كرمت نقابة الصحفيين اليمنيين بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين صباح اليوم بمقر النقابة بصنعاء,عددا من رموز العمل الإعلامي الذين خدموا المهنة وقدموا أرواحهم في سبيل إعلاء شانها,بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة,الذي يصادف اليوم الثاني من مايو من كل عام. ومنحت النقابة في حفل أقامته احتفاء بهذه المناسبة العالمية,درع الشجاعة للصحفي جمال الشرعبي الذي استشهد أثناء تغطيته جمعة مجزرة الكرامة في18مارس الماضي,كما منحت درع الريادة للدكتوره رؤوفه حسن التي توفيت بداية الأسبوع,ودرعا آخر ذهب من نصيب الصحفي عبدالاله حيدر شائع المعتقل منذ9اشهر بالأمن السياسي اثر حكم قضائي صدر بحقه بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة. ونظرا لغياب هؤلاء للوفاة والاعتقال فقد تسلم دروعهم أقرباء من أسرهم من قبل نقيب الصحفيين الأسبق نصر طه مصطفى,وأمين عام النقابة مروان دماج,بالإضافة إلى رئيس تحرير صحيفة الوحدة السابق حسن عبدالوارث وفاطمة مطهر ونبيل الاسيدي. وأقامت النقابة على هامش الحفل,ندوة حول"تأثير رياح التغيير على الصحافة",تناول معدها الصحفي غمدان اليوسفي خلاصة المشهد الصحفي منذ بداية أن بدأت رياح التغيير تعصف بالدول العربية في يناير الماضي,مؤكدا على أن ما بعد هذا التاريخ سيكون مختلف عما قبله في اشارتة إلى تغير النظم السياسيه وما سيعقبه من تداعيات ايجابيه لصالح حريه الصحافة. واستعرض اليوسفي نماذج لعدد من الانتهاكات التي طالت صحفيين وصحف باليمن,تنوعت مابين الاعتقال والاعتداء ومصادرة الصحف واحتجازها من قبل الأجهزة الامنيه في مداخل المحافظات,نتج عنها خسائر ماديه لحقت بناشريها. وتحدث في سياق آخر حول ما وصفه بالدور التعبوي والتحشيدي للإعلام الرسمي وممارسته دور المغطي والمبرر لجرائم النظام بحق المعتصمين,مشيرا إلى ضرورة انحيازه للثوره,وان لم فعلى الأقل يلتزموا الحياد المهني وعدم محاولة الصحفي الوقوف في صف النظام أو الدفاع عنه حد قوله. وأشاد اليوسفي في ورقته بدور الشباب في الساحات بنقل الصور والفيديو والمعلومه عبر وسائط الاتصال الحديثه كالهاتف النقال والفيسبوك,الذي قال عنه بأنه صحافة المواطن الذي يتيح لكل شخص نشر المعلومه والصوره بدون رقيب أو خبره بالمهنه. كما تطرق لموقف القوي والفاعل للنقابه تجاه منتسبيها إزاء تعرضهم لقمع النظام ومصادره حرياتهم بالدفاع عنهم ومتابعة المعتقلين حتى الإفراج عنهم,وانحيازها قبل ذلك كله لصالح الاراده الشعبية. وخلص إلى ضرورة وضع محددات لإدارة المؤسسات الاعلاميه في المستقبل عقب سقوط النظام,تكون نتاج ذوي خبرة ودرايه بالمهنه في تنظيم شؤونها عبر اتخاذ خطوات,منها أن يكون رؤساء مجالس الإدارات منتخبون وليس معينون ومصادرة الامتيازات التي كانت تمنح لبعض رؤساء الأقسام دون مساواتهم بزملائهم الآخرين,وحزمه أخرى من الإجراءات. وكان رئيس لجنة الحريات بالنقابه جمال انعم,قال في بداية الحفل إن الصحفيين يدفعون ثمن انحيازهم للحقيقة وسط بيئة بات الأمن يتحكم في كل مفاصلها بعد أن غدا النظام خارج كل شيء حد تعبيره. وطالب انعم الصحفيين بالمؤسسات الرسمية بالتوقف عن العمل كنوع من الاحتجاج إزاء ما يمارسه"البعض"من تضليل وتبرير لجرائم النظام رغم كونه إعلاما عاما يمول من ضرائب الشعب. وأشاد بشجاعة الصحفي جمال الشرعبي في تقديم نفسه ثمنا للحقيقه,وقال عن رؤوفه حسن بأنها صحفيه مرموقه وأستاذة جيل من الإعلاميين,تستحق التكريم والإجلال,كما تطرق لمحنة الصحفي شائع الذي قال بأنه ضحية ما يسمى"الحرب ضد الإرهاب",الذي تطوع النظام بالقيام بهذا الدور في اليمن. من جانبه,أشاد مروان دماج بدور الصحفيين المستقيلين من المؤسسات الرسميه,وقال إنهم سبقوا النقابه في مثل هذه الخطوه بالانحياز للثوره. وقد ألقيت كلمات من قبل اسر الصحفيين المكرمين,تحدثت في مجملها عن مناقبهم وأدوارهم خلال سنوات حياتهم على الصعيد المهني والمجتمعي,وخلصت إلى توجيه رسائل عديدة أبرزها حث الأممالمتحدة بالتحرك وعدم التفرج لجرائم النظام بحق المعتصمين,وأخرى تدعو زملائهم لمواصلة السير على خطاهم وتمثل الرساله التي كانوا يحملونها على عاتقهم. على صعيد آخر,أجلت النقابه نشر التقرير الخاص بالانتهاكات التي طالت الوسط الصحفي حتى يتم إثرائه واكتمال بياناته الاحصائيه على أن ينشر في ندوه تعقد بهذا الخصوص في وقت لاحق.