التغيير خاص فايزة البريكي : كل مهاجر ومغترب يتوق الى رؤية وسماع أي شئ بلغته العربية ، ربما بريطانيا هي الدولة الأكثر في إحتضان الجنسيات العربية والمسلمة ، أماكن مخصصة للعرب وللأسيويين ولكل الجنسيات تقريبا ، ولكن للعرب حضور مميز هنا،، .. قررت أن أخرج من عُزلتي العملية قليلا وأن أتنزه وأقضي وقتا إستطلاعيا جميلا بعيدا عن الروتين والرسميات ، فقررت أنا وبعض الأصدقاء أن يكون يومنا يوم غير عادي ، يسجل فيه كل واحد منا ما يشاهده وما أستمتع به، خرجنا كلنا عرب ولكن بأكثر من جنسية عربية ، أستقلينا الباص الى محطة القطار ، الوجوه كلها غريبة ، هدوء غير عادي على غير عادة العرب في التجمعات ، اصوات غريبة ،تحرشات ومضايقات ، هنا العكس تماما ، كل في حال سبيله ،،، وصلنا الى محطة القطارات ، كنا فرحين لا أعلم لماذا ربما التحرر من القيود وقتل الروتين يضيف نكهة لشئ آخر , لا سائق ولا سيارة آخر موديل بل قرارنا هذا أن نُجرب الحياة ببساطتها ففيها من لذة الحلاوة ربما مالم نشعربه مع كل وسائل الترفيه ، لفت نظري في القطار كل بريطاني يقرأ كتاب ، لا يلتفت لك ولا ينظر حتى اليك ، بدأ أحدانا في إطلاق النكات بشفرة عربية ، شعرت بالحرج لان الكل أصبح ينظر إلينا ، فأشرت لهم بالسكوت ، وصلنا الى مدينة فيها التجمع العربي أكثر من لندن نفسها ، وقررنا أن نتغذاء غذاء عربي لا يهم من اي دولة المهم النكهة العربية تفوح منه ، كان مسارنا على مطعم مغربي جميل هادئ ، او هكذا خيل لنا ، وطلبنا من الأكلات المغربية مايزيد عدد الكيلوجرامات الى ما لا يحسدنا عليه أحد ، وبعد ذلك هدأنا معدتنا بالشاي المغربي المعروف ، لفت نظري بأن المطعم ماركة عربية مسجلة للأصوات العالية واللهجات المختلفة ومايميز أحاديثنا هو السياسية ، مجموعة تتحدث عن غزة وأخرى عن لبنان والعراق وأخرى عن الأحداث الداخلية داخل بلدانها بدون خوف او تلفت ،،، خرجنا من المطعم مشيا على الأقدام للبحث عن سوق شعبي فقط لكي نتذكر أوطاننا بهذه الأجواء ، المنطقة كانت مزعجة جدا غير نظيفة ، يُخيل لك بأنك فعلا في الوطن العربي ،بدأت أشعر بصداع مع أن الجو كان جميلا جدا ، والنكات التي يطلقها الأصدقاء والصديقات كانت أجمل وقت أمر به في ذلك اليوم كوني عملية أغلب أوقاتي ..
خرجت من هذه الرحلة اليومية الغير عادية بالنسبة لي بالآتي:
نحن العرب لا نتغير لو سكننا في المريخ ، نفس أسلوب حياتنا نحمله معنا بكل فخر ، نأكل ونتحدث ونمشي بصوت عال، لا يهمنا الجو العام المهم أن ننبسط ونمرح ، نكسر القوانين ، المناطق التي يسكنها العرب تتحول فجأة من مدينة جميلة الى حارة من الحواري الشعبية وكأننا ولدنا في هذه الأجواء ولا نستطيع أن نعيش بدون أن نترك بصماتنا المعيبة في كل دولة ومكان على وجه الأرض،،
بالرغم من كل تلك الأجواء الا ان حلاوة اليوم كان في بساطته ، كل شئ كان فطريا ، وودعت اصدقائي وعدت الى بيتي والإبتسامة لازالت مرسومة على وجهي كلما اتذكر نكات الأصدقاء كنا تحفة صاغها الرحمن من أحلى التحف في الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ،،، أفتخر بعروبتي جدا ولكن أتمنى بأن نرتقي قليلا في أسلوب حياتنا ، نغيره دون المساس بعاداتنا وتقاليدنا ، ولكن الأتيكيت والبرستيج لابد منه وإلا سنبقى محلك سر ....