مع دخول ثورتهم شهرها الثالث، خرج ثوار تعز اليوم في مسيرة مليونية جديدة للتأكيد على صمودهم واستمرارهم في ساحات الحرية وميادين التغيير حتى رحيل صالح وأبنائه وكافة رموز نظامه, وإنجاز أهداف ثورتهم في بناء دولتهم الحديثة ويمنهم الجديد, يمن العدل والحرية والحق والحقوق والمواطنة المتساوية والفرص المتكافئة , يمن لا يستبد به طاغية ولا يستحوذ على ثرواته ومقدراته فرد أو عائلة. هذه المسيرات المليونية المتتالية وبكل عفويتها وعنفوانها أكدت وبلا أدنى شك على انحياز هذه المحافظة الأبية للثورة والحرية ورفضها للنظام المستبد بكل رموزه وشخصياته ومرتزقته وبلاطجته وفساده وطغيانه. مسيرة اليوم - والتي تزامنت مع عصيان مدني شل حركة المدينة خصوصا في ساعات النهار - اتخذت مسارا جديدا في تحركها, فقد انطلقت من جولة وادي القاضي باتجاه منطقة الأجينات مرورا بباب موسى والباب الكبير فشارع 26 سبتمبر حتى وصلت ساحة الحرية. المشاركون في المسيرة وصفوا صالح بالسفاح ومجرم حرب ونعتوه بعلي قذافي, كما جددوا رفضهم للمبادرة الخليجية وكل مبادرة لا تنص بشكل واضح وصريح على رحيل السفاح ومحاكمته وكافة رموز نظامه الضالعين في ارتكاب المجاز وجرائم الإبادة ضد المدنيين العزل ومع سبق الإصرار والترصد, كما رفعوا صور الشهداء الذين طالتهم يد الغدر في مختلف محافظات الجمهورية. وفي بيان لائتلاف شباب الثورة بتعز -حصلت الصحوة نت على نسخة منه - أكد بأن تعز اليوم خرجت عن بكرة أبيها نساؤها والرجال تقدم رسالتين, رسالة للحاكم الظالم المستبد أن ارحل واخرج منها فإنك رجيم, فقد استبحت الدماء وأزهقت الأرواح ولم تراع طفلاً ولا شيخاً كبيراً, كما لم تراع الأمومة ولا الأبوة فأهلكت الحرث والنسل والله لا يحب الفساد... وها هي ذي تعز تواصل ثباتها وإصرارها على الاستمرار في الثورة السلمية, وتعلنها عالية مدوية وفي وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد أن ارحل فالشعب يريد إسقاط النظام... ورسالة أخرى نقدمها من ساحة الحرية بتعز وبوجه خاص لمن نظن أنه ما يزال لديهم شيء من النخوة والرجولة والإباء, ونوجه الخطاب صراحة وبالاسم للأخوة / عبد العزيز عبدالغني ود / رشاد العليمي وكل أبناء المحافظة الذين ما يزالون يعملون في دائرة نظام القهر والظلم والفساد ... فنخاطب كبرياءهم ونعتقد أنه ما يزال لديهم كبرياء ونخاطب ضمائر حية فنقول لهم بالعربي الفصيح واللفظ الصريح أن هلموا إلى ساحات الثورة الشعبية السلمية والتخلي عن مؤازرة الحاكم الظالم المستبد، وإن مؤازرتكم للحاكم وبقاءكم في حاشيته لا يعني لأبناء المحافظة خاصة ولأبناء الشعب اليمني عامة, إلا أنكم تؤيدون جرائم السفاح ومجازره وأن الدماء التي سفكها والأرواح التي أزهقها لم تهز لكم ضميراً ولم توقظ لكم مشاعرا". وقال البيان : لم يكتف الحاكم بإرسال عدد من القيادات العسكرية إلى تعز كعلي صلاح وغيره لإدارة الاعتداء والبلطجية على المحافظة بل عزز ذلك بإرسال عبدالعزيز عبدالغني والدكتور في القانون رشاد العليمي وغيرهما باعتبارهما للأسف من أبناء المحافظة وذلك للقيام بأعمال وممارسات قمعية ترضى نزعة الحاكم إلى البطش و والتنكيل وإمعاناً في الإذلال دفع إلى المحافظة ببعض أبنائها وعلى عكس القاعدة (الأقربون أولى بالمعروف) لتصبح (أولى بالمنكر) فتعست يد تمتد إلى أبيها أو ابنها أو أختها بالظلم والعدوان". محملين أولئك الذين أمرهم الحاكم بالنزول إلى تعز سواءً من المدنيين أو العسكريين ممن ذكروا آنفاً أو لم يذكروا كامل المسؤولية لما قد يحدث لأبناء المحافظة الأحرار من اعتداءات أو ممارسات بلطجية بحسب خطط الحاكم التي نزلوا لتنفيذها له إشباعاً لغروره ونهمه للدماء". من جانبها قالت أحزاب اللقاء المشترك بتعز: إن نظاما تلطخت يداه بدماء شعبه, وأزهق بنيران العدوان والخراب أرواح مواطنيه, لهو نظام قد كتب نهايته بيده وأحرق مشروعيته بجرائمه ومجازره, ولم يعد يمتلك الأهلية للحكم, ولا الشرعية الدستورية للبقاء في السلطة". وأضاف مشترك نعز "إن على أولئك الذين ما يزالون يدورون في فلك هذا النظام, أو يسيرون تحت ركابه, أن ينفكوا عن ذلك الدوران في فلك الظالم, ويمتنعوا عن السير في ركاب المجرمين، وان الدماء الطاهرة البريئة والأرواح العزيزة الغالية من أبناء اليمن والتي سفك دمها النظام ظلما وعدوانا في صنعاء وعدن وتعز والحديدة والبيضاء والمكلا وغيرها من المحافظات لتدعو كل حر شريف ومواطن غيور أن يتبرأ من هذه السلطة الغاشمة وطغمة الشر الظالمة التي يقودها حاكم غشوم قد طال عليه الأمد فقسا قلبه واستمرأ الظلم والفساد في الأرض". وعبر مشترك تعز في بيان صادر عنه عن أسفه كل الأسف لبقاء رجال من أبناء هذه المحافظة الأبية كالأستاذ / عبدالعزيز عبدالغني ورشاد العليمي وغيرهما يرتبطون بهذا النظام الجائر المستبد الذي قد أكل عليه الدهر وشرب". وأضاف البيان "لسنا ندري بأي وجه يقابلون هؤلاء آباء الشهداء الذين سقطوا في حيفان أو المعافر أو ماوية أو الشمايتين أو شرعب وبأي نفسيه يواجهون أبناء اليمن الذي سقط منها شهداء في كل محافظة, بسبب جرائم هذا النظام الجائر الذي استرخص الأرواح واستباح الدماء". وأشار مشترك تعز إلى تخلي كوكبة مشرقة وجمع كبير من الرجال والنساء الأوفياء عن هذا النظام لما رأوه يزهق الأرواح ويسفك الدماء, فكان أن سجل كثير من الأبطال مواقف مشرفة في رفضهم لهذا النظام ولجرائمه ومجازره فأعلنوا انضمامهم للثورة وقدموا استقالاتهم من مواقعهم في السلطة أو الحزب الحاكم انتصاراً للشهداء وتضامناً مع أهاليهم وإحساسا بمسئوليتهم وآدميتهم. ودعا مشترك تعز "عبدالعزيز عبدالغني ورشاد العلمي" وغيرهم ممن تبقى في صف النظام أن ينفضوا عن تلك المقصلة وينحازوا لأهاليهم ولثورة شعبهم وألا يكونوا أقل شهامة أو رجولة من القاضي الهتار أو الدكتورة هدى البان وغيرهم ممن استقالوا ثأراً لكرامتهم وانتصارا لدماء اليمنيين التي أزهقها النظام الفاسد في عموم الوطن اليمني الكبير. وطالبوا في السياق ذاته عبدالعزيز عبدالغني وزملاءه الذين نزلوا معه إلى المحافظة بأمر الحاكم وتوجيهاته لتنفيذ نزواته ومخططاته الإجرامية أن يتقوا الله في أنفسهم وفي شعبهم وأن يتبرؤوا من هذا النظام وينضموا إلى الثورة الشعبية السلمية قبل فوات الوقت, وقبل أن يسجلهم التاريخ في صفحات الخزي وأنهم ما كانوا من أعوان الظلمة فحسب بل كانوا من الظالمين".