من بين أزيز الحرب وعنفوانها المقيت الذي ينهك كل شي ولايأبه ، يموت كل شي حيث لاإنسانية لاحب لارحمة ولاعطف.. قلوب أشد قسوة من الحجارة أو ربما هي الحجارة صيغت وصنعت منها .. جميعنا نمر بمنعطفات تضيق بنا الأرض بما رحبت ومع ذلك نعلم اننا لم نذق من الضيق والالم ماذاقه الاولون السابقون ومراحل التاريخ تحكي ذلك ونعلم جيداً أنه مازال هناك متسع من أمل ولايكلف الله نفساً الا وسعها .. نعيش في متاهات وطن أُنهك حد الترف وتُفنن في كم وكيف السياط التي تنهال عليه جلداً حد غرغرة الموت ، وليضيع أهله في قيعان الجوع والجهل والألم يفتقدون أبسط مقومات الحياة لتجد أحدهم يحدثك مازحاً :"عش كأنك حي" .. أسبوع أو أقل ويحل علينا الضيف العزيز ليجدنا في حال أسوأ مما كنا عليه كوطن وشعب.. أهتف بك رمضان فرحاً .. أهمس لك أهلاً رمضان .. وقبل أن تصفد الشياطين فليصفد من يسمون أنفسهم النخب من المخذِّلين والمنافقين والمرائين والمعوقين. أهلاً رمضان .. وقبل أن تصفد الشياطين فليصفد أشباه الرجال الذين يوزعون الكلام الذي لايسمن ولايغني من جوع حين يقفون في منابر ليسوا أهلاً لها. أهلاً رمضان .. وقبل أن تصفد الشياطين فليصفد المطبلين والمزمرين والمسبحين بحمد الطواغيت الذين دمروا الأوطان وسرقوا الأموال وتركوا شعوبهم يلهثوا وراء الفتات. أهلاً رمضان .. وقبل أن تصفد الشياطين فليصفد كل من حارب شعبه وعاش لعرشه وباع وطنه. أهلاً رمضان .. وقبل أن يصفد الشياطين فليصفد قطاع الطرق والمرتزقة من قطعوا على شعوبهم مقومات الحياة من أدناها الى أعلاها. أهلاً رمضان .. وقبل أن تصفد الشياطين فليصفد كل من يتحجج بعدم القدرة على التغيير وبِصَمتِهِ يقتل القادرين على التغيير خوفاً من أن يناله التغيير وجزء من التضحيات. أهلاً رمضان .. لصبرٍ وثبات وتغيير للنفوس.