أكد منسق جهود مكافحة الإرهاب لدى وزارة الخارجية الأميركية دانيال بنجامين أمس أن اليمن أصبحت على رأس قائمة الاهتمام الأميركي في جهود مكافحة الإرهاب، موضحا أن جهود دعم اليمن عسكريا ستكون بعيدة الأمد ولكنه اعتبر أنها بدأت تثمر نتائج جيدة حتى الآن. وردا على أسئلة «الشرق الأوسط» حول طبيعة الدعم الأميركي المحدد لليمن بعد أن أصبحت على رأس الاهتمام الأميركي، قال بنجامين: «نحن نعمل مع مجموعة مختلفة من القوات اليمنية، مثل قوات وزارة الداخلية وأجزاء مختلفة من الجيش اليمني». وتقدم الولاياتالمتحدة الدعم العسكري لليمن تحت إطار «مهمة تدريب» عسكرية، تشمل تدريب القوات اليمنية و«تجهيزها»، إلا أن بنجامين امتنع عن توضيح تفاصيل حول هذا الدعم وعدد المدربين العسكريين الأميركيين الموجودين في اليمن لتدريب القوات المحلية. واكتفى بنجامين بالقول: «نحن نقدم هذا الدعم استنادا إلى البند رقم عشرة للتدريب»، في إشارة إلى البند العاشر في قانون الجيش الأميركي. وأضاف: «نحن نقوم بتدريب وتجهيز القوات اليمنية، وهذا مشروع سيستمر سنوات عدة، ولكن نحن مسرورون بما رأيناه حتى الآن». وهناك اهتمام متزايد باليمن بعد أن استطاعت مجموعة «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» أن تخطط لهجمات تستهدف الأراضي الأميركية، حتى وإن فشلت. وكانت آخر هذه المحاولات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما كشفت السلطات الأميركية بالتعاون مع السلطات السعودية والإماراتية والبريطانية طرودا مفخخة على متن طائرات متجهة للولايات المتحدة. وأشاد بنجامين في لقاء مع مجموعة من الصحافيين في واشنطن أمس بجهود الحكومة اليمنية، قائلا: «إننا مسرورون من العزيمة السياسية لدى اليمنيين.. الرئيس علي عبد الله صالح وحكومته قاموا بتحول مهم جدا العام الماضي». وقال بنجامين: «القاعدة في شبه الجزيرة العربية المجموعة الوحيدة الموالية ل(القاعدة) التي أظهرت قدرة على محاولة شن هجمات على الولاياتالمتحدة». وشدد بنجامين على أن مواجهة الإرهاب والتطرف في اليمن لن يكون عسكريا فقط، بل معتمدا على تحسين أوضاع البلاد داخليا. وهذا جزء أساسي من برنامج مكافحة الإرهاب الذي تتبعه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، في اليمن وباكستان وغيرها من دول ينشط فيها تنظيم القاعدة وجماعات متطرفة أخرى. وقال بنجامين: «لدينا سياسة مبنية على عنصرين»، الأول عسكري والثاني «مدني واقتصادي»، موضحا أن الدعم غير العسكري الأميركي لليمن تضاعف أربع مرات منذ عام 2000 ليصل إلى 106 ملايين دولار. وأشار إلى «الشراكات العالمية» من خلال مجموعة أصدقاء اليمن لدعم هذه الجهود التي تشمل تقوية سيادة القانون والتعليم في البلاد. ويقوم بنجامين بزيارات إلى اليمن وباكستان وغيرها من الدول التي تعتبر «الصفوف الأمامية» لمواجهة الإرهاب. ولكن في الوقت نفسه يتعاون مع دوائر أميركية أخرى مثل وزارة الأمن الداخلي لتحصين الحدود والأراضي الأميركية من أي هجمات محتملة. وفي هذا السياق، قال بنجامين إن العالم يشهد «سباقا تكنولوجيا» متواصلا لمنع الهجمات الإرهابية، خاصة في ما يتعلق بالنقل الجوي. وبينما تعمل السلطات الأميركية على نشر أجهزة ماسحات ضوئية مثيرة للجدل بسبب قدرتها على كشف تفاصيل جسدية حساسة للمسافرين، أكد بنجامين أن هناك «حاجة للابتكار» من أجل منع أية هجمات. وأضاف: «وسائل الدمار أصبحت تتكاثر مما يعني أننا بحاجة إلى أساليب وأجهزة كشف أكثر دقة وتقدما لنتأكد من فشلهم»، أي الإرهابيين. وحذر من أن «القاعدة ما زالت تركز على النقل الجوي» لتنفيذ هجماتها مما يتطلب تدابير مشددة وتعاونا دوليا متواصلا.