يُحكى أنَّ ثعلباً خدع امرأة عجوز وكان لديها مجموعة كبيرة كما تحكي القصة من الدجاج في داخل غرفة صغيرة نسميها في اليمن (ديمة)، وقد أوهم الثعلب هذه العجوز بأنه سيرعى لها دجاجها وسيحافظ عليها وسيعتني بها لتتكاثر وتزداد أعداداً، فصدقت العجوز مقولة الثعلب المخادع والذي استفرد بالدجاج في الديمة وأخذ يأكل كل يوم منها واحدة، ولم يتبق في النهاية إلا دجاجة واحدة تركها الثعلب لغرض التمويه، وبعد مدة من الزمن هرعت العجوز لتتأكد من تربية الثعلب لدجاجها، متوقعة أنها قد نمت وزاد عددها كما وعدها الثعلب. ولما رآها الثعلب مقبلة إلى غرفة الدجاج أو الديمة كما نسميها في اليمن بادرها قائلاً: قفي مكانك ولا تدخلي فإنهن كثيرات جداً وأخشى أن تدوسيها وأنا سأقوم بعدها لك وأنت في مكانك، وهنا أخذ الثعلب يخرج الدجاجة الوحيدة من بيت الدجاج لتراها العجوز ومن ثم يعدها واحدة، ثم يدخلها غرفة الدجاج ثم يخرجها ثانية ويقول اثنتان ثم يدخلها ثم يخرجها ويقول هذه الثالثة ويعيدها إلى غرفتها ثم يخرجها ويقول هذه الرابعة وهكذا دواليك حتى عدَّ للعجوز عدداً كبيراً جداً من الدجاج وما هي إلا واحدة، فاطمأنت العجوز المخدوعة. وما أشبه المرأة العجوز هنا باليمن، وما أشبه الثعلب برئيس الجمهورية الذي تولاها منذ 33 سنة فأكل الأخضر واليابس ثم هاهو اليوم يصنع مع الشعب على منوال لعبة الثعلب والعجوز وفي كثير من الجوانب التنموية وغيرها. ونفس الأمر ينطبق على المخدوعين فيما يفعله علي صالح في أكثر من وقت ومكان مثل ميدان السبعين الذي شهد في الجمعة الماضية في صنعاء جمعاً حاشداً من الجنود والبلاطجة وأزلام النظام ونحوهم والذين يستعرض بهم دائماً في كل مناسبة وعلى حساب الشعب فكأنه كما قال المثل "أهلاً وسهلاً لبيت أحمد أخي"، وبأولئك يوهم البسطاء داخلياً وخارجياً بأنَّ معه الكثير والكثير من الناس ونسي أو تناسى علي عبدالله صالح أنه على فرض أن تلك الأعداد معه في صنعاء فإنَّ في صنعاء أيضاً وحدها أضعاف أضعاف تلك الأعداد ممن يطالبون برحيله، ناهيك عن مثيلاتها في جميع محافظات اليمن العشرين، ولكن للأسف الشديد لا تظهر من تلك المجاميع في الصور الملتقطة إلا ما يساوي عشر معشار المحتشدين حقيقة، ولا ننسى أنَّ المعركة إعلامية بامتياز وأنَّ الولاياتالمتحدةالأمريكية تقول قاعدتها (الإعلام كل المعركة) بينما عند غيرهم تقول القاعدة (الإعلام نصف المعركة).