو 90م ومن ذلك اليوم عاهدت أن تترك عهد الفرقة والشتات. وتابع قراضة قائلا: من أعماق قلوبنا نبارك لإخواننا آل الصوفي هذا العرس التاريخي والصلح الذي لو لا وحدتنا المباركة لما كنا لنحظر هذا العرس التصالحي الذي يعد تعبيرا عن مدى الولاء والحب والإخاء للأسرة الواحدة التي نأمل من الجميع أن يحذوا حذوهم. حضر مهرجان الصلح قائد اللواء 35 مدرع محمد عبد الله حيدر وقائد الحرس الجمهوري أحمد صالح شملان وأمين عام محلي المحافظة "محمد غالب العتابي" ومحسن البدهي رئيس لجنة التخطيط والمالية و"علي العود" رئيس لجنة الشئون الاجتماعية ووكلاء المحافظة المساعدين "أحمد عبد الله البلعسي" و"محسن الحلالي" وعضوا مجلس النواب "سنان العجي" و"عبد الحميد حريز" وقيادات السلطة المحلية في مديرات جبن والشعيب ودمت الحصين ومدراء الأمن والشيخ "يحيى محمد مقبل السقلدي" والشيخ "محمد صالح الحدي" والشيخ "محمد طاهر الشامي" وعدد من مشايخ وأعيان ووجهاء مديريتي جبن والشعيب . وكانت لجنة من المحكمين القبليين من مشايخ المنطقة وبدعم من السلطة المحلية قد توصلت إلى إنهاء قضايا الخلافات والثأر بين آل الصوفي الذي باتت العديد من الأسر منهم تعيش في مديرية الشعيب وتلك التي ظلت في الربيعتين ما تجدر الإشارة إليه هو أن الثأر بين آل الصوفي قد دفع بعدد من آل الصوفي بالنزوح إلى مركز مديرية الشعيب وقرى المديرية هربا من الانتقام حيث كانت الأسرة قد انقسمت على نفسها بين مؤيد للجبهة الوطنية الديمقراطية الموالية لنظام عدن آنذاك وآخر للنظام في صنعاء وما خلفه ذلك من ويلات .