ضمن فعاليات الهبة الشعبية أقامت أحزاب اللقاء المشترك في كل من مديريتي الطفلة محافظة البيضاء ومديرية سامع محافظة تعز مهرجانات جماهيرية أعلنت رفضها للإنقلاب على الثورة والجمهورية والوحدة وإجراء الإنتخابات المنفردة. وفي المهرجان الذي أقيم بمديرية الطفة محافظة البيضاء الشهد حضورا جماهيريا واسعا ردد المشاركون شعارات مطالبة بالإصلاح السياسي والإقتصادي ووقف الإجراءات الانفرادية والعبث بالدستور، مرددين الهتافات المطالبة بالتغيير، والمؤيدة لتوجهات اللقاء المشترك، والرافضة للتمديد والتوريث وتصفير العداد. المهرجان حضرته قيادات اللقاء المشترك بالمحافظة، وألقى فيخ الخضر العمراني كلمة ترحيبية عن أبناء الدائرة رحب فيها بقيادة مشترك المحافظة وضيف المحافظة الشاعر الشعبي مجيب الرحمن غنيم . وقال: إن ما تمر به البلاد من أزمات خانقة لا تخفى على احد جراء الانقلاب الاسود الذي قام به الحزب الحاكم على اتفاق فبراير والذي يعد المشروعية الاساسية للتمديد للبرلمان والحكومة وكان القصد منها هو تمرير التعديلات الدستورية التي تمرر للفساد وتمثل الحكم الفردي المستبد والسير نحو الانتخابات النيابية منفردا دون مشاركة باقي القوى السياسية. وأكد أن خروج الجماهير يعبر عن رفضهم للسياسات الخاطئة والتمديد والتأبيد والفساد، ودليل واضح على وعي الجماهير ورغبتهم في التغيير التي تدور عجلته باستمرار حتى يصل الشعب إلى ما يصبو إليه من عدل وامن وأمان وحياة حرة وكريمة ومشاركة في السلطة والثروة. وذكر الجماهير بعبارة المرحوم فيصل بن شملان الذي قال: إن عجلة التغيير قد تحركت ولن تتوقف وستصل حتما إلى الهدف المنشود. من جانبه ألقى كلمة قيادة مشترك المحافظة سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بالبيضاء صالح أحمد العواضي حيا فيها الحاضرين على استجابتهم لدعوة اللقاء المشترك للهبة الشعبية ، كما حيا وباجلال ثورة الشعب التونسي ثورة الياسمين وثورة مصر الكنانة ، و الجيش التونسي والمصري الذي وقف إلى جانب الشعب واثبت بالملموس انه جيش الشعب وليس ضد الشعب وتمنى لهم ولثورتيهما التوفيق والنجاح. وقال العواضي إن هذا المهرجان يأتي في سياق المهرجانات التي تقيمها أحزاب اللقاء المشترك في عدد من مديريات المحافظة والجمهورية على طريق الهبة الشعبية التي تدعو إليها أحزاب المشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني من اجل التغيير واستعادة المضمون الحقيقي لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر ووحدة 22 مايو 1990 م والتي تم الانقلاب عليها من قبل المتنفذين في الحزب الحاكم وحرفها عن مسارها الصحيح ومحاولة العودة إلى ماقبل الثورة وتكريس سلطة الفرد من خلال التعديلات الدستورية وإجراء انتخابات انفرادية، وهو ما يرفضه أبناء الشعب اليمني وكل القوى السياسية الوطنية باعتبار ما يحدث هو انقلاب على مبادئ ثورتي سبتمبر واكتوبر واتفاقيات الوحدة اليمنية والاتفاقيات التي وقعتها أحزاب المشترك والحزب الحاكم من اجل الإصلاحات السياسية وإصلاح النظام الانتخابي. وأضاف العواضي أن الوطن يعيش أزمة سياسية عميقة وعامة بفعل سياسات الحزب الحاكم وقياداته المتنفذين الذين استولوا على مقدرات الوطن وثروتها الوطنية وسخروها لمصالحهم الخاصة على حساب تجويع و افقار الشعب وتدهور مستوى معيشته والصحة والتعليم والخدمات العامة والتنمية وعدم الامن والاستقرار السياسي والاجتماعي وزرع ثقافة الكراهية والاقصاء وعدم احترام حقوق الانسان والقبول بالرأي والرأي الاخر . مضيفا : ان ما يجري من احتقان سياسي وحركات احتجاج شعبي في الجنوب هو نتيجة تلك السياسيات الخاطئة التي مارستها السلطة وبعض المتنفذين في الحزب الحاكم بعد حرب صيف 94 م في الجنوب وحولته الى غنيمة وفيد ارض وتاريخ ووظيفة وكذا ما جرى في صعدة من حروب حصدت الكثير من الارواح ودمرت الكثير من الممتلكات العامة . مؤكدا أن أحزاب المشترك تقدمت بمبادرات إلى الحزب الحاكم لمعالجة تلك القضايا الهامة إلا أنها لم تلقى استجابة. وأضاف: "ونتيجة لما وصلت إليه البلاد من أزمات شاملة باتت تهدد أمن الوطن ووحدته وكيانه الاجتماعي وسيادته الوطنية دعت أحزاب اللقاء المشترك إلى ضرورة إجراء حوار وطني لا يستثني أحدا في الداخل والخارج لإيجاد رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تخرج الوطن من نفق الأزمات، وتعالج الأوضاع المتدهورة بما يعيد للثورة والوحدة مبادئها ويجسد أهدافها في مصلحة الشعب ويعيد له الشراكة الوطنية في السلطة والثروة . وأشار إلى أن اتفاق فبراير 2009 م الذي اتفق عليه المؤتمر والمشترك وتأجلت الانتخابات بموجبه لمدة سنتين، مثل قاعدة أساسية لإيجاد الحلول لجميع المشاكل ومعالجتها، إلا أن الحزب الحاكم ظل يماطل ويختلق الأعذار طوال السنتين، مما أكد بالملموس عدم وجود النية لديه لإيجاد إصلاحات سياسية تؤدي إلى بناء دولة مدنية حديثة وتعالج الأوضاع المأزومة وتحقق الأمن والاستقرار في البلاد حسب ما نص عليه اتفاق فبراير وتم الانقلاب عليها وآخرها انقلاب مجلس النواب واعتماده قانون الانتخابات الذي تم الاتفاق على إلغاءه وكذا طرح مشرع التعديلات الدستورية من طرف واحد وهو ما يعد انقلابا على أهداف الثورة والجمهورية والوحدة . وقال العواضي: أننا اليوم ومن هذا المهرجان ندين تلك التصرفات، ونطالب بالحوار الشامل وضرورة التغيير بالطرق السلمية والديمقراطية للحفاظ على الثورة والوحدة والديمقراطية والنظام الجمهوري. ودان الاعتقالات التي يتعرض له الكثير من نشطاء العمل السياسي، وكذا ما تتعرض له مدينة الحبيلين من قصف مدفعي وحصار على الضالع ويافع وبقية المناطق الجنوبية الأخرى، والاعتداء على مصور قناة سهيل. ودعا العواضي السلطة الى عدم زرع أي مشاكل بين المشترك وبين الجيش والامن ، كون افراد الجيش والامن اخواننا وابناءنا والمطالب للجميع ، وأهاب بهم أن يكونوا مثل جيش تونس ومصر إلى جانب الشعب دون مواجهة المواطنين والانصدام بهم . والقى محمد محمد الهياشي كلمة عن ابناء الدائرة اكد فيها رفض الانتخابات و الاجراءات الانفرادية التي يقوم بها الحزب الحاكم ، داعيا الى حوار وطني جاد ومسئول، وتلا فيها المطالب التي يطالب بها ابناء الدائرة والتي تتمثل في ايقاف الجرع السعرية وارتفاع الاسعار ، والقضاء على البطالة ، ورفع مرتبات الضمان الاجتماعي للمحتاجين ، وشق وسفلتة الطرق الى جميع قرى وعزل الدائرة ، والعمل على ايجاد المعالجات اللازمة للحد من الانطفاءات الكهربائية التي تتعرض لها كهرباء الطفة والملاجم والتي توقفت اكثر من ستة اشهر منذ رمضان الماضي وايصال الكهرباء الى بقية مناطق الدائرة المحرومة في اسرع وقت ممكن ، والعمل الجاد على تحسين الخدمات الصحية والتعليمية وايقاف التدهور الكبير في هذين القطاعين ورفد المنطقة بالكوادر المؤهلة ، وكذا استيعاب خريجو الجامعات من أبناء الدائرة ورفع حصتها من الوظائف ، انشاء مشاريع مياه لجميع مناطق الدائرة ، وكذلك العمل على معالجة قضايا الثأر والحد منها وتحسين الأداء الأمني. وطالب الحزب الحاكم بالتوقف عن تحريض بعض المواطنين ضد بعضهم ودغدغة عواطف الناس وإلقاء الوعود الكاذبة التي يقطعونها المسئولين فيه الذين لا يعرفونهم إلا في مواسم الانتخابات وعند الحاجة للمواطنين والتي سرعان ما يتخلوا عنها ويتنكرون لها بعد انتهاء فترة الانتخابات . وفي اعتصام اللقاء المشترك بسامع قال النائب سلطان السامعي (لقد نصحنا الحاكم في كل المرات ولكن بعناد وتكبر رفض كل تلك النصائح ). واضاف السامعي (لقد أعطيت الرئيس ليلة الاثنين الماضي جملة من المقترحات والتي منها الإعلان عن رؤية جديدة للحكم وتشكيل حكومة وحدة وطنية والقبول بالقائمة النسبية وعدم إطلاق النار على المتظاهرين وعدم قمعهم وإيقاف أي قصف أو اشتباك أو حصار للمواطنين في المحافظات الجنوبية وفتح خطوط مع قيادات المعارضة في الخارج عبر دول تستطيع أن تؤثر عليهم والبدء في الحوار معهم و طلب العفو والمسامحة من الشعب اليمني عما تعرض له من قبل بعض النافذين والعمل على محاسبتهم ) حسب ما جاء في كلمته . من جانبه الاستاذ أحمد المقرمي في كلمة المشترك بالمحافظة تسأل ( لماذا لا ينزل الحكام عند ارادة الملايين من شعوبهم التي خرجت تبحث عن حقوقها وهم الذين كانوا يعبثون بقوانين ودساتير البلدان وكل عذرهم هو النزول عند ارادة الشعب وكانوا يعبثون بثروات البلاد مع المرتزقة الذين يعملون معهم ويحرمون الشعوب ويقولون كل هذا نزولا عند رغبات الجماهير ) حسب قوله. مؤكدا انما تشهده المنطقة العربية اليوم هو إعادة رسم جديد لخريطة جديدة لحكام المنطقة العربية .. وقد صدر عن الاعتصام بيانا جاء فيه (ان البلاد من أقصاها إلى أقصاها تعاني من نقص في جميع الخدمات والإختلالات في كافة نواحي الحياة مع إتساع دائرة البطالة ومساحة الفقر وغياب الأمن والامان ). واستنكر البيان التقارير الحكومية التي تدعي ان الكهرباء تغطي نسبة 80 % من مديرية سامع معتبرين ان هذا هو الكذب السافر والمفضوح . وأضاف البيان (إننا نؤكد من خلال هذا الاعتصام وفي ظل هذه الظروف على أهمية أن تقوم الدولة بمسئؤليتها الأخلاقية وان توفر كافة الخدمات التي حرمنا منها طوال العقود السابقة مع توفير فرص العيش الكريم من خلال اعطاء المديرية نصيبها من الوظائف العامة للخريجين والعاطلين عن العمل منذ سنوات)