وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية تشبث الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالسلطة بأنه "يحفر في الصخر"، لأن الاحتجاجات ضده تزداد يوما بعد يوم والانشقاقات في صفوف أركان نظامه من عسكريين وقيادات عليا تتواصل، وهو ما دفع بعض المحليين للقول بأن صالح على حافة الاستقالة، إلا أن ما فعله الجمعة وترديده بأنه من حراس البلاد، يظهر أنه لا يزال متواجدا في السلطة ولن يتركها بسهولة. وقالت الصحيفة : "يظهر من خطاب علي عبدالله صالح بالأمس أنه ليس لديه خطط للتنحي رغم المظاهرات الحاشدة التي تنظم ضده في العاصمة صنعاء، فقبل أسابيع الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي يقودها الشباب تعم العاصمة، فضلا عن سلسلة من الانشقاقات في الجيش. وتتحدث الصحيفة عن أن صنعاء لا تزال متوترة والعاصمة مقسمة، فعلى بعد ميلين إلى الشمال من تجمع أنصار صالح، كان محتجون مناهضون للحكومة في جامعة صنعاء ينظمون أكبر تظاهرة مؤيدة للديمقراطية منذ اندلاع الاضطرابات قبل خمسة أسابيع في ما وصفوه الجمعة ب"الخلاص". ونقلت الصحيفة عن محمد قحطان المتحدث باسم المعارضة التي ملأت مسافة تمتد لثلاثة كيلومترات من الطريق، تحت العين الساهرة من الجنود والدبابات التي بعث بها القائد علي محسن لحمايتهم قوله "هذا النظام يجب أن يفهم أن الاحتجاجات ستتواصل ونحن لن ننخدع في استخدام القوة". وبحسب الصحيفة، فإن صنعاء الآن تقريبا مقسمة إلى النصف الشمالي التي عقدها معسكر المعارضة، وأنصار صالح في القطاع الجنوبي. وتخشى دول غربية مزيدا من الاضطراب في الدولة الفقيرة التي تواجه بالفعل حربا متقطعة من المتمردين في الشمال والحركة الانفصالية في الجنوب. وحاول صالح الالتفاف على مطالب الثوار وتقديم تنازلات وهمية، بما في ذلك الثلاثاء الماضي عندما عرض إجراء الانتخابات والاستقالة بحلول نهاية عام 2011، إلا أن هذا المطلب تجاهلته المعارضة وقالت إنها لن تقبل بأقل من استقالته فورا. وفي الوقت نفسه إن الحكومة المركزية لا تزال تفقد السيطرة على الأراضي، وهناك تقارير عن أن مسئولين محليين فروا من وظائفهم أو طردوا، وخصوصا في الجوف وصعدة، وعدد قليل من المحافظات الجنوبية.