اعتبرت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في محافظة الضالع دعوة رئيس الجمهورية للعودة للحوار مضيعة للوقت، مؤكدة أن الحوار الحقيقي هو مع الشعب. ودعت اللجنة إلى تفعيل عمل لجنة الحوار الوطني والاستمرار في الإعداد والتحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني الذي لا يستثني، مشددة في السياق ذاته على ضرورة الاستمرار في تحريك الشارع وتصعيد الفعاليات وحشد كافة القوى الفعالة في المجتمع لإيجاد تغيير حقيقي في بنية النظام بما يؤدي إلى تحقيق آمال وتطلعات الجماهير التواقة إلى الحرية والكرامة وإعادة الأمور إلى نصابها حيث يكون الشعب هو مصدر السلطة. وأكدت لجنة الحوار في الضالع في بيان أصدرته عصر أمس الأربعاء أن القضية الجنوبية قضية سياسية بامتياز تستمد عدالتها ومشروعيتها من قوة الحق وحتمية انتصاره على الباطل. داعية إلى في حل هذه القضية لأن في حلها تجنيب البلاد الكثير من الكوارث، مطالبة رئاسة تحضيرية الحوار وضعها ضمن أولويات نضالها، وأشارت إلى أن التعامل معها بالطريقة الأمنية لم تجد نفعا ومجريات الأحداث تثبت ذلك. وقالت اللجنة إن قمع وقتل وجرح المتظاهرين وقصف المدن والقرى وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها لن يزيد الأمور إلا تعقيدا. وتابع البيان بقوله : إن إرادة الشعوب لا تقهر وثوراتها التي بدأت من تونس ووصل غليانها إلى مصر العروبة وسمعت أصدائها في أرجاء المعمورة لا يمكن إخمادها فهدير الأحرار في ميدان التحرير في قلب القاهرة زلزل الأرض من تحت أقدام الطغاة، واثبت شعب مصر بان العهد الجديد الذي بدء بمولودة البكر في تونس وحملة رياح الحرية بذور لقاحه إلى مصر التي تعيش هذه الأيام مخاض ثورة جديدة في الأدوات والأهداف وان شاء الله ستكون الولادة طبيعية تمكن الشعوب الأخرى من استمرار تناسل الثورات الشعبية التي تدك عروش المستبدين والطغاة واحدا تلو الأخر. وقال البيان إن عظمت الشعوب تكمن في قدرتها على النهوض والتقاط اللحظة التاريخية وصناعة التحولات والانتصار لقيم الحرية والعدالة والمساواة وهذا ما فعله الأشقاء في تونس وما يفعله اليوم الأشقاء المصريين. وفيما حيا البيان الثورة الشعبية التونسية وشعب تونس الأبي الذي كان له شرف فتح أبواب المجد الموصودة وشرف ايقاض الكرامة العربية التي امتهنها الحكام لعقود من الزمن. اعتبر ارض الكنانة مصر العروبة هي المحطة الثانية للثورة، وحيا الملحمة البطولية النادرة التي يسجلها شعب مصر بصموده وثباته وإصراره على تغيير مجرى التاريخ ليصب في خانة الشعوب. مضيفا : الأمر الذي يوجب علينا أخلاقيا ونضاليا الانحياز إلى صف الجماهير وتبني قضاياها والدفاع عنها ونصرتنا لقضايا الشعوب ووقوفنا إلى جانبها في انتزاع حقها في الحياة الحرة والكريمة والعيش الرغيد. وشعبنا اليمني العريق ليس ببعيد عن ما يجري حولنا من تحولات ولا يختلف كثيرا عن أشقاءه في تونس الحرية ومصر العروبة في القدرة على صناعة التحولات وتحقيق الانتصارات بل انه أكثر عطشا للحرية منهما ,وأحر شوقا للتغيير. وأكد على أن الاستجابة الجيدة والحشود الكبيرة التي أظهرتها مهرجانات اختتام المرحلة الأولى من الهبة الشعبية التي شهدتها كافة المحافظات يوم الخميس الماضي، خير دليل على ضيق حال الشعب ونفاد صبره وفقدانه الثقة بالحاكم فعبر عن رغبته في التغيير وخرج كالسيل العرمرم يهتف برحيل الحاكم الذي إنتعل الدستور واختزل الوطن بشخصه وفصل الوحدة على مقاسه وأفراد أسرته ووضع الأرض والثروة والديمقراطية في جيوب بنطاله. وحيت لجنة الحوار بالضالع جماهير الشعب بتحية النضال السلمي والمصير المشترك، تحية الحرية والعدالة، شاكرة لهم تفاعلهم الايجابي مع الدعوة التي وجهها المشترك ونزولهم إلى الشارع للتعبير عن مطالبهم المشروعة في وطن يتسع لكل أبناءه وفي سلطة قالت أنهم مصدرها وثروة هم ملاكها وفي حياة آمنه ومستقره خالية من الاستبداد والفساد وفي حقوق لا تهدر وحرية لا تقمع وحكم لا يورث وانتخابات لا تزور ومواطنه يتساوى فيها الجميع وسيادة لا تنتهك وكرامه لا تهان، مؤكدة في الوقت ذاته أن كل هذه الأمور لا يمكن الوصول إليها إلا برحيل النظام الفاسد المستبد. وقال البيان إن الفرصة صارت مواتيه أمام جماهير شعبنا للأخذ بزمام الأمور لتكون اليمن الضلع الثالث لمثلث الحرية والتغيير الذي رسم الشعب التونسي ضلعه الأول والشعب المصري على وشك الانتهاء من رسم ضلعه الثاني وسيكون لشعبنا بمشيئة الله شرف رسم الضلع الثالث الذي بدأ الشعب تحديد أبعاده ومقاساته. وأكدت لجنة الحوار بالضالع ثقتها بأن الشباب سيكونون هم رأس الزاوية فيها وأن أناملهم هي من ستكمل الضلع الثالث لمثلث التغيير والحرية ليقترن اسم اليمن بالغالية تونس والعزيزة مصر.