دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأطراف في اليمن إلى التوافق بشكل فوري على وقف جميع الأعمال العدائية حتى نهاية شهر رمضان على أقل تقدير، بينما يتنظر أن تبدأ مشاورات لتقريب وجهات نظر الفرقاء السياسيين. وبيّن بان أن هذه الهدنة العاجلة تستهدف تسهيل إرسال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، ومنع تواصل الكارثة الإنسانية الجارية في البلاد. وأضاف أن نحو 21 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدة الفورية، فقد أصبح أكثر من 13 مليونا غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية، و15 مليونا بلا رعاية صحية و9.4 ملايين يعانون من شحّ المياه، مع تفشي حمى الضنك والملاريا في البلاد. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد طلب مرارا هدنة إنسانية في المعارك الدائرة منذ نهاية مارس/آذار في اليمن. ثقة وتفاؤل من جانبه، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن ثقته بشأن تحقيق هدنة إنسانية خلال الأسبوعين المتبقيين من شهر رمضان بما يتيح نقل المساعدات إلى السكان، مضيفا "لدينا بعض الضمانات بأن الهدنة القادمة سوف تُحترم بطريقة أكثر مما حصل في الهدنة الأولى". وتابع ولد الشيخ أحمد أن "ما يكون مثاليا هو أن تكون لدينا اتفاقية شاملة بما فيها مراقبون يسمحون بالتأكيد أن الهدنة محترمة". وفي ختام اليوم الثاني من المحادثات مع الحكومة اليمنية في الرياض، قال ولد الشيخ أحمد لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن متفائلون حيال فرصنا وتحقيقها (الهدنة)"، مشيرا إلى أنه سيكون في العاصمة اليمنية الأحد المقبل من أجل الوصول إلى "ورقة موحدة". طوارئ إنسانية وأعلنت الأممالمتحدة أمس الأربعاء الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية في اليمن لفترة من ستة أشهر، حسب ما ذكره المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق. وبهذا الإعلان ينضم اليمن إلى العراق وجنوب السودان وسوريا المصنفة ضمن الدرجة القصوى من حالة الطوارئ الإنسانية. وكانت جمهورية أفريقيا الوسطى مدرجة على هذه القائمة لكنها سحبت منها قبل أشهر. وأوضح حق أن خطة الأممالمتحدة الطارئة تنص أولا على إغاثة 11.7 مليون يمني يعتبرون الأكثر عوزا، مبينا أن "النظام الصحي مهدد بالانهيار مع إغلاق أكثر من 160 مركز علاج بسبب انعدام الأمن وقلة المحروقات والمعدات". من جهته حذّر المسؤول عن العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة ستيفن أوبراين قبل أيام، من أن اليمن على شفير المجاعة.