أقامت أحزاب اللقاء المشترك بالدائرة (104) في مديرية السياني بمحافظة إب مهرجاناً حاشداً بعد ظهر اليوم الاثنين تنديداً بإجراءات الحزب الحاكم المتمثلة في التحضير للانتخابات النيابية المقبلة منفرداً، وتقديم تعديلات دستورية تتيح للرئيس البقاء في منصبه مدى الحياة. وفي المهرجان الذي أقيم بمنطقة المرفدين، والذي شارك فيه المئات من أبناء السياني، ألقى محمد سيف عبدالله عضو لجنة الحوار الوطني بإب كلمة، اتهم فيها الرئيس علي عبدالله صالح بالتلاعب بالنظام والدستور.
وقال سيف: يريد رأس النظام أن يفصّل النظام والدستور ليكون على مقاسه كمشروع لتدريب الحكم و بقاءه في أسرته وحاشيته، ولذلك فقد سعى رأس النظام إلى صناعة مشائخ صغار وتخريج ضباط بدائل بهدف تهيئة الظروف لمشروع الانقلاب على الجمهورية وأهداف الثورة اليمنية".
وأضاف: "لقد أقدم الحاكم على اقتراف عدد من الخطوات والإجراءات التي يتصور أنها ستوصله إلى مبتغاه. وتجسد ذلك في تراجعه وانقلابه على الحوار الوطني والانتخابات التي كان تم التوقيع عليها والاتفاق بشأنها، لأنه ألغى تلك الاتفاقات أنها لا تخدم مشروعه الخاص والانقلابي على مكتسبات الثورة والجمهورية والوحدة".
وأشار محمد سيف إلى أنه إزاء ما أسماه "المشروع الانقلابي" للحاكم، أعلنت لجنة الحوار الوطني وأحزاب اللقاء المشترك تحمل المسئولية التاريخية والوطنية في الوقوف أمام التشريح الانقلابي للحاكم، وحماية الجمهورية والوحدة ومكتسبات الثورة اليمنية وإيقاف "عبث وفساد الحاكم"، والسعي لبناء دولة المؤسسات والعدل والتوزيع العادل للثروة وتحقيق المساواة وإعادة الحق في اختيار الحاكم والسلطة للشعب اليمني الذي هو مصدر كل السلطات.
من جهته، خاطب عضو قيادة اللقاء المشترك أحمد القيري الحاضرين في المهرجان قائلاً: "إنكم تدركون ما وصلت إليه البلاد من أزمات سياسية واقتصادية مست كل بيت نظراً لتوجه السلطة الغير مسئول وسوء استخدام السلطة التي أصبحت لا تنظر إلا إلى مصالحها الذاتية".
وأضاف: "إننا اليوم لم نجتمع للمزايدات واللعب وإنما شعوراً منا بالمسئولية الوطنية نظراً لخطورة الوضع الذي نقاد إليه فالسلطة لا تعيش إلا في ظل إثارة الفتن والصراعات والحروب واختلاق الأزمات وتدمير النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي".
وفي ختام المهرجان، صدر بيان ختامي، دعا إلى رفض ما وصفها ب"وسائل الالتفاف والتنكر" لمبادئ الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والتوافق الوطني، مجدداً رفضه لمشروع التعديلات الدستورية المقدم من طرف الحزب الحاكم والذي قاله إنه "يعود باليمن إلى عهد الإمامة".
وحذر البيان من السير الانفرادي في التحضير للانتخابات النيابية المقبلة، معتبراً أنها انتخابات "مزورة سلفاً"، لأن نتائجها ستكون "كارثية على الوطن".
وكانت قد ألقيت في المهرجان العديد من القصائد الشعرية للشعراء عبد الكريم العواضي وفؤاد السركال وغيرهم، وقدمت باقات من الأناشيد الحماسية المعبرة عن الوضع للوضع والداعية للحوار والوقوف مع صف المشترك ورددت الهتافات الداعية لرحيل السلطة والسير في خطى الشعب التونسي والمنددة بالتأبيد والتوريث والتمديد، واكتسى المهرجان بالشارات واللوحات البرتقالية التي حملت عبارات التنديد بالانقلاب على الثورة والوحدة والتعديلات الدستورية.