القضاء أحد أهم الركائز التي يقوم عليها الدين، وفي أيدي القضاء تقع رقاب الناس ومظالمهم، وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد وضح أن القضاة ثلاثة، واحد في الجنة والاثنان في النار، فهذا يعني أن ثلثي القضاة غير نزيهين، ويستحقون التصفيد في شهر رمضان ولا نقصد بكلمة((التصفيد)) أنها معممة على كل القضاة، فهناك قضاة نزيهون نربأ بأنفسنا أن نقصدهم في هذا الاستطلاع، وإنما نقصد أولئك الذين جعلوا من القضاء سلماً لتحقيق رغباتهم الشخصية ومصالحهم الذاتية..لماذا يغيب القضاة في رمضان...!!؟ حسن ظن فتحي علي محمد- طبيب: إن لفظ (يصفد) ورد في القرآن الكريم في سياق منع الشياطين وتقييد حريتهم وهنا لفظ مجازي قد يفهم منه أن القضاة لا يزاولون أي عمل في شهر رمضان وذلك بسبب إجازتهم القضائية، وبنفس الوقت إن الناس في رمضان يصبحون أكثر تقوى ورحمة فيما بينهم، فلا يتخاصمون، ويصبح القضاة بدون عمل وهذا التفسير من ناحية حسن الظن بالقضاة. اليمن الاستثناء محمد عبد الباري الحيدري- المعهد العالي للمعلمين: إن السؤال يحمل في طياته الجواب، أو لنقل إن السؤال يفرض على المجيب الجواب فالتصفيد لا يكون إلا للشياطين، والحقيقة أن هذا الأمر في غاية العجب لأن اليمن هي الدولة الوحيدة التي يصفد فيها القضاة في رمضان. لا يقضي وهو جائع صامد هزاع العامري-طالب: هذا لا نسميه تصفداً، ولكن من شروط القضاء أن لا يقضي القاضي وهو جائع، وقد شدد الإسلام على أهمية القضاء لأن فيه إحقاق حق وإبطال باطل، ومن المؤكد أن رمضان شهر صيام فلا يجوز للقاضي ممارسة القضاء وهو جائع، ورمضان بحد ذاته إجازة لهم. انفعاليون بشر عثمان الشيباني –طالب: تصفيد القضاة في رمضان جاء لأن معظم اليمنيين ذوو طبيعة انفعالية خصوصاً إذا كان صائماً، فإن غضبه يزيد مع التعصب فإن ذلك سوف يوصله إلى أن يجوز في أحكامه فضلاً عن ذلك أن أغلب القضاة يقضي ليل رمضان بمضغ القات والسهر، وعملهم في الصباح وفي ذلك تأثير كبير عليهم. رمضان أولى بعملهم د.فضل محمد الجبلي: أعلم أن الشياطين في رمضان تصفد، ولكن لا أعلم عن القضاة أنهم يصفدون، ولكن أرى أن العمل يستمر في رمضان أكثر من غيره، لأنه شهر التوبة والعمل والشياطين مصفدة، والناس أقرب إلى فعل الخير، وحل القضايا يتم في رمضان أفضل منها في أي شهر آخر، لأن المتقاضي يجب أن لا يكذب ولا يحلف زوراً وهو صائم، وأعتقد أن الحل يكون أقرب بيد القاضي. مبالغة محمد أحمد النقيب: أعتقد أن الأمر فيه نوع من المبالغة لأن هناك إجازة سنوية لأي موظف، والقضاة تم تحديد إجازتهم السنوية في شهر شعبان ورمضان والذي يتزامن مع الإجازة الصيفية للمدارس والجامعات مما يمكن القضاة من قضاء إجازتهم مع أسرهم في المكان المناسب، حتى يعودوا بعد انتهاء الإجازة في شوال وهم بمعنويات جديدة. حماة الحقوق يحيى أحمد صالح- أستاذ جامعي: لأن الشياطين مصفدة في رمضان، وبالتالي تصفد جنودها من بني البشر، وهم العابثون بحقوق الناس وتعاليم الدين، فما الداعي لعمل القضاة في رمضان والمحاكمون مصفدون، وهذا إن شئت التبرير المناسب لكلمة(يصفد) الواردة في السؤال، أما الرأي الشخصي فالأولى ألا يصفد القضاة في رمضان لأنهم حماة الحقوق وعليهم يُعول العباد في الحفاظ عليها وهم قبلة المظاليم لرد مظالمهم. عطلة مشكلات علي عبد الله حميد- أستاذ جامعي: يمكن أن نقول لماذا تخف المشكلات في رمضان بين الناس، وقد يكون من أسباب ذلك هو أن كثيراً من الناس يتركون مشكلاتهم إلى ما بعد رمضان، وهذا من خصائص الشهر الكريم. إجازة قضائية د. منذر إسحاق- نائب عميد كلية الطب- جامعة تعز: أسمح لي أن أختلف معك في استخدامك لمصطلح(التصفيد) لأننا جميعاً ندرك من هم الذين (يصفدون) في رمضان، وأني أنأى بقضاتنا عن أن يكونوا كذلك، حتى أولئك الذين لا يحترمون أنفسهم ولا مهنتهم ..فهؤلاء إذا ما اعتبرناهم شياطين، فإنما نقفل في وجوههم أبواب العودة إلى جادة الصواب..وإذا كان الحديث عن توقف العمل الرمضاني في شهر رمضان في إطار ما يسمى بالإجازة القضائية، فلماذا لا نعتبرها إغلاقاً للأبواب أمام المتخاصمين من الناس، حتى لا يكون المجال أمامهم متاحاً قضائياً للاختصام، وكثير منا يدرك (الخصومات) للمتخاصمين ومع ذلك كله، فإنني لا أومن بالنقد الذي يحمل هذه المعاني السلبية خصوصاً وأن لغتنا العربية زاخرة بالألفاظ والكلمات التي تتضمن معاني النقد، ولكن ليس بالتجريح. رأي الدين أ. عبد العزيز العسالي- موجه: القضاء منصب خطير كونه متعلقاً بالدماء والأموال والأعراض والحقوق وبما أن القضاء هكذا حاله، فإنه لا مانع من تصفيد القضاة خاصة الأشرار منهم، مع أن هناك قضاة يستحقون الراحة في هذا الشهر الكريم فأنا أشهد أن هناك قضاة زهاداً بالفعل أما البعض فإنهم جديرون بالتصفيد أكثر من مردة الشياطين. فؤاد البنا- أستاذ الفكر الإسلامي –جامعة تعز: ذكر الرسول (ص) بأن القضاة ثلاثة: ( قاضِ في الجنة وقاضيان في النار) والقاضيان اللذان في النار: الأول الذي يقضي بجهل، والثاني الذي لا يقوم بعمله كما ينبغي، إما لأنه لا يريد وجه الله، وإما لأنه يرتشي...!!.. وبالتالي فإن مثل هذه البيئة الفاسدة أدت إلى شيوع صور من الفساد أوساط القضاة، وكأن من كرامات رمضان أن يصفد القضاة، كما تصفد الشياطين، وقد يقول البعض: لم لا يصفد شياطين الفساد في دوائر الدولة الأخرى!؟ ربما لأن القضاء سلطة دينية واضحة تحكم باسم الشرع، وبالتالي يكون جرمهم أوضح وأكبر، فلا يتيح لهم رمضان تشويهه في موسم العبادة الأكبر...!!.. هذا من الناحية العملية، وأما من الناحية النظرية فإن هذا الأمر من الأمراض غير المباشرة للفصل بين العبادة والحياة، حيث يتفرغ القضاة في رمضان لإبكاء الناس بأحكامهم الظالمة!!.. هذا لا يعني بالتأكيد تعميم الحكم بالفساد على كل القضاة فهناك قضاة يستحقون كل التقدير والاحترام، وبالتالي فإن رمضان يمثل لهم محطة للتزود من تقوى الله التي يحكمون بها طيلة العام فلا يجورون على أحد