المحامي يحي غالب أحمد " التغيير" خاص: بإطلاعي على ما كتبه الأستاذ عبد لله مسعد في موقع التغيير نت تعقيباً على مشاركتي له المتواضعة على موضوعه (( دفاتر الإجرام والإرهاب )) يتضح للقارى جلياً بأنه لا يوجد خلاف في الرأي بل الكل يبحث عن وسيلة مناسبة لنهوض المجتمع وتنقية الأفكار من الاحتقانات السياسية التي تعد حجر عثرة في تتطور المجتمع . وكما أشار الأخ عبد الله بمسؤولية الدولة والنظام السياسي عن إزالة هذه المآسي وهو بذلك أصاب كبد الحقيقة في ظل وجود دولة يهمها استقرار وأمن وصيانة حقوق أبنائها . ولكن كان قلقي وحرصي في تعقيبي السابق ينطلق من استغلال ما طرحه الأخ عبد الله استغلال سلبي وتكريسه لتمزيق المجتمع وتفكيكه الذي يعتبر هدف رئيسي ووسيلة سياسية تستخدم من قبل النظام السياسي القائم على خلخلة المجتمع وتركيباته . أما الأسئلة التي تكرم بطرحها الأستاذ عبدلله مسعد فأنني كنت لا أريد الإجابة عنها كونها متعلقة بالمهنة والشخصية والموقف . التي يصعب على الإنسان نفسه الحديث بها ولكن نزولاً وتلبية لطلبه نظرا لإصراره على الإجابة بأمانة على أسئلته فلأجد القول إلا أنني ارتضيت ورسمت خطا واضحا لمهنتي ينسجم وقناعاتي ومبادئي الإنسانية الحقة والقيم النبيلة التي تربينا عليها واعتبرناها نهج وسبيل بعملنا رغم المخاطر التي تعترضنا والمضايقات في شتى مناحي الحياة .وكيف لي لا اقبل قضية عادلة لعائلة مظلومة أو مشردة ؟ بل أنني أقف إلى جانبهم بجوارحي وعواطفي وأشفق عليهم ليس من أثار الجريمة فحسب بل من غياب العدالة والقانون والنظام . وسأتكلم هنا من الواقع المهني للإجابة على سؤال الأخ عبد الله بقوله هل بإمكاني تعويض الضحايا وأكون بديلا عن الأب أو الاخ أو الأم ............الخ فأقول له نعم والحمد لله وربما أنه تبادر إلى مسامعه جريمة قتل مهندسة الاتصالات إيمان سليمان التي روعت بشاعة جريمتها سكان عدن وعند حضور أبنائها المساكين إلينا وملفهم الدامي والحزن مرسوم بوجوههم كونهم يواجهون قاتل متنفذ ومحمي سياسياً وقبلياً وهم عكس ذلك . اعتبرتهم أولادي وترافعت عنهم بأعلى صوتي بقاعات المحاكم وتعهده لهم بأنني إلى جانبهم بجهدي ومالي وإمكانياتي وهذا ما تحقق رغم كل العراقيل والتهديد والإرهاب النفسي . أما قضية أهالي قرية المصعبين واغتصاب أراضيهم وإدراجهم السجون شيوخاً وشباباً وأطفالا وقتل ابنتهم وداد المصعبي من قبل متنفذين غاصبين أراضيهم وقتلة يملكون المال والسلاح والسلطة والإرهاب ولكن وقفنا إلى جانبهم وواجهنا المتنفذين وجبروتهم لا نخاف إلا عدم الوفاء لرسالة وشرف المهنة . أما جريمة قتل الضابط مطهر قاسم الشعيبي (( الصلئه )) التي تشرفت بالوقوف إلى جانب أولاده وولديه وأهله مجاناً أقاسمهم أتعاب المعاناة وآثار الحزن والألم . أما قضية العقيد مسعد علي الصيادي الذي اغتيل في بوابة إدارة امن عدن نهاراً جهاراً لتكون عدن مسرحاً للعبث والعنف والإرهاب والقاتل ينتمي إلى شريحة النافذين السالف ذكرهم الذي نخوض ضدهم نزالات مشرفه ولن يخيفونا لايماننا بعدالة السماء وعدالة قضايا موكلينا فمسعد الصيادي اتو أولاده وأهله إلينا للترافع نيابة عنهم باعتبارنا خير ثقة وشرف تحمل المسؤولية والأمانة حسب قولهم ولم أكون لهم إلا مقام أب أو أخ اكبر . هذه النماذج ما هي إلا تكملة لتوافق وجهة نظر الأستاذ عبد لله مسعد مع وجهة نظري لإدراكي بقوله (( هل يدرك الاخ يحيى ان رفضه لمثل هذه القضايا فانه بذلك يساعد على عنجهية البلاطجة والفاسدون والقتلة وهل يدرك ان السكوت عن الظلم هو الظلم بعينه .)) نعم انها نصائح وسجايا وصفات انسانية مشتركة في مابيننا نسعى إلى تحقيقها رغم الصعوبات والإرهاب النفسي والتهديد بالقتل والتصفية والمضايقة وكل أشكال العنف والتنكيل كل ذلك لايزيدنا الاقوة . اما القضايا السياسية ومنها التهم الجاهزة والمفصلة على المعارضين السياسيين بمختلف الازمنة التاريخية من الخيانة العظمى والعماله والتأمر والأنفصال وغيرها فأنها لا تنتهي بعفو عام او مرسوم اوسقوط بالتقادم او بالتوارث الدولي او غيرها من الاسباب المنهيه لهذه الجرائم المفتعلة ولايستفيد المتهمون فيها الا من تصفية النفوس والاحتقانات السياسية وصيانة الحقوق وسيادة القانون والقيول بالاخر والارادة السياسية الصحيحة والابتعاد عن الدسائس والخديعة والضغوط والممارسات التعسفية المفتعلة من قبل الانظمة السياسية الحاكمه .وطي صفحات الماضي والشعور بالمسؤولية التأريخية امام اوطانهم وشعوبهم. لذلك فأن حرصي المتكرر ينطلق من محاولة تخفيف معاناة مجتمعنا وقهره وذله ولانعدام العدالة والانصاف . اتمنى ان نكون جميعاً انصاراً للحق ضد الظلم بكافة اشكاله.